الرئيسية / أخبار محلية / حرب إصلاحية على نشطاء العمل الإنساني في تعـز

حرب إصلاحية على نشطاء العمل الإنساني في تعـز

حضارم اليوم / متابعات

سمير إسماعيل.. اسم اقترن في تعز بعمل الخير ومشاريع إنقاذ المرضى والجوعى والمحتاجين طيلة سنوات الحرب والحصار.. وكذلك جلال الصياد، الضابط الذي تفرّغ لعمل الخير وتوفير الماء لمدينة تعز قبل أن تصل الأمم المتحدة أو غيرها من الجهات التي تعمل في المجال الإنساني.

موخراً، تفرغ سمير إسماعيل لمواجهة جائحة الكوليرا في تعز، حين غابت الدولة والمنظمات الدولية.. ومن أموال رجال الخير يكافح إسماعيل الكوليرا على مسارين: الأول، تنظيف قنوات السيول في مدينة تعز من النفايات التي تفرخ نواقل الكوليرا بتمويل من أبو مهند، رجل الخير المجهول. والمسار الثاني، توفير الدواء والغذاء لمرضى الكوليرا في المستشفى الجمهوري، وذلك على نفقة رجل الخير أبو علاء.

جعل سمير إسماعيل قنوات السيول التي تتكدس فيها النفايات لوحة فنية جميلة وملاعب أطفال، ووعد بتحويل هذه القنوات إلى أماكن ترفيه لسكان المدينة، في الوقت الذي فشلت فيه السلطة المحلية في إزالة القمامة التي ترمى أمام مقر المحافظة في شارع جمال، بسبب توقف رواتب عمال النظافة من قبل حكومة الشرعية، وعدم توافر براميل لاحتواء القمامة وسيارات نقل لإخراجها إلى خارج المدينة.

سمير، ولأنه من غير زوار المقر في شارع جمال، مقر الإصلاح.. لم ترضَ عنه جحافل النشر الإلكتروني التي يحركها المقر، وبدأ يتعرض لحملة شرسة تحت مبررات غبية، أحد هذه المبررات منشور قديم لسمير إسماعيل كتب فيه أنه يهدي أحد أعمال الخير التي نفذها إلى روح الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ويسأل الله أن يتقبله.

تحركت أدوات المقر وتوكل وفرق توكل كرمان على منصات التواصل الاجتماعي لتنال من رجل الخير سمير إسماعيل، لأنه كذلك التقط صورة مع وكيلة محافظة تعز لقطاع الصحة التي تعد الطرف الحكومي الذي يتعامل معها، كون ذلك تخصص منصبها، لأن الوكيلة إيلان مغضوب عليها من قبل المقر أيضاً.

يختلق الإخوان مبررات غير منطقية لاستهداف كل من لا يعمل تحت إدارة المقر ومن يصنفونه أنه يشكل خطراً على احتكارهم للعمل في الجانب الإنساني، حيث اعتبر الناشط الحقوقي أكرم الشوافي الحملة نتاج ثقافة استحواذ، وقال مخاطباً إسماعيل والصياد: ما تقدمانه ومعكما الكثير من الأسماء المستقلة التي برزت في العمل الإنساني غير السياسي، يسحب عنهم بساط التفرد بالعمل الخيري الذي يعتبرونه حقاً حصرياً كأهم أدواتهم لكسب تأييد العامة وضمان أصواتهم بما يتم تقديمه لهم عبر استغلال حالة العوز والحاجة والفقر في مجتمعنا.

واضاف الشوافي: لا غرابة.. فالحملة لن تتوقف عندكم، وغداً سيهاجمون المانحين الذين رفضوا العمل عبر دكاكينهم الخيرية وفضلوا العمل بشكل مباشر للوصول للمستفيدين

قدم سمير إسماعيل تجربة فريدة في العمل الإنساني، حيث شمل نشاطه مجالات عدة: افتتح محلات لأسر محتاجة وحولها إلى أسر تعتمد على هذه المحلات كمصدر رزق جيد، دفع تكاليف علاج الكثير من المرضى، وفي فترات الحصار وفر الوقود لمولدات كهرباء مستشفيات المدينة الرئيسية، وتحمل كثيراً من تكاليف أدوية جرحى الحرب، بينما كانت مستشفيات الإخوان تنهب ملايين الدولارات التي تأتي من مركز الملك سلمان لعلاج جرحى الحرب مدنيين وعسكريين.

يعتقد إخوان تعز أن العمل في الجانب الخيري بوابة لكسب الناس وظهور أسماء ونشطاء استخدموا صفحاتهم على الفيس بوك كمقر لجذب الدعم الخيري، ونجحوا بشكل كبير في مشاريع مهمة، تهديداً لهم، لأن هذا النجاح سيحول الدعم الخيري الخارجي إلى النشطاء بدلاً عن مؤسساتهم وجمعياتهم التي تدار من المقر.

جلال الصياد، المشغول بتوزيع مياه الشرب على أحياء تعز منذ بداية الحرب في الوقت الذي تفشل سلطة إخوان تعز في إصلاح إدارة مؤسسة المياه وإصلاح الشبكة الناقلة داخل المناطق المحررة من المدينة، وجد الصياد نفسه عرضة لسهام الإخوان القذرة بحجة أنه تخرج من كلية عسكرية كانت ذات يوم ضمن مؤسسة الجيش الذي يقوده الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

يستعد الصياد لتوزيع التمر على فقراء المدينة وكسوتهم فى الأعياد، وتوزيع لحوم الأضاحي، ضمن مشرع أصدقاء جلال الذي وصلت بصماته إلى خارج تعز في الحديدة وحجة لدعم الفقراء والمحتاجين دون أي اعتبارات سياسية، وقد نجح الصياد في استقطاب دعم من رجال خير جنوبيين في الخليج لتمويل تحركاته الخيرية والإنسانية.

لا يريد الإصلاح شركاء له في تعز، حتى لو كان نشطاء العمل الإنساني نالهم نصيب وافر من نزعة الإقصاء والتفرد الإخوانية.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

“البيشي والجاوي” يشيدان بجهود مكتب الصحة بمديرية المعلا للحد من انتشار الكوليرا

عدن(حضارم اليوم) محمد المحمدي التقى الدكتور أحمد مثنى البيشي مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان …