عندما تغيب الرؤية السياسة الاستراتيجية تصبح السياسة عبارة عن ردود أفعال وهي أكثر خطورة حين تنتهج ممن نعتقد انهم يديرون العالم مستخدين نفائس الفكر والثقافة الإنسانية و التطور العلمي و التكنلوجي ونتائج ثورة المعلومات في تلك الادارة المفترضه وانهم حماة الامن والاستقرار العالميين وحماة حقون الانسان ..
ونصاب بخيبة الأمل عندما تكون الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار هي الأداة الإدارية المستخدمة ثم يجتمعون أمام وسائل الاعلام ليدعوا اقطاب ما بسمونها الفوضى الخلاقة التي تئن الشعوب من الآمها للمفاوضات في افخم القصور والمنتجعات في رحلة سياحية تسمى سياحة الموتمرات، لكي يعودوا بكل نشاط وحيوية لممارسة سياسة الفوضى الخلاقة.
بالامس سلمت كابول لطالبان وكان المبرر على لسان زعيم الدولة العظمى الاولى في العالم اننهم وصلوا لافغانستان من اجل قتل بن لاذن والقاعدة وليس من أجل افغانستان وشعبها وهاهم قد انجزوا المهم مبرر غير اخلاقي اقبح من ذنب واقبح من سياستهم.
صحيح قتلوا بن لادن و خلقوا عشرات بن لادن وخلقوا بدل القاعدة قواعد ودواعش وووو.. كما جاء في مذكرات وزيرة خارجية دولة عظمى وبالامس كانت النهضة السريعية للرباعية الخاصة باليمن مدهشة الى درجة ان وضع الناس ايديهم على صدورهم خوفا ان المسار هو تكرار لما حصل في كابول وخوفا على الكعبة الشريفه قبلة المسلمين وعلى الهوية العربية وامن وسلام البحر الاحمر والبحر العربي وخليج عدن وان ضؤ اخضر قد صدر للحوثيين.
بعد ان تركت المنطقة تحترق دون ان تكلف نفسها حتى النظر الى هذه المحرقة فالموظفين المدنيين والعسكريين من حوالي عام لا بحصلون على رواتبهم ، والعملة تندهور بشكل متسارع امام الجميع والخدمات تنهار ووصل الكثير منها الى حالة الصفر ، وجبهات القتال التي اوجدوها تتراجع الى الخلف يوما عن يوم والحوثي يتقدم باتجاه سواحل ومنافذ بحر العرب والمحيط الهندي وباتجاه اهم ممر مائي دولي (باب المندب) الذي تمر فيه حوالي 60% من تجارة النفط العالمية.
والثروات تنهب بثمن بخس ومن خلف العداد وتحول عائداتها الى البنوك الخارجية ليستثمرها الاوباش في الخارج ويعبث بها اطفالهم ونساءهم وسهراتهم وملذاتهم والشعب يتضور جوعا ، بالفعل لقد كانت مدهشة نهضة الرباعية من سباتها ، ولكن تمخض الجبل فانجب فار ، صحيح الوالدة لم تكن متعسرة لكن المولد فار. فقد عبرت عن قلقها ازاء انهيار العملة والخدمات في الجنوب ولم تسمع تعبير الشعب ومطالبه.
ان غياب الرؤية السياسية لمشاكل الوضع الراهن لتكون حلول شامله واستراتيجية و سياسة ردود الافعال لن تفضي الى حلول ناجزة لمشاكل المنطقة، مرت فترة طويله على اتفاق الرياض وكانت الناس تامل خير لكن ترك على الرف وكلما اشتدت الامور واصبحت اكثر ضراوة تم الدعوة لجولة مفاوضات جديدة وفشل جديد حتى اصبح ذلك منهج سياسي لادارة الامور وعودة جديدة للحكومة دون ان تحمل في جعبتها شيء للناس.
بل لكي تغادر من جديد وتتكرر سياحة الموتمرات والجولات وركوب الطائرات والتقاط الصور (سلفي ) واعجاب جديد بالنفس، والمنطقة تزداد اشتعالا والشعب والخدمات والهياكل الادارية قد اصبحت ركام لينظروا من نوافذ الطائرات باعجاب لهذا الحريق الهائل وحطام القرار الاممي 2216 ويلتقطوا له الصور ثم يتسابقون الى وسائل التواصل الاجتماعي لاظهار ابداعاتهم في التقاط الصور من نوافذ الطائرات.
انه البند السابع ياعالم الذي يحمي السلم والامن العالميين ، اما فكرة اعادة الشرعية الى صنعاء فقد سقطت وحلت محلها محاولة الضغط على الحوثي لقبول التفاوض مع الحكومة التي يعترف بها العالم ولا يعترف بها الشعب الذي تتحكم في حياته وليس لها وجود لا في الخدمات ولا في الامن ولا حتى في السياسة وامام كل هذه القتامة هناك شعب الجنوب بقيادة سياسية يتصدى لهذا الحريق الهائل ويواجهة بكل شجاعة وبسالة رغم المحاولات المتعددة لكسر ارادته الحره مفدما عشرين الف شهيد لنيل حريته واستقلاله وهو المنتصر باذن الله.
وللاجابة عن السؤال ماذا بعد سبكون الجواب جولة جديدة من المفاوضات على عودة جديدة للحكومة واشعال النيران من جديد ومغادرة جديدة للحكومة خوفا من الاشتعال.