الرئيسية / أخبار محلية / الوطن والهوية الوطنية .. بقلم/ نصر هرهرة

الوطن والهوية الوطنية .. بقلم/ نصر هرهرة

الجنوبيون يسعون لاستعادة دولتهم، واليمنيون يسعون لتكريس الضم والإلحاق للجنوب العربي، وطنًا وهويةً، إلى اليمن والهوية اليمنية بعد أن تم تدمير دولة الجنوب العربي (ح ي د ش) وتكريس نظام (ج ع ي) تحت شعار الوحدة أو الموت، وتم استباحة الأرض ونهب الثروة وانتهاك السيادة الجنوبية. لقد وقع الجنوب العربي في خمسينيات القرن الماضي تحت تأثير الفكر القومي العربي التي كرسته حركة القوميين العرب والمصريين والبعثيين، فتمت اليمنية للجنوب العربي خصوصا بعد تشكيل الاتحاد الفيدرالي الذي أطلق عليه الاتحاد المزيف وتم تكريه الجنوبيين به لارتباطه في بريطانيا واعتبر أعضاءه عملاء وخونة (وقع في سبعينيات القرن الماضي تحت تأثير الفكر الأممي ما يسمى فكر الأممية البروليتاربة ووقع في تسعينيات القرن الماضي تحت الفكر المتطرف وتسييس الدين) لكن القصة لم تنتهِي هنا بل امتدت إلى عمق الهوية الوطنية الجنوبية وما الاتحاد المزيف إلا وسيلة لتشويه  الجنوب العربي، وطنًا وهوية، وأفقدوا شعب الجنوب العربي وقواه السياسية التركيز، بحيث ساووا بين الجنوب العربي كوطن وهوية وطنية بالاتحاد الفيدرالي اتحاد الجنوب العربي الذي أطلقوا عليه الاتحاد المزيف، ونقلوا الكراهية عند الجنوبيين  للاتحاد الفيدرالي المزيف إلى كراهية للجنوب العربي كوطن وهوية وطنية، بحيث ساووا بين الوطن والمؤسسة بخبث شديد وتدرجوا في نقل ذلك إلى الحركات السياسية ثم ظهر ذلك بوضوح تام في مفاوضات الاستقلال بين بريطانيا ووفد الجبهة القومية في جنيف، ومن هناك تم نقل اليمنية السياسية للجنوب العربي إلى الدولة الوليدة رغم أن بريطانيا منحت الاستقلال للجنوب العربي حتى لا تتحمل المسؤولية التاريخية في يمننة الجنوب العربي وحملت وفد الجبهة القومية تلك المسؤولية، التي حملها بغباء تحت تأثير الفكر القومي وهذه اول نقلة تمت في ضرب الوطن والهوية الوطنية للجنوب العربي تلتها عدة خطوات وظهرت مفاهيم جديدة لطمس الوطن والهوية منها  اليمن الديمقراطية  ومفهوم الشطرين واللحمة والثورة اليمنية ووحدة أداة الثورة اليمنية والوحدة اليمنية والجمهورية اليمنية وكلها أسماء مزيفة لا تمت للحقيقة بصلة إلى أن كرس مفهوم الضم والإلحاق وعودة الفرع إلى الأصل ومفهوم الانفصال وحاليا الدفاع عن المشروع العربي والهوية العربية قبل استعادة الوطن الجنوبي والهوية الجنوبية لعرب الجنوب وهذا تطلب الاستمرار في إطار الجمهورية اليمنية وإن إلى حين.

لكن الحقيقة الناصعة أن عرب الجنوب قد خلعوا عنهم الهوية اليمنية ومفهوم الوطن اليمني ولم يبقَ من اليمن بالنسبة لهم إلا جهة من الجهات الأصلية مثله مثل الشام وأنهم مقبلون بقوة على استعادة وطنهم الجنوب العربي وهويتهم كعرب الجنوب واستعادة دولتهم الجنوبية المستقلة كاملة السيادة بينما اليمنيون يسعون جاهدين لطمس الوطن والهوية الوطنية الجنوبية وتكريس مفهوم الوطن اليمني والهوية اليمنية وتعزيز الدم والإلحاق.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

مركز الملك سلمان يوزع مساعدات إيوائية لمتضرري السيول في حضرموت

المكلا (حضارم اليوم) خاص وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إيوائية طارئة لمتضرري …