حضارم اليوم ــ جريدة الحياة 

 

ازداد ملف مرشح رئاسة الجمهورية في العراق تعقيداً مع تصاعد الخلافات بين الحزبين الكردستانيين المتنازعين، وبعدما أعلن «الحزب الديموقراطي الكردستاني» أن الاتفاق في شأن حصة «الاتحاد الوطني الكردستاني» من المنصب، أصبح من الماضي، وذلك بدعم من زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، في وقت وصل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى أربيل أمس والتقى زعيم «الحزب الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني. بموازاة ذلك، أعلن حزب «الدعوة» التوصل إلى تفاهمات بين جناحي الحزب المنقسمين، نوري المالكي وحيدر العبادي، لتوحيد كتلتي «دولة القانون» و «النصر» في مفاوضات تسمية رئيس الوزراء، في مسعى إلى المحافظة على المنصب الذي يتولاه الحزب منذ العام 2006.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن المالكي، زعيم «ائتلاف دولة القانون»، أبلغ بارزاني بتأييد مطالبه بمنصب رئيس الجمهورية، والتغاضي عن الاتفاقات السياسية التي تمنح المنصب «للاتحاد الوطني الكردستاني». وأضافت أن ائتلاف «الفتح» بزعامة هادي العامري، وهو حليف المالكي، ألمح أيضاً إلى تفضيل مرشح بارزاني للمنصب، على رغم أن «الحزب الديموقراطي» لم يقدم حتى اللحظة أي مرشح للمنصب، بينما حسم «الاتحاد الوطني» ترشيح برهم صالح الذي يحظى بتوافق محلي ودولي واسعين.

وأعلنت القيادة في «الاتحاد الوطني الكردستاني» وعقيلة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، هيرو إبراهيم أحمد، أن منصب رئاسة الجمهورية من حصة الكرد والاتحاد الوطني الكردستاني تحديداً، مؤكدة عدم اعتراضها على أي مرشح من داخل الحزب.

لكن القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» محسن السعدون قال إن «الاتفاق على منح رئاسة الجمهورية إلى الاتحاد الوطني في مقابل منح الحزب الديموقراطي الكردستاني رئاسة إقليم كردستان، أُلغي»، مشيراً إلى أن بغداد ستُحدد رئيس الجمهورية المقبل. وصرح أن «من المتفق عليه أن منصب رئيس الجمهورية من حصة الكرد، وليس من حصة حزب كردي محدد، والاتفاق يقضي بأن يكون منصب رئيس البرلمان للسنة، ورئاسة الوزراء للشيعة، ورئاسة الجمهورية للكرد». وتابع: «لا يحق لأي حزب من الأحزاب الكردية أن يقول إن منصب رئيس الجمهورية مخصص لي بالذات، وليست للآخرين علاقة»، لافتاً إلى أن «الاتحاد الوطني الكردستاني طرح مرشحه وهو برهم صالح». وأضاف: «نحن في الحزب الديموقراطي الكردستاني نعتبر أنه استحقاقنا الانتخابي، وعدم إشغال المنصب طوال السنوات الماضية لممثل عن الحزب، يعطينا الأفضلية في أن ننال المنصب».

من جهته، نفى الناطق بإسم تحالف «الفتح» أحمد الأسدي تفضيل «تحالف البناء»، (يضم «الفتح» و «دولة القانون»، وعدداً من القوى السياسية) مرشحاً لرئاسة الجمهورية على بقية المرشحين. وقال في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»: «تحالف البناء لم يحسم موقفه من مرشحي الرئاسة لأننا بانتظار اكتمال تفاهماتنا مع الأطراف المعنية»، في إشارة إلى القوى الكردية التي قدمت أكثر من مرشح للمنصب. وأضاف أن «ما نسب لي عن تفضيلنا مرشحاً على آخر غير صحيح».

وكان الأسدي ألمح الخميس الماضي إلى تحفظ ائتلافه على ترشيح صالح لرئاسة الجمهورية، ووضع شرطاً وحيداً في مقابل تأييده والتصويت لصالح نيابياً، مضيفاً أن «صالح شخصية محترمة، وهو مقبول بالنسبة إلينا، لكن القرار النهائي في شأنه يتصل بالتوافق داخل البيت الكردي».

وأصدرت قيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بعد اجتماعها في السليمانية، بياناً مقتضباً أكدت فيه أنها «تلقت رسالة من صالح يطلب فيها العودة مع رفاقه إلى صفوف الاتحاد، وتمت الموافقة على طلبه من أجل حشد الطاقات والإمكانات خدمة للصالح العام». وأضافت: «بناء على ذلك، سيكون صالح مرشح الحزب لمنصب رئاسة الجمهورية».

وكان مجلس النواب فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية، ومن المتوقع أن تصوت القوى السياسية على اختيار الرئيس خلال جلسة مجلس النواب المزمع عقدها في 25 الجاري، والذي سيكلف بدوره رئيس الحكومة المقبلة تشكيلها.

إلى ذلك، أعلن الجيش العراقي شن عملية عسكرية واسعة في منطقة الجزيرة. وقال الناطق باسم مركز الإعلام الأمني العميد يحيى رسول إن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة والقطعات الملحقة بها والحشد العشائري، أطلقت عملية واسعة من سبعة محاور لتفتيش الصحراء التي ما بين محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى باتجاه الحدود العراقية – السورية».

 

 

شارك الخبر

شاهد أيضاً

“البيشي والجاوي” يشيدان بجهود مكتب الصحة بمديرية المعلا للحد من انتشار الكوليرا

عدن(حضارم اليوم) محمد المحمدي التقى الدكتور أحمد مثنى البيشي مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان …