المكلا(حضارم اليوم)متابعات
في الوقت الذي بدأت فيه جولة دبلوماسية مهمة يجريها المبعوث الأمريكي لدى اليمن تيموثي ليندركينج، استبقت المليشيات الحوثية هذه الزيارة بتصعيد جديد ضد المملكة العربية السعودية.
التحالف العربي أعلن اليوم الجمعة، أنّ الدفاعات الجوية تمكّنت من تدمير طائرة مسيرة حاولت استهداف مدينة جازان.
ودأبت الدفاعات السعودية التي إجهاض الكثير من الهجمات الإرهابية الحوثية التي تشنها المليشيات ضد أهداف مدنية، ويُسفر بعضٌ من هذه الهجمات عن ضحايا من المدنيين في بعض الأوقات.
لكن الجديد هذه المرة في الهجوم الحوثي أنه يتزامن مع جولة دبلوماسية أمريكية مهمة، تستهدف محاولة فتح الطريق أمام إيجاد حل سياسي للأزمة التي خلّفت أعباء إنسانية ضخمة.
وترفع الجولة الدبلوماسية للمبعوث الأمريكي شعار وقف الحرب على مأرب على وجه التحديد، لكنّ الوضع في مأرب لا ينفصل عن مجمل الحرب بما في ذلك الاستهداف الحوثي المتواصل ضد السعودية.
وفيما يفترض أن تُحدث هذه الجولة زخمًا سياسيًّا، إلا أن هناك من يُشكّك في جدواها من الأساس، ويعتبرها غير مجدية بالشكل الكافي لإيجاد زخم نحو الحل السياسي.
يستند أصحاب هذه الآراء المتشائمة إلى ماضي المليشيات الحوثية نفسها، إذ جرت العادة لهذا الفصيل أن يعمد إلى التصعيد العسكري من أجل إفشال أي محاولة نحو إحداث هذا الزخم المطلوب.
وأراد الحوثيون توصيل رسالة إلى المجتمع الدولي، لا سيّما الولايات المتحدة، مفادها أنه لا مكان للتهدئة العسكرية، وذلك في محاولة لبعثرة الأوراق الدبلوماسية التي يحملها المبعوث الأمريكي في حقيبته وهو يجري جولته في المنطقة.
وهذا الواقع المعقد هو ما يُصعِّب من مهمة المبعوث الأمريكي وهي صعوبة اعترف بها الرجل بنفسه، عندما قال أمس الخميس إنّ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ترفض الالتزام بعملية السلام.
وطالب المبعوث في تصريحات صحفية، إيران بإنهاء تدخلها، معبرًا عن دعم الولايات المتحدة جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز جروندبرج لتطوير خريطة طريق لعملية سلام جديدة.
ولفت ليندركينج إلى أن التوصل لحل للصراع الدائر يحتاج إلى بعض الوقت، مؤكدا أن السلام ليس سهلًا، ولكنه ممكن.
تصريحات المبعوث الأمريكي وإن حملت بعضًا من الأمل، لكن الجانب الأكبر منها طغى عليه اليأس بشكل كبير، من إمكانية التزام المليشيات الحوثية بمسار لتحقيق السلام.
يفرض هذا الواقع على المجتمع الدولي وقواه الفاعلة، ضرورة أن تتدخل يتدخل بشكل حازم وحاسم، دون أن ينزوي على نفسه بمجرد دعوة المليشيات للانخراط بمسار السلام، لكن هناك ضرورة ملحة لأنْ يتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات ضاغطة على المليشيات لإجبارها على احترام هذا المسار.