المكلا(حضارم اليوم)متابعات
يمثّل قصف المدارس، أحد أخطر صنوف الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية، بما يحمل أضرارًا ليست فقط على المرحلة الحالية، لكنّ المخاطر تحاصر مستقبل ما بعد الحرب من خلال صناعة أجيال بعقول مفخخة.
وأحدثت الجرائم الحوثية خسائر فادحة في المدارس من جرّاء الغارات والقصف الذي تشنه المليشيات، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطلاب والمعلمين إلى جانب آثار نفسية بالغة السوء على الطلاب والطالبات.
وأصبحت الكثير من المدارس محل خطورة بالغة بفعل بقايا الأسلحة والأجسام المتفجرة من مخلفات القذائف، سواء بداخل عدد من المدارس أو في محيط تلك الواقعة على خطوط التماس أو بالقرب منها.
ودائمًا ما تحذر التقارير الصادرة من المنظمات الدولية المعنية بالعملية التعليمية من مخاطر حرمان الطلاب من التعليم، باعتبار أنّ هذا الخطر يضعهم عرضة ليكونوا محاطين بأفكار متطرفة، من خلال استقطابهم من قِبل تنظيمات إرهابية.
سارت المليشيات الحوثية على هذا الدرب، وعملت على إحراق العملية التعليمية بنيران إرهابها الغاشم، وركّزت في أحد أوجه إرهابها على قصف المدارس والمباني التعليمية بما يُخرجها عن العمل ومن ثم حرمان أكبر عدد من الطلاب من التعليم، عملًا على استقطابهم لصفوفها.
ففي هذا الإطار، شنت المليشيات الحوثية الإرهابية، قصفا صاروخيًّا استهدف مدرسة سعيد بن جبير في منطقة ظمي الواقعة بين مديريتي مقبنة غرب تعز وحيس جنوب شرق محافظة الحديدة.
وأسفر القصف عن تدمير هائل بالمدرسة وثّقتها لقطات تم تداولها عبر الإنترنت، كما سقط عدد من الضحايا من جرّاء الهجوم الحوثي الإرهابي.
دائمًا ما تحرص المليشيات الحوثية على شن هذه الهجمات أثناء وجود الطلاب داخل المدرسة، وهذا الإرهاب له أكثر من هدف، فمن جانب تحاول المليشيات الحوثية إيقاع أكبر قدر من الضحايا من المدنيين لا سيّما من الشباب وصغار السن الذين قد يُشكلون في مرحلة ما، خطرًا على مشروع المليشيات.
في الوقت نفسه، يُلاحظ من هذا الإرهاب الحوثي المتفاقم أنّ المليشيات تحاول توجيه ضربة نفسية لهذا الجيل، فمشاهد الدمار التي يراها الطلاب بأعينهم ليل نهار يمكن أن تحمل في نفوسهم آثارًا تدميرية، بما قد يُحولهم في وقت لاحق للمشاركة في هذا الإرهاب وصناعته وهو ما ترغب فيه المليشيات.
فالأجندة الحوثية القائمة على أهداف إرهابية، تعتمد على تجنيد الطلاب وصغار السن، كوقود لمعاركها الخاسرة، وتعمل على الزج بهم في الصفوف الأولى من جبهات القتال، ويكونون عرضة للقتل بدرجة كبيرة، ثم تتاجر المليشيات بدمائهم في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية.
وتوثّق إحصاءات دولية أعدادًا ضخمة من الطلاب الذين حُرموا من العملية التعليمية، فمؤخرًا قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إنّ أكثر من مليوني تلميذ خارج المدرسة لأن الفقر والصراع وانعدام الفرص يعطل تعليمهم.