المكلا ( حضارم اليوم )
كتب / أحمد راشد الصبيحي :
شد عضدك بأخيك ، فلا غنى لأيٍ منَّا عن أخيه فالجنوب لكل أبنائه، وكما أننا شركاء في الوطن، فيجب أن نتشارك في تحريره وإدارته.
مخطئٌ من يظن أن بإمكانه الانفراد بإدارة الجنوب ،دون أن يفتح ذراعيه للشراكة مع إخوانه، فقد ولى زمن الإقصاء والتهميش ومن يحاول إعادة إنتاجه فسيجد نفسه غداً يغرد خارج السرب.
من ظن أن بإمكانه أن ينكر الآخر فسيجد نفسه غداً أول من يسعى إلى جذب الآخر، ولكن بعد أن يكون بينهم بونٌ شاسع من العداء والأحقاد.
اكسب أخاك مهما كانت الكلفة قبل أن يكسبه العدو فيصبح خنجرا مسموما بيد العدو يطعن به خاصرتك.
في اجتماعكم تنتصرون وفي تشتتكم تهزمون، فهيؤوا أنفسكم لتقبل الرأي الآخر والأطراف الأخرى على عيوبهم.
ليس هناك من هو شرٌ محض ولا من هو خيرٌ محض، فستجد معدل الخير والشر بنسبٍ متفاوتة بين هذا وذاك، وأنت بيدك أن تؤجج فيه الشر ليغلب جانب الخير، أو أن تحيي فيه الخير ليتغلب على جانب الشر، فكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر لندير اختلافاتنا ضمن إطار البيت الداخلي الجنوبي، بعيداً عن أهواء عصابات صنعاء وأطراف نفوذها، وبعيداً عن نزق العداء وشيطنة الآخر، ولنعمل على أن لا يؤدي بنا الاختلاف إلى الخلاف والخلاف إلى الصراع.
في ساعات الشدة تتضح معادن الرجال، وقد أثبتت التجارب بأن الصوب واحد والجرح بالثوب واحد، وأن كل جنوبي غيور على وطنه ومجتمعه يحزن ويتألم عند كل مصاب أو حدثٍ يصيب أحد أبناء الجنوب مهما كان اختلافه معه، وهذا الأمر لمسناه وعايشناه في الكثير من الأحداث التي مرت ببلادنا خلال السنوات الأخيرة.
سحقاً لكل من يترصد الهفوات، ليحيطها بالعديد من الهالات، ويثير حولها الزوبعة والإشاعات، فيعمم المفردات على المجتمعات، تغليباً للأحقاد وإشباعاً لرغبات الذات، فسحقاً ثم سحقاً لأرباب الدسائس والنعرات.
إنما الرجال مواقف، فمن منكم يكتب التاريخ بمواقف الرجولة والاباء التي يكبُر فيها فوق ملذاته وشهواته، ليخلد اسمه في تاريخ الجنوب بأحرف من نور، ومن منكم يخذل أهله فيخلد للتاريخ موقفه المتخاذل الذي تذكره به الأجيال القادمة جيل بعد جيل.
فإن التاريخ سوف يؤرخ بأن المجلس الانتقالي فتح ذراعيه لكل جنوبي وفتح لغة الحوار ليصل بشعب الجنوب إلى بر الأمان لكافة الأطياف التي تقول لا لباب اليمن.
وفي الأخير أقول مثلما قال (الدكتور مسدوس ) لمن يتحدث عن سلبيات الماضي بأن مثل ذلك مطلوب بعد حل القضية أما قبل حل القضية فهو على حسابها ، لأنه يفرق ولا يوحد .