مأرب ( حضارم اليوم ) متابعات
من صنعاء إلى مأرب إلى شبوة، كان ينظر إلى تنظيم الإخوان الممول قطريا أنه يتجنب المواجهة مع الميليشيات الحوثية، غير أن العامين الأخيرين، كشفا ما هو أبعد من “سياسة التقية التي كان يمارسها التنظيم”.
ففي أغسطس (آب) حشد قواته المرابطة في مأرب للسيطرة على شبوة، فكانت قواته بمثابة فيالق عسكرية لا تهزم، لكن ما هي إلا بضعة شهور حتى تعرضت ذات القوات لانتكاسة كبيرة في نهم بانسحاب سبعة ألوية من الفرضة وترك أسلحة ضخمة وكبيرة للحوثيين، فصور وزير الدفاع في مارب الجنرال محمد المقدشي، بأن ما حصل هو انسحاب تكتيكي.
لكن الانسحاب ذاته تكرر في الجوف وصرواح وصولا إلى البيضاء وأخيرا في بيحان، قوات الإخوان تسلم المعسكرات والأسلحة للحوثيين وتهرب من المواجهة المباشرة وغير المباشرة، بالمقابل كان الحوثيون يرسلون الصواريخ إلى صحراء مأرب، محاولة لتضليل الرأي العام عن التخادم الواضح والمفضوح.
فعلى مدى السنوات الماضية ومنذ بداية الحرب، لم تصب صواريخ الحوثيين أي أهداف عسكرية في مأرب أو غيرها من مواقع تمركز القوات الإخوانية.
في بيحان هربت قوات محور بيحان وتركت الحوثيين يتوغلون في المدينة دون أي مقاومة تذكر، بل على العكس وثق مواطنون، عناصر الميليشيات الإخوانية والحوثية وهم يسلمون على بعض في الشارع الرئيس، في واقعة أكد مواطنو شبوة أنها تكشف عملية الاستلام والتسليم.
محافظ شبوة المخلوع محمد صالح بن عديو خرج في تصريحات يتوعد بتحرير بيحان من الحوثيين، غير أن قواته لم تحرك ساكنا، وظلت تلاحق أبناء القبائل، قبل أن يشن حربا على قاعدة العلم العسكرية التي تتواجد فيها قوات النخبة الشبوانية.
واتهمت قبائل شبوة المحافظ المعزول بالخيانة وتسليم جزء من شبوة للحوثيين، الأمر الذي دفعها للخروج للمطالبة بعزل ابن عديو وإحالته إلى التحقيق، لكن هادي عزله وعينه مستشارا له.
واستجاب الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، لمطالب أبناء شبوة، وعين محافظا جديدا هو الشيخ عوض العولقي، وغداة التعيين كانت قوات العمالقة الجنوبية قد وصلت شبوة لتحريرها من قبضة الميليشيات الإخوانية والحوثية.
وكشف تحرك ألوية العمالقة الجنوبية لتحرير مديريات بيحان (عين – عسيلان – بيحان) حجم التخادم والتنسيق بين ميليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم الإخوان الإرهابي عبر فرعه في اليمن حزب الإصلاح الذي كان يسيطر على السلطة في شبوة وكان له دور كبير في تمكين سيطرة الحوثي على بيحان منتصف سبتمبر الماضي.
وبعد ساعات من وصول العمالقة إلى شبوة، باشرت الميليشيات الحوثية استهداف مواقعها بالصواريخ الباليستية بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى مواقعها في مديريات بيحان، على الرغم من عدم استهدافها لتلك المواقع خلال تمركز ميليشيا الإخوان فيها.
وتشير مصادر عسكرية، إلى أن الميليشيات الحوثية استهدفت حتى الآن موقعين تتمركز فيهما ألوية العمالقة، هما مطار عتق الدولي ومعسكر خمومة في مديرية مرخة وهما موقعان كانت تتمركز فيهما قوات تابعة لميليشيا الإخوان أو ما يعرف بمحور عتق العسكري.
ويعتبر تولي العمالقة مسؤولية العمليات العسكرية لتحرير وتأمين بيحان خاصة وشبوة عامة، نهاية لسلطة الإخوان التي تسيطر على المحافظة منذ أغسطس 2019م ومارست خلال فترة حكمها جرائم وانتهاكات ضد أبناء المحافظة، في إطار مخطط يهدف إلى تمزيق نسيجها الاجتماعي وإضعاف قبائلها وتمكين الميليشيات الحوثية من العودة لاستهداف عمليات التحالف العربي واستمرار استنزافه كما حصل في العديد من جبهات شمال اليمن.
ولعل توجيهات الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، لمحافظ شبوة الجديد، الشيخ، عوض بن محمد العولقي، عقب أدائه اليمين الدستورية يؤكد إدراك القيادة السياسية والتحالف العربي لخطر بقاء سلطة الإخوان في شبوة وضرورة إزاحتها خاصة بعد خيانتها بتسليم بيحان للميليشيات الحوثية.
وكان الرئيس هادي قد وجه العولقي بتفعيل العمل التنفيذي والخدمي والميداني وتوحيد الجهود المجتمعية بمحافظة شبوة وتعزيز اللحمة وتوحيد نسيجها المجتمعي لمواصلة الانتصار وتحرير ما تبقى من مديرياتها ورفع المعاناة عن أبنائها لتتجاوز تحدياتها.
ويرى سياسيون وعسكريون أن الميليشيات الحوثية والإخوانية ستعمل جاهدة من أجل عرقلة تحركات العمالقة من أجل تحرير بيحان، ولم يستبعدوا أن تقاتل تلك الميليشيا جنباً إلى جنب ضد العمالقة مقابل عدم السماح بتحرير بيحان وقطع خط الإمدادات على الميليشيات الحوثية المتقدمة جنوبي مأرب.