عدن (حضارم اليوم)مريم بارحمة
نظمت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي مؤتمراً صحفياً بالعاصمة عدن يوم امس الخميس 2 سبتمبر 2021م, بحضور عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وبدأت مراسيم المؤتمر الصحفي بكلمة ترحيبية للأستاذ علي الكثيري (عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي المتحدث الرسمي للمجلس ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي)، رحب فيها بممثلي الوسائل الإعلامية والحاضرين جميعا.
وقدم الاستاذ محمد عبدالله الغيثي (رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية) مداخلة سياسية حول المستجدات السياسية, مؤكدًا أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يأتِ كنتيجة لظروف طارئة، بل نتاج مراحل طويلة من نضال شعب الجنوب الساعي إلى نيل حريته واستقلاله وتحقيق تطلعاته المشروعة، وشدد الغيثي على ضرورة إشراك الجنوب بشكل فاعل وحقيقي في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة ويراعي واقع الأطراف على الأرض, موضحًا أهمية وجود المجلس الانتقالي كممثل لقضية شعب الجنوب في صياغة وتصميم إطار وشكل العملية السياسية وأي محاولات خارج هذا السياق هي تكرار لعملية إقصاء الجنوب.
وأوضح الغيثي في مداخلته: “أن اتفاق الرياض أكد على أن الجنوب يجب أن يكون شـريكا أساسيا في اتخاذ القرار، وتحديد شكل ومستقبل الحل النهائي في الجنوب واليمن، إلا أن العراقيل القائمة التي حالت دون تنفيذ الكثير من بنود الاتفاق، وتسببت في غياب وتعطيل الكثير من مؤسسات الدولة والخدمات العامة، دون مراعاة للحالة الإنسانية والاقتصادية بالغة الخطورة، لا شك، سوف تستدعي موقفاً واضحاً للمجلس، وستبقى مسألة التفكير بأي خطوات قادمة مبنية على مدى تجاوب الأطراف المعرقلة وكفها عن ممارساتها”.
وأفاد الغيثي في مداخلته: إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي شرح موقفة لرئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء في رسالة رسمية، كما بين فيها أن الطرف الآخر لم يفِ بأي من التزاماته، وليس جاداً في عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن، موكداً تجديد دعوة المجلس إلى عودة حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال إلى العاصمة عدن بشكل فوري، محملاً الطرف الآخر في اتفاق الرياض مسؤولية استمرار عرقلة ورفض عودتها.
بينما قدم الدكتور محمد علي متاش الكسادي (رئيس اللجنة الاقتصادية العليا في المجلس الانتقالي الجنوبي) مداخلة اقتصادية بعنوان “ماضي وحاضر ومستقبل التنمية في الجنوب والفرص المتاحة ودور اللجنة في تحقيق أهدافها”، شرح فيها الدمار الذي طال الاقتصاد والبنية التحتية في الجنوب أثناء وما بعد احتلال الجنوب في العام 1994م حتى وقتنا الراهن وما يجب عمله للخروج من الوضع الاقتصادي الراهن والتسريع في عملية النمو الاقتصادي وجعله تطورا اقتصاديا مستداما.
وأوضح الدكتور الكسادي، في مداخلته إلى أن اللجنة الاقتصادية العليا يكمن دورها في تبني التخطيط العلمي السليم في كافة المجالات ووضع الخطط الاقتصادية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى وكذلك الخطط الاستراتيجية، بحيث تشمل رؤية اقتصادية تركز على جوانب التطوير في مجالات الزراعة والثروة السمكية والصناعة وتعزيز البنية التحتية، وتحديد طرق التمويل المستدام لتحديث وإنشاء بنية تحتية مناسبة ودعم استثمار القطاع الخاص والاستفادة من إمكانيات النمو وتجفيف منابع الفساد والقضاء عليها .
ثم قدم المهندس عدنان الكاف (عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، رئيس اللجنة العليا للإغاثة والأعمال الإنسانية، وكيل العاصمة عدن لشؤون التنمية)، مداخلة عن الخدمات والحرب التي تشن على محافظات الجنوب في هذا الجانب، محملاً لجنة التنسيق التي تتولى ادارة تزويد محطات الكهرباء بالوقود، مسؤولية الإخفاق في إدارة هذا الملف.
وأوضح الكاف: أن محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس) الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي)، يبذل جهوداً كبيرة في موضوع الكهرباء والخدمات الأخرى في العاصمة عدن، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي ورغم كل التحديات والعراقيل والحرب العسكرية، يقدم كل ما يمكن بحسب المتاح لتحسين الخدمات في كل محافظات الجنوب.
ثم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة من قبل الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة وتمحورت التساؤلات والاستفسارات حول آخر تطورات تنفيذ اتفاق الرياض وموقف المجلس الانتقالي الجنوبي من الأحداث الراهنة على مستوى التحركات الميدانية في مختلف أراضي الجنوب، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي على المعسكر التدريبي في قاعدة العند بمحافظة لحج وأسئلة أخرى من قبل الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام وتمت الإجابة عليها من قبل قيادات المجلس, حيث تم الرد عليها من قبل الدكتور ناصر الخبجي (عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات) والمهندس عدنان الكاف, والدكتور محمد علي متاش الكسادي, والأستاذ محمد الغيثي, الذين قدموا صورة واضحة عن أخر تطورات الوضع السياسي والاقتصادي والخدماتي الذي تعيشه مناطق الجنوب .
وأكد الدكتور الخبجي أن الطرف الآخر الموقع على اتفاق الرياض يحاول جاهداً تعطيل تنفيذه من خلال رفضه عودة الحكومة لإنجاز مهامها الموكلة إليها من العاصمة عدن، مؤكداً على أهمية هيكلة وزراة الدفاع والداخلية ومكافحة الفساد المالي والإداري.
وأشار الخبجي إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يراقب عن كثب كل التحركات المشبوهة للجماعات الإرهابية سواء من تنظيمي القاعدة وداعش وجماعة الإخوان والحوثيين، التي توحدت لهدف مشترك واحد هو ضرب الأمن والاستقرار واحتلال الجنوب