حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
المكلا ( حضارم اليوم ) العرب اللندنية
استثمر المتمردون الحوثيون سيطرتهم على مديرية الصومعة، آخر معاقل القوات الحكومية في محافظة البيضاء (شمال) لتكثيف قصفهم على محافظة أبين (جنوب) المجاورة لها.
وكثف الحوثيون المدعومون من إيران قصفهم على أبين مستغلين الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في مدن الجنوب بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام الخدمات.
واندلعت الاحتجاجات التي تشهدها أكثر من محافظة في أعقاب ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية جراء التدهور غير المسبوق في تاريخ الريال اليمني، حيث تجاوز سعر الدولار الأميركي الواحد ألف ريال يمني.
وذكرت مصادر عسكرية أن مواجهات عنيفة تدور في منطقة عقبة ثرة بين المقاومة الجنوبية والقوات المشتركة من جهة وبين ميليشيا الحوثيين الذين يحاولون التقدم صوب مديرية لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن حالة الطوارئ في جميع المحافظات الجنوبية لمواجهة تقدم مسلحي الحوثي.
وقال المركز الإعلامي لجبهة ثرة “تخوض المقاومة اشتباكات مستمرة منذ يوم الخميس على جبهة ثرة للتصدي لمحاولات الميليشيات الحوثية بالتسلل نحو المواقع في الجبهة”.
وكانت القوات المشتركة دفعت بتعزيزات عسكرية صوب لودر، عقب تمكن الميليشيا الحوثية من تحقيق تقدم محدود على الحدود بين مكيراس ولودر في أبين، والحدود بين البيضاء وشبوة من جهة بيحان.
وذكر مصدر عسكري في اللواء الثالث حماية رئاسية التابع للقوات الحكومية أن القوات الحكومية دفعت بتعزيزات عسكرية من اللواء ووحدات عسكرية تابعة لألوية العمالقة يساندها رجال القبائل منذ ليلة الأربعاء إلى نطاق مديرية لودر لصد توغل الحوثيين نحو مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية في أبين.
وأطلق الحوثيون صواريخ بالستية استهدفت مبنى قيادة اللواء “115 مشاة” في مديرية لودر شمالي شرق محافظة أبين.
ونقلت مواقع إخبارية يمنية عن مصدر عسكري تأكيده أن صاروخا سقط قرب مبنى قيادة اللواء 115 مشاة لم يوقع أي خسائر بشرية إلا أنه ألحق أضراراً بمحتويات المبنى الذي يضم سكناً للقيادات العسكرية في اللواء الذي تشارك وحدات تابعة له في المعارك ضد الحوثيين أعلى منطقة المحلحل الجبلية.
وقال المصدر العسكري ان الصاروخ أطلق من عقبة ثرة التي تتمركز فيها قوات تابعة للحوثيين، وهذا هو الهجوم الصاروخي الثاني الذي يستهدف اللواء 115 مشاة من قبل الحوثيين.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا تظهر ارتفاع سحب من الدخان من داخل معسكر 115 التابع للقوات الحكومية والواقع في نطاق مديرية لودر.
ودفعت القوات المشتركة في أبين بقوات وآليات عسكرية استجابةً للمناشدة التي أطلقتها قيادة جبهة ثرة للنفير العام من أجل مواجهة الهجوم الحوثي الذي يحاول التوجه صوب مديرية لودر في محافظة أبين.
وشملت التعزيزات قوات من الألوية المتواجدة في المنطقة الوسطى وما جاورها، فيما زار الخطوط الأمامية للجبهة مدير أمن أبين العميد أبومشعل الكازمي من أجل رفع معنويات المقاتلين.
ودفع الحوثيون بقوات ومعدات ثقيلة استمرت في التقدم نهار الجمعة باتجاه مناطق تابعة لمديرية لودر.
ويأتي التصعيد الحوثي على أكثر من جبهة في وقت تتواصل فيه لقاءات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مع المسؤولين اليمنيين في العاصمة السعودية الرياض.
ويهدف الحوثيون إلى السيطرة على المزيد من المدن واستخدامها كورقة ضغط في أي مفاوضات مرتقبة مع الحكومة بإشراف المبعوث الأممي.
وأبلغت الحكومة اليمنية الجمعة المبعوث الأممي الذي التقى الرئيس عبدربه منصور هادي تمسكها بالمرجعيات الثلاث لحل أزمة البلاد.
وشدد وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، في أول لقاء له مع غروندبرغ على تطبيق المرجعيات الثلاث المتفق عليها في أي عملية سلام، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي 2216، الذي يلزم الحوثيين بترك المناطق الخاضعة لهم وتسليم سلاحهم، ثم المبادرة الخليجية (2011) ونتائج مؤتمر الحوار الوطني (2013 – 2014).
ويرفض الحوثيون المدعومون من إيران المرجعيات الثلاث ويشترطون وقف هجوم التحالف العربي وفتح مطار صنعاء قبل أي مفاوضات مع الحكومة.
بدوره، أكد المبعوث الأممي أنه سيعمل على إيجاد أفضل السبل لتقييم الجهود السابقة والتغلب على التحديات القائمة، والاستماع إلى الجميع، بما يضمن المضي قدماً لتحقيق السلام في اليمن ودعم تطلعات الشعب التوّاق إلى الأمن والسلام والاستقرار.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان -البالغ عددهم نحو ثلاثين مليون نسمة- يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
