الرئيسية / تقارير واخبار / مأرب تراكم خسائر الحوثي.. صمود أسطوري يقهر “رهان” الانقلاب

مأرب تراكم خسائر الحوثي.. صمود أسطوري يقهر “رهان” الانقلاب

مأرب ( حضارم اليوم ) متابعات

للشهر الـ9، تتصدر معركة مأرب أولويات اليمن، بل والإقليم والمجتمع الدولي الذي ينظر لهجوم الحوثيين كمعرقل لجهود إنهاء الحرب.

ومع غياب الردع الدولي، وجدت مليشيات الحوثي مساحة واسعة للتحرك على الأرض أكثر من أي وقت مضى، في معركة عسكرية تعتمد فيها مرحلة تصعيدية معينة كل 3 أشهر، دون النظر في تكلفتها البشرية الباهظة.

وتنظر مليشيات الحوثي لمدينة مأرب في نهاية المطاف على أنها الهدف الاستراتيجي للعملية العسكرية الحوثية المستمرة منذ مطلع 2020، والتي اتسعت رقعتها في فبراير/شباط الماضي.

وبدأت مليشيات الحوثي عملية مأرب بالهجوم على مثلث الشمال الغربي وتحديدا مديريات (مدغل ،مجزر، ورغوان) ثم انتقلت للهجوم غربا (صرواح) ثم الجنوب الغربي (رحبة ومراد والجوبة) ومؤخرا استهدفت أقصى جنوب مأرب في (حريب، ماهلية، الجوبة والعبدية).

وواجه الحوثيون مقاومة مستميتة، عمودها الرئيسي “قبائل مأرب”، ففي 7 جبهات غربا وشمالا وهي “الكسارة”، “المشجح”، “مدغل”، “محزام ماس”، “الطلعة الحمراء”، “البلق”، “ذنه”، “صرواح”، تصدت قبائل “الجدعان”، و”بني جبر”، و”عبيدة” المساندة للجيش اليمني لهجوم الانقلابيين ببسالة منقطعة النظير.

أما “جنوبا” فقدمت قبيلة “بني عبد” صمودا أسطوريا في جبهات “العبدية”، فيما تسطر قبيلة “مراد” المعروفة تاريخا بعدائها للحوثيين، ملاحم بطولية على أكثر من 7 جبهات بـ”رحبة” ،”جبل مراد”، “حريب”، “الجوبة”، “ملعاء”، “علفاء”، “حرة”.

وبالإضافة، عمد الحوثيون إلى قصف قرى ومخيمات ومدينة مأرب بالصواريخ الباليستية والطائرات المحملة بالمتفجرات، آخرها منزل المحافظ اللواء ركن سلطان العرادة ومنزل رئيس أركان الجيش اليمني الفريق ركن حمود صغير، ما تسببت بمجازر دموية بحق النساء والأطفال.

ويقول زعماء قبليون وباحثون لـ”العين الإخبارية”، إن قصف مليشيات الحوثي لمنازل القادة العسكريين البازين في مأرب، دليل على أن الانقلابيين جماعة إرهابية لا تلتزم بأخلاق الحرب أو بقواعد الاشتباك المتعارف عليها دوليا 
كما أن هذه الهجمات تظهر أن عقيدة الحوثي قائمة على القتل والتنكيل بالخصوم والتي تستهدف كل الناس ولا تميز بين قائد أو مواطن، وفق المصادر نفسها.

تكتيك الأنساق
الشيخ القبلي عبدان الذيب المرادي، أحد القيادات الميدانية في مأرب، يقول إن مليشيات الحوثي تعتمد على تكتيك الأنساق البشرية واحدا تلو الآخر، لكن كل قواتها تصطدم بضربات موجعة على أيادي مقاتلات التحالف والجيش اليمني ورجال القبائل.

ويضيف في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن المعارك مؤخرا تعد هي الأشرس ويتلقى الحوثيون فيها خسائر هي الأكبر في العتاد والأرواح وباتت جبهات مأرب محارق حقيقية للموت.

وكعادة مليشيات الحوثي، وفقا للمرادي، فإنها عند خسارتها الباهظة تلجأ لقصف الأحياء السكنية بالصواريخ الباليستية في هجمات انتقامية فاضحة.

ولفت القيادي اليمني إلى أن “مدينة مأرب المكتظة بالسكان أصبحت منذ 2014 مأوى لملايين اليمنيين الفارين من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي”، مشيرا إلى أن “المعركة في مأرب تهدف لتحرير كل اليمن”.

ويستغرب الزعيم القبلي، صمت المنظمات الدولية والأمم المتحدة تجاه جرائم مليشيات الحوثي في مأرب، مبينا أن هذه الهجمات الإرهابية مزقت أجساد النساء والأطفال في منازلهم بعد أن كانت المحافظة ملاذا آمن لهم.
“الأرض أولا”
عبدالوهاب بحيبح، باحث وناشط سياسي وأحد أبناء مأرب يؤكد لـ”العين الإخبارية”، أن جبهات مأرب تشهد معارك هي الأشرس على الإطلاق وتركزت مؤخرا في محيط مديرية “الجوبة”، وتحديدا في الشمال الشرقي والجنوب، إذ تدفع مليشيا الحوثي بأمواج بشرية كبيرة وأنساق متعددة مدعمة بالآليات القتالية بهدف إسقاط الجوبة لكن تواجه فيها مقاومة شرسة جدا.

وحول طبيعة المعركة، ينتقد الباحث اليمني تكتيك استنزاف المليشيات الانقلابية كونها تسيطر على مركز الثقل السكاني في محافظات شمال اليمن، و”بكل بساطة هو يقاتل بأبناء الناس، ولديه ملايين البشر يجندهم بالقوة وبلقمة العيش ويخضع المدارس والجامعات وكل الشباب والكبار لدورات تعبوية تغرس فكرة الموت وتسوق ادعاءاته”.

ويستدل الناشط اليمني بتوظيف مليشيات الحوثي للإغاثة والغاز المنزلي لخدمة حربها وتجنيد المقاتلين، إذ تصل المساعدات إلى الأسر التي ترسل أبناءها للقتال في صفوف الانقلابيين، أما من يرفض فيتم معاقبته أو يلجأ للسوق السوداء للحصول على الغذاء.

وأكد الباحث أن “ما يقصم ظهر المليشيا الحوثية هو انتزاع وتحرير الأرض من قبضتها، لأنها تقاتل بترسانة السلاح المنهوب من معسكرات الجيش اليمني السابق فضلا عن الدعم الإيراني المتواصل”.

كما أن مليشيات الحوثي لا تتقدم بقوتها، لكن هناك للأسف تخاذلا وتداخلا في المشاريع وتشتتا في المعسكر المناهض للحوثي، هناك قوى تتصارع وعدو يتحين الفرص ويتقدم على خلافاتهم، على حد تعبير بحيبح.

وشدد الباحث على ضرورة توحيد الصف اليمني المواجه للحوثيين ونبذ الخلاف والتوجه صوب الخطر الذي يتربص باليمن وجزيرة العرب ككل، لأن العدو يتحين الفرص ويتسلل من فجوة صراع خصومه البينية.

وأعرب بحيبح عن أمله في أن يتدخل الأشقاء في التحالف العربي لتصحيح مسار المعركة ومحاسبة الأيادي التي تنخر معسكر الشرعية، مشيرا إلى أن سقوط ردمان وماهلية والقنذع وبيحان وعسيلان وحريب وعين كان بسبب التخاذل وتداخل المشاريع.

ولفت الباحث السياسي إلى رمي إيران بكل ثقلها في معارك مأرب لما تمثله من أهمية كبيرة، حيث تدرك أن مشروعها لن يمتد على كافة التراب اليمني ويهدد دول الجوار، إلا عبر بوابة محافظة مأرب، واضعة عيونها على الموارد النفطية والغازية لتمويل حربها بالمنطقة.

كما أن مأرب هي نواة قاعدة المقاومة اليمنية التي لاذ إليها واجتمع فيها كل اليمنيين وأصبحت المهدد الرئيسي لمشروع إيران والعاصمة المختطفة صنعاء، ووفقا لبحيبح.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الرئيس الزُبيدي: تحرير ساحل حضرموت نصر تاريخي مؤزر

المكلا (حضارم اليوم) خاص قال الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس …