شبوة ( حضارم اليوم ) متابعات
في الوقت الذي اتسع فيه نطاق سيطرة المليشيات الحوثية في محافظة شبوة بفعل تآمر الشرعية، تستعد السلطة الإخوانية لحرب غاشمة ليس لاسترداد المواقع من الحوثيين لكن لقمع المواطنين الجنوبيين.
الحرب على شبوة تأخذ أبعادًا شديدة الخطورة، بدأت بإقدام السلطة الإخوانية على استقدام المليشيات الحوثية وتسليمها مديريات بيحان والعين وعسيلان، ضمن مخطط إعادة إحياء الوجود الحوثي في الجنوب.
لم تكتفِ الشرعية الإخوانية بمؤامرتها عند هذا الحد، لكنّها تستعد لتوجيه ضربة أخرى بما يحمل دلالة كبيرة على أنّ الشرعية تجهز لتسليم شبوة بالكامل للمليشيات الحوثية.
تجلّى هذا الأمر في خطوة استدعاء السلطة الإخوانية في شبوة تعزيزات لمليشيا الشرعية من مأرب وتعز إلى محافظة شبوة وذلك لقمع مواطنيها.
كشف ذلك العقيد على الخضر محمد رئيس عمليات اللواء 30 مشاة التابع لمحور عتق، الذي قال في مقطع مصور، أنَّ الشرعية الإخوانية وزَّعت تعزيزات عسكرية تقدر بـ25 طقمًا مسلحًا في مفرق الصعيد ومعسكر القوات الخاصة، ومبنى الإذاعة.
يحمل هذا التحشيد الإخواني خطورة بالغة بالنظر إلى كونه يُمهِّد الطريق نحو المزيد من الطعنات التي يتم توجيهها إلى محافظة شبوة من قِبل الشرعية الإرهابية.
بهذه الممارسات، تجاهر الشرعية بأن عداءها موجه ضد الجنوب، وأن مصالحها تتقاطع مع المليشيات الحوثية وهو ما دفعها لاستقدام “الأخيرة” ليكون لها نفوذ كبير في الجنوب على نحو يعيد صناعة الإرهاب الذي لفظته القوات المسلحة الجنوبية مسبقًا.
هذه التحركات الإخوانية لا يمكن فصلها بأي حالٍ من الأحوال عن التطورات السياسية، فمن الواضح أنّه كلما حقق الجنوب تقدمًا سياسيًّا وانخرط في محادثات دبلوماسية مع أطراف دولية يُثار جنون الشرعية التي ترد على ذلك بتكثيف تعاونها وتنسيقها مع المليشيات الحوثية وتسليم مزيدًا من المواقع في الجنوب إلى جانب قمع الجنوبيين أنفسهم.
وترتجف الشرعية من اللقاءات الدبلوماسية المهمة التي عقدها الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض مع سفراء ومبعوثين دوليين، بعدما وُضعت القضية الجنوبية على طاولة هذه المباحثات.
وفيما أدركت الشرعية الإخوانية أنها لن تتمكن من النيل من الجنوب سياسيًّا، وأن مؤامراتها التي سعت لتهميش القضية الجنوبية فشلت فشلًا مدقعًا، فكثفت من وتيرة استهدافها عسكريًّا لمحافظة شبوة عبر استقدام الحوثيين.
في الإطار نفسه، استفادت المليشيات الحوثية من هذه الممارسات التآمرية للشرعية الإخوانية، ففي شهر أكتوبر الماضي استفادت المليشيات من السيطرة على مديرية بيحان فنجحت في تطويق ثلاث مديريات في محافظة مأرب المحاذية، كما أسقطت إسقاط العبدية بعد حصار دام نحو عدة أسابيع، وهي منطقة عجزت المليشيات عن اجتياحها في عام 2015 وواجهت فيها مقاومة قبلية عنيفة.
جنوبيًّا، تعمل الشرعية الإخوانية على عرقلة أي تحركات قد تندلع في وجه الحوثيين، ولهذا الأمر فهي تعمل على تفجير قنبلة من القمع في محافظة شبوة.
يُستدل على ذلك على أنه عندما عملت قيادات عسكرية وقبلية في محافظة شبوة على التحرك لتشكيل مقاومة مسلحة لردع المليشيات الحوثية وإيقاف تمددها، سعت مليشيا الإخوان للتحرك في الاتجاه المعاكس ضد هذه المبادرات المناهضة للمليشيات المدعومة من إيران.