الإمارات ( حضارم اليوم ) متابعات
لم تدقق مليشيات الحوثي حساباتها جيدا، وهي تخوض مغامرة غير مسبوقة، باستهداف دولة الإمارات، لتفتح على نفسها أبوابا يصعب إغلاقها.
ورغم أن سمعة مليشيات الحوثي الدولية في حضيض الإجرام، غير أن العزلة ستزداد بعد المغامرة الأخيرة، وسيضيق الخناق أكثر، ويقترب تصنيف الإرهاب أكثر من رقبة الجماعة الانقلابية.
هذا ما حملته الإدانات الدولية والإقليمية السريعة شرقا وغربا، لاستهداف المليشيات المدعومة من إيران، لأهداف مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الإثنين.
كما أجمع خبراء في تصريحات منفصلة لـ”العين الإخبارية”، على أن أيام الحوثي في الانفلات من رقبة المجتمع الدولي، وانتهاك القانون الدولي الإنساني باتت معدودة.
وستكون الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت لجماعة الحوثي، التي يقف عناصرها على ساق واحدة، في انتظار ردة فعل دول التحالف العربي، وتحبس الأنفاس لعقوبات في الطريق من المجتمع الدولي، لن يكون أخفها إدراج المليشيات على قوائم الإرهاب عالميا، بفعل السجل الإجرامي الطافح بانتهاك القوانين والأعراف الدولية.
إدانات دولية سريعة
ما إن تأكد استهداف الحوثيين للعاصمة أبوظبي، حتى انهالت بيانات الإدانة للهجوم، وتأييد دولة الإمارات، بدءا من دول مجلس التعاون الخليجي كافة، وباقي الدول العربية، وأعضاء المجتمع الدولي شرقا وغربا.
وأدانت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان الهجوم الحوثي الذي استهدف منشآت مدنية، وأسفر عن وفاة ثلاثة مقيمين وجرح آخرين، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تاما.
ولم تتأخر الإدانات، فقد سارعت السعودية إلى إدانة الهجوم مؤكدة أن المملكة “تقف مع دولة الإمارات العربية الشقيقة أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها”.
وشدد بيان للخارجية السعودية على أن “العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قوى الشر مليشيات الحوثي الإرهابية يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار المنطقة والعالم”.
ثم شدد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين والأعراف الدولية وإدانتها.
وأعرب ولي العهد السعودي عن إدانته للهجوم الإرهابي السافر الذي تعرضت له المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الشقيقة، من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية ونتجت عنه وفاة عدد من المدنيين في دولة الإمارات الشقيقة.
واستنكرت مملكة البحرين، وأدانت بشدة الهجوم الإرهابي لمليشيات الحوثي الإرهابية على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية.
ونددت دولة الكويت بأشد العبارات العدوان الإرهابي الجبان الذي قامت به المليشيات الحوثية الإرهابية، مؤكدة وقوفها بجانب شقيقتها الإمارات وتأييدها في كل ما تتخذه من خطوات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
من جانبها، عبرت سلطنة عمان عن إدانتها واستنكارها للهجوم الذي استهدف الأراضي الإماراتية، وأعربت وزارة الخارجية في السلطنة عن تضامن مسقط مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأييدها فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأعربت وزارة الخارجية في سلطنة عمان عن تضامن سلطنة عُمان مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأييدها فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
أما الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، فأكد أن الهجوم هو اعتداء إرهابي جبان، وجريمة حرب تعرض حياة المدنيين للخطر، ويتطلب محاسبة الإرهابيين بما يتوافق مع القانون الدولي والإنساني.
وشدد على تضامن ووقوف مجلس التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها وحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها.
وأدانت الأمم المتحدة الهجوم الإرهابي الحوثي الذي استهدف منشآت مدنية في الإمارات، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش: “الاعتداءات ضد مدنيين أو بنى تحتية مدنية ممنوعة بموجب القانون الإنساني الدولي”.
الإدانات تتالت من عدة دول عربية أخرى ومنظمات، إقليمية ودولية، عبرت عن شجبها للعدوان الإرهابي الذي شنته مليشيات الحوثي بطائرات مسيرة واستهدف منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وأعلنت مصر، تضامنها حكومة وشعبًا، مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة جراء هذا الحادث ومواساتها لفقدان الأرواح، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
وفيما دان اليمن إطلاق مليشيات الحوثي طائرات مسيرة مفخخة “تجاه الإمارات، ندد بإطلاق الانقلابيين ثلاث طائرات مسيرة استهدفت المنطقة الجنوبية بالسعودية في نفس اليوم
كما دانت الحكومة الأردنية بأشدّ العبارات الهجوم الإرهابي الحوثي باتجاه إمارة أبوظبي.، فيما أدانت وزارة الخارجية العراقية، التفجير من جانبها، مؤكدة أن بغداد تقف بالضد من أي حالات تصعيد بالمنطقة.
الجزائر، أعربت أيضا عن إدانتها وبأشد العبارات الهجوم الإرهابي الحوثي على منشآت بأبو ظبي، على غرار الحكومة اللبنانية التي أعرب رئيسها نجيب ميقاتي عن إدانة الهجوم، مؤكدا في بيان “كل التضامن مع دولة الامارات العربية المتحدة، رئيسا وشعبا ضد هذا التعدي السافر الذي يندرج ضمن مخطط إثارة البلبلة وتوجيه رسائل دموية”.
الخارجية اللبنانية أدانت أيضا، في بيان الهجوم، مؤكدةً تضامنها مع دولة الامارات العربية المتحدة شعبًا وحكومة ضد أي اعتداء.
ونددت المملكة المغربية، بشدة بالهجوم الآثم الذي شنته مليشيات الحوثي على كل من منطقة المصفح ومطار أبوظبي.
وأكدت في بيان لوزارة الخارجية المغربية عن استنكارها البالغ لاستهداف مدنيين، مؤكدة تضامن المملكة المطلق مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في الدفاع عن سلامة أراضيها وأمن مواطنيها.
وأعربت تونس، في بيان عن التضامن التام مع دولة الإمارات ورفضها المطلق لأي هجوم يستهدف أمنها، قائلة إن هذه التهديدات تُقوّض استقرار كامل المنطقة وتشكّل خرقا صارخا للقوانين والأعراف الدولية.
كما أدانت موريتانيا بأشد وأقسى العبارات، قيام مليشيا الحوثي الإرهابية بإطلاق عدد من الطائرات المسيرة المفخخة باتجاه أبوظبي بدولة الإمارات، وأكدت وقوفها التام مع الإمارات أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها.
إقليميا أدانت تركيا العدوان الإرهابي الذي شنته مليشيات الحوثي بطائرات مسيرة، واستهداف منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
ودان وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، الهجوم الذي استهدف إمارة أبو ظبي بطائرات مُسيرة معلنا أن “إسرائيل تقف إلى جانب الإمارات”.
وندد الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا بالهجوم الحوثي الإرهابي الذي استهدف منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وأجمعت الجهات الثلاثة، على أن الهجوم “تهديد لاستقرار المنطقة”. .
واشنطن تتوعد الحوثي
وعقب الهجوم تلقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات، مساء الإثنين، اتصالا هاتفيا من أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد بلينكن خلال الاتصال الهاتفي، إدانة واستنكار الولايات المتحدة الأمريكية للهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي الإرهابية على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية.
وتوعد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بمحاسبة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، بعد هجومها على منشآت مدنية في دولة الإمارات.
ومن شأن هذه الإدانات الواسعة، كما يقول مراقبون، أن تعصف بتمادي الحوثي في التمرد على القانون الدولي، والاعتداء على الأراضي السعودية والإماراتية.
نهاية الحوثي
ويرى مراقبون وخبراء أن المليشيات المعزولة، التي تدعمها عاصمة وحيدة في العالم، هي طهران، باتت قاب قوسين أو أدنى من النهاية، بعدما وقف المجتمع الدولي في صف الإمارات والسعودية، وحقهما في الدفاع عن النفس، واتخاذ ما يلزم لردع هذه المليشيات المارقة.
فقد طالب حقوقيون، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة إدراج مليشيات الحوثي على قائمة التنظيمات الإرهابية، والحيلولة دون تنفيذ مزيد من الهجمات الإرهابية بحق الأبرياء.
ورأى عرفات حمران، الخبير اليمني الحقوقي، أن هجوم الحوثي الإرهابي على منشآت مدنية بالإمارات، مدان حسب الاتفاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني الذي يجرم الاعتداءات علي الأعيان المدنية سواء مصافي أو مطارات أو مستشفيات.
عرفات حمران، الخبير اليمني الحقوقي، يقول بدوره إن “الهجوم الإرهابي على منشآت مدنية في أبوظبي والمتمثل بقصف مصافي ومطار يعتبر، عمل إرهابي مدان حسب الاتفاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني الذي يجرم الاعتداءات علي الأعيان المدنية سواء مصافي أو مطارات أو مستشفيات”.
وتابع حمران: “نحن أمام عصابة إرهابية تهدد اليمن والمنطقة والملاحة الدولية، وبذلك فهي تهدد العالم مالم يكن هناك تعامل صارم يوقف هذه العصابة عن اعتداءاتها بحق الشعب اليمني والمملكة العربية السعودية والآن دولة الإمارات”.
وقال الخبير الحقوقي اليمني، وهو يشغل مدير منظمة رصد للحقوق والحريات اليمنية، “إننا نطالب كمنظمات حقوقية بوضع هذه الجماعة الحوثية في قوائم الإرهاب لأن تركها خارج التصنيف سيزيد من هجماتها علي المنطقة”.
مصطفى نجاح، الخبير المصري في القانون الدولي قال لـ”العين الإخبارية” إن مليشيات الحوثي، كغيرها من الجماعات الإرهابية، أداة إجرامية في يد بعض الدول التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في السعودية والإمارات ودول الخليج العربي من خلال الأعمال الإرهابية.
وأضاف أن “هجمات الحوثي اليوم تعكس طبيعة الجماعة الإرهابية، وتكشف عن أهدافها الحقيقية في إثارة الخراب في المنطقة تحقيقاً لأجندات من تعمل لحسابهم”.
وأضاف خبير القانون الدولي أن كل القوانين والاتفاقيات ومواثيق القانون في العالم تدين الدول التي تقوم بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية، ولكن لعبة الموازنات في السياسة الدولية قد تحول دون تطبيق عقوبات القانون الدولي على الدول التي ترعى الإرهاب وتغذيه.
ومن واقع اختصاصه، يرى نجاح أنه على الأمم المتحدة أن تضطلع باختصاصها، وتدين هذه العمليات الإرهابية وتطبق المواثيق والقوانين الدولية على الدول التي ترعى مثل هذه المنظمات والمليشيات الإرهابية.
وأضاف خبير القانون الدولي أن توالي الإدانات من كافة الدول العربية وغيرها يؤكد أن مواجهة الإرهاب الدولي حق من حقوق الإنسان، كما يؤكد ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً في مواجهة هذا العمل الإرهابي الذي يُهدد السلم والاستقرار الإقليمي.
في ذات السياق، أكد 3 خبراء عرب، في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، على أن تكثيف مليشيات الحوثي الانتهاكات والتعدي على دول الجوار، يعجل بنهايتها.
أحد هؤلاء الخبراء وهو المحلل السعودي فهد ديباجي، قال لـ”العين الإخبارية” إن استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية في أبوظبي يعكس استمرار هذه الجماعة الكهنوتية المارقة تجاوز كل الاعراف والمواثيق الدولية.
ودعا الديباجي المجتمع الدولي للوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا العمل الإرهابي، الذي يُهدد السلم والاستقرار الإقليمي، وأن يقوم بدوره لردع ومعاقبة هذه الجماعة التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تاما.
بدوره، قال فهد الشليمي، مدير مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية بالكويت، إن الهجوم الحوثي اليوم يعد جريمة إرهابية بل وجريمة حرب، حيث اٌستخدمت القوة العسكرية المهلكة كالطائرات والصواريخ والمتفجرات ضد المناطق المدنية والاقتصادية؛ وهذا منافي حتى لقواعد الحرب.
ويرى حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن جريمة الحوثي بحق دولة الإمارات اليوم بداية النهاية لهذه المليشيات، جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الحوثي الممتلئ بجرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي .
ويفسر الخبير السياسي المصري حديثه حول بداية النهاية للحوثي، قائلا “اللجوء لاستعراض القوة ما هو إلا محاولة الرمق الأخير من الحوثي لأننا أمام مشهد عالمي يعاد تشكيله مرة ثانية وهناك حالة من حالات التقارب بين أطراف منها من كان يدعم الحوثي في السابق؛ وبالتالي قريبا تخسر المليشيات هذه الحماية وهذا الدعم”.