المكلا(حضارم اليوم)متابعات
يبرهن الاستياء الواسع من المدعو أحمد عبيد بن دغر وقرينه المدعو عبدالعزيز جباري، بعد بيانهما الأخير المعادي للتحالف العربي على أن المجلس الانتقالي كان محقا عندما حذر من خطورة وجود مثل هذه العناصر المشبوهة المتخادمة مع الإرهاب.
الشرعية تؤوي مجموعة من القيادات الإخوانية التي تخدم الإرهاب، والتي أظهرت في أكثر من مناسبة حجم عدائها للتحالف العربي ومشروعه الإنساني الساعي لتخليص المنطقة من خطر إرهاب أذناب إيران (المليشيات الحوثية).
ولم يكونا المدعوان أحمد عبيد بن دغر وعبدالعزيز جباري استثناءً فيما يخص معاداة التحالف والتقارب مع الحوثيين، لكنّ قيادات الشرعية كثيرًا ما انخرطت في هذه العلاقات المشبوهة التي عرقلت مسار حسم الحرب بشكل كبير.
وفي كثير من المناسبات، حذّر المجلس الانتقالي الجنوبي من خطر ترك الباب مفتوحًا أمام نفوذ القيادات مدفوعة الثمن المهيمنة على مسار الشرعية، بما يحمله ذلك من أضرار ضخمة سواء فيما يتعلق بتأخير حسم الحرب على الحوثيين، أو منح الفرصة أمام المليشيات المدعومة من إيران لتتمادى في إرهابها الغاشم عبر إتساع نطاق سيطرتها الميداني.
ولم تكن الشرعية يومًا حليفًا صادقًا للتحالف، لكنها عمدت إلى تمثيل دور الحليف لتحصل على أكبر قدر من الدعم لإيجاد آلية لضمان بقائها على الساحة، كما حرصت على إظهار نفسها بمظهر المجني عليه، بيد أنّ الوقائع على الأرض أظهرت أنّها جزءٌ رئيسٌ من المشكلة.
خيانات الشرعية الموثقة بانسحابات عسكرية أو طعنات سياسية، أظهرت أنّ المجلس الانتقالي كان حكيمًا وعالمًا ببواطن الأمور عندما نبّه إلى هذا الخطر المستشري وشدّد على ضرورة التصدي لهذا النفوذ.
حكمة الانتقالي تجلّت في أنّ تحذيراته من خبث الشرعية لم تكن تتعلق بمعاداتها وحربها على الجنوب وحسب، لكن القيادة الجنوبية كثيرًا ما شدّدت على خطورة الأجندة الموالية للتنظيم الإخواني بالشرعية على التحالف.
المواقف العدائية من قِبل الشرعية تجاه التحالف تفسِّر مآلات الأوضاع في الوقت الراهن، فالشرعية الإخوانية تسبّبت في تأزيم الوضع الإنساني ولعبت دورًا رئيسيًّا في تمكين الحوثيين من البقاء على قيد الحياة سياسيًّا وعسكريًّا، ومن ثم فإنّ إزاحة النفوذ الإخواني وكل من يواليه هو الخطوة الأولى على طريق التصدي لكل هذا العبث القائم على الأرض.