حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
عدن(حضارم اليوم) تقرير / علاء عادل حنش
دعا أدباء ومثقفين جنوبيين إلى ضرورة الاهتمام بالكتّاب المسرحين المتواجدين في عموم محافظات الجنوب.
كما طالبوا بضرورة توفير دار نشر جنوبية تهتم بطباعة ونشر إبداعات الأدباء والشعراء والمثقفين والكتاب الجنوبيين.
جاء ذلك خلال المحاضرة الثقافية التي نظمها اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن عصر امس الأربعاء 29 ديسمبر / كانون أول 2021م، تحت عنوان: (خصائص كتابة النص المسرحي)، وذلك في مقر الاتحاد الكائن بمديرية خور مكسر في العاصمة الجنوبية عدن.
-الكتابة للمسرح
وبدأ المحاضرة الثقافية الدكتور عبد السلام عامر، وهو أحد المسرحيين الجنوبيين، ورئيس الدائرة التنظيمية باتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن، والذي ادار المحاضرة وقدمها بامتياز، بدأ بالحديث عن الكتابة للمسرح وما يتطلب ذلك.
وقال أن: “الكتابة للمسرح يتطلب الكثير من الإدراك لمفهوم فن المسرح ومدارسه وأبعاده المختلفة، وكذا كيفية خلق شخوص على الورق وتحريكها دراميًا، إلا إذا ما كان الكاتب المسرحي لهُ معرفة قيمة بالدراما وفنونها ومدارسها المختلفة التي يصل بها إلى مستوى العقل الجمعي للمتفرج أو المشاهد”.
وأضاف عامر: “الكتابة للمسرح تعني خلق الحدث الدرامي مباشرةً على خشبة المسرح من خلال الحدث الخارجي والداخلي، وتفصيل شخصيات البناء الدرامي في أطار خشبة المسرح”.
وأكد أن على كاتب الدراما المسرحية توافر مواصفات عدة، ومهمة، منها الإلمام بشؤون المسرح وعلومه التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والفنية.
وتساءل عامر بالقول: “لماذا لا ننادي جميعًا إلى كلمة سواء يمتزج فيها الواقع بالتراث، والبيئة بالتاريخ، واللغة بالجسد، والسياسة بالشعر، والجمهور بالمنصة، والفضاء بالفلكلور بعيدًا عن الخطاب المسرحي التقليدي الشائك حاليًا؟”.
وفي ختام حديثه، سرد عامر المسيرة الحافلة للمخرج والمؤلف المسرحي، وأستاذ التمثيل (فنون مسرحية)، القاص عبد العزيز عباس، الذي تحدث في المحاضرة الثقافية، مُشيرًا إلى أن القاص عبد العزيز عباس قدم الكثير من الاعمال المسرحية في معهد (الفنون الجميلة) بالعاصمة عدن، وعمل، بعد تخرجه في عام 1984م من أحد المعاهد في العاصمة الروسية موسكو، وحتى عام 2016م أستاذًا لمادة التمثيل في معهد (الفنون الجميلة) في العاصمة الجنوبية عدن.
-بداية ظهور المسرحية
بدوره، تحدث، خلال المحاضرة الثقافية، المخرج والمؤلف المسرحي، القاص عبد العزيز عباس، عن بداية ظهور المسرحية، مؤكدًا على أن المسرحية ولدت في اليونان القديمة.
وأشار إلى أن أول سجل يدل على المسرح الإغريقي يعود إلى عام 534 قبل الميلاد، وذلك حين جرت في العاصمة اليونانية أثينا مسابقة للمأساة.
وأكد عباس على أن أهم فترة في المسرح كانت في القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت المسرحيات تُعرض في مسرح (ديونيسيوس)، والذي كان يتسع لـ(14) ألف مشاهد، حد قوله.
وشرح عباس تفاصيل المسرحية الإغريقية المأسوية قائلًا أن: “المسرحية الإغريقية المأسوية كانت تتصف بالجدية، والشاعرية، والنزعة الفلسفية”.
وتأسف عباس عن عدم وصلوا كامل المآسي الإغريقية إلينا عدا وصول ما يقل عن (35) عملًا موزعة على عدد من الكتاب، مؤكدًا على أن الإغريق لم يخلطوا بين المأساة والملهاة.
وتابع: “بعدها، انتقل المسرح إلى رومانيا في القرن الثالث قبل الميلاد”.
وشرح عباس الفرق بين المسرح الإغريقي والمسرح الروماني، مُشيرًا إلى أن المسرح الإغريقي يحظى بمكانه فريدة.
وشرح عباس بإسهاب، خلال المحاضرة، عصر النهضة في أوروبا، وتحديدًا في إيطاليا، وفرنسا.
-التأليف المسرحي
بعدها، تحدث عباس، خلال حديثه، عن المسرحية، مشيرًا إلى أن المسرحية تُعد نوع من أنواع التأليف الأدبي، مؤكدًا انها من أصعب أنواع الأدب كتابة.
وتناول عباس التأليف المسرحي، ومراحله، واشكاله، ومسمياته، وألوانه، وصفاته، واتجاهاته.
وتحدث عن العناصر الأساسية للتأليف، مُشيرًا إلى أن: “الفكرة، والهدف، والمعالم أهم عناصر التأليف”، منوهًا إلى أن هناك عاصر مكملة منها (البداية، والنهاية، والوسط، والنهاية، وتحديد المكان، وتوصيف العمل، وتقسيم العمل”.
ووضع القاص عبد العزيز عباس أحد عشر شرطًا من شروط التأليف المسرحي.
-الاهتمام بالتأليف المسرحي
وقبل ختام محاضرته، طالب عباس، بضرورة الاهتمام بالتأليف المسرحي، كونه يعد مهما في مسار الثقافة، والأدب.
كما دعا عباس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن، والأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب، بضرورة الاهتمام بالكتاب المسرحين المتواجدين في عموم محافظات الجنوب، مطالبًا اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن خاصة بأهمية الاهتمام بالكتاب المسرحين المتواجدين في العاصمة الجنوبية عدن.
-مداخلات
وشهدت المحاضرة الثقافية، التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، ورئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن الأستاذ نجمي عبد الحميد، ورؤساء دوائر فرع عدن، وكذا الأمانة العامة للاتحاد، ونائب رئيس لجنة الإعلام بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذة نادرة عبد القدوس، والأستاذ الإعلامي ناصر بحاح، وعدد من المثقفين والأدباء والكتاب الجنوبيين، والمهتمين بكتابة النص المسرحي، شهدت عدد من المداخلات أثرت المحاضرة.
وطالب المتحدثون بضرورة توفير، وإيجاد دار نشر جنوبية تهتم بطباعة ونشر إبداعات الأدباء والشعراء والمثقفين والكتاب الجنوبيين التي أصبحت أكثرها في رف الاهمال.
