المكلا ( حضارم اليوم ) العرب
رد المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على الضغوط الدولية التي تضمنت إدانة مجلس الأمن الدولي وتصنيف وزارة الخزانة الأميركية لعدد من قادتهم ضمن القوائم السوداء بالمزيد من التصعيد العسكري ومعاودة استهداف المواقع الاقتصادية والمدنية في السعودية باستخدام طائرات إيرانية مسيّرة.
وأعلن الحوثيون السبت في بيان نشره الناطق العسكري باسمهم يحيى سريع عن استهداف الأراضي السعودية بعدد من الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة المفخخة والتي طالت عددا من المواقع من بينها “قصف قاعدة الملك خالد في الرياض بأربع طائرات مسيرة من نوع صماد 3، ومطار الملك عبدالله الدولي ومصافي أرامكو بجدة بأربع طائرات مسيرة من نوع صماد 2، وقصف مطار أبها الدولي بطائرة صماد 3″، إضافة إلى “قصف أهداف عسكرية مختلفة في مناطق أبها وجيزان ونجران بخمس طائرات مسيرة من نوع قاصف 2 كي. وبلغ عدد الطائرات المسيّرة المشاركة في العملية أربع عشرة طائرة” بحسب ما جاء في البيان الحوثي.
ويهدف الحوثيون من هذا التصعيد العسكري الكبير، وفقا لمراقبين، إلى الرد على الضغوط الدولية التي تضمنت إدانة مجلس الأمن الدولي لاقتحامهم مبنى السفارة الأميركية في صنعاء واحتجاز عدد من العاملين فيه، وكذا التحول في الموقف الأميركي الذي جاء على شكل بيانات إدانة وحزمة من القرارات بضم عدد من قادة الجماعة إلى القوائم السوداء.
ويأتي التصعيد الحوثي في أعقاب تحول مفاجئ ولافت في خارطة العمليات العسكرية على الأرض وخصوصا في الساحل الغربي، حيث تمكنت القوات المشتركة من شن هجمات مباغته أسفرت عن تحرير مناطق شاسعة في شرق الحديدة وغرب تعز بإسناد جوي من التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية.
وفي تصريح لـ”العرب” اعتبر الباحث العسكري اليمني وضاح العوبلي أن التصعيد الحوثي باتجاه السعودية “يأتي ردا على جهودها في إيقاف زحفهم على مأرب بعدد من الطلعات الجوية المؤثرة، والتي أثخنت الحوثيين بالخسائر المختلفة، وكبحت جماح تقدماتهم حول هدفهم الاستراتيجي مأرب – صافر”.
وأشار العوبلي إلى أن انهيار الحوثيين في جبهات الساحل تحصيل حاصل للحالة التي أصبحوا فيها، إضافة إلى أن الضربة جاءتهم من حيث لا يتوقعون.
وأضاف “أعتقد أن انهياراتهم ستتلاحق ما لم تصطدم تحركات القوات المشتركة بإجراءات وقرارات دولية أو أممية قد يناور الحوثيون بأكثر من طريقة وتكتيك للوصول إليها وبما يحقق إعاقة تقدم القوات المشتركة كما جرى في الحديدة، أما بدون ذلك فأعتقد أن قيادة القوات المشتركة لن تجد أي مبررات لإيقاف معركتها، وستستمر حتى تحقيق ما انطلقت لأجله وفق خططها المُعدة لذلك”.
وشهدت المواقف الدولية تحولا لافتا في الآونة الأخيرة من خلال التوجه نحو إدانة ممارسات الحوثيين بشكل أكثر وضوحا، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على التصريحات الحوثية التي تباينت بين محاولة لإظهار المزيد من التحدي للمجتمع الدولي وإحياء خطاب “المظلومية” الذي تشهره الجماعة المدعومة من إيران عند تصاعد الضغوط عليها بوصفها طرفا معرقلا للسلام في اليمن.
وترافقت تصريحات الإدانة للسلوك الحوثي التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والتي اتهم فيها إيران بتأجيج الصراع في اليمن مع تصريحات مماثلة لوزير الدفاع لويد أوستن قال فيها إن على الحوثيين وقف الهجمات على السعودية، وعلى طهران وقف دعمها للميليشيات.
وبدروه علق القيادي في الجماعة الحوثية محمد على الحوثي على التصريحات الأميركية في تغريدة على تويتر وصف فيها التصريحات الأميركية بأنها “خلط للأوراق وتغطية على إجرامها وعدوانها وحصارها المستمر”. وقال إن تصريحات وزير الدفاع الأميركي “نتاج شراكة فعلية في الميدان وهي من تعيق الاستقرار وترفض السلام بدعمها وحمايتها العلنية للمعتدي وبسلاحها القاتل لأطفال ونساء الشعب”.