الرئيسية / حوارات واستطلاعات / المجلس الانتقالي منح المرأة الجنوبية حق المشاركة في بناء الوطن وصنع القرار

المجلس الانتقالي منح المرأة الجنوبية حق المشاركة في بناء الوطن وصنع القرار

استطلاع ( حضارم اليوم ) مريم بارحمة

المرأة نصف المجتمع ولها حقوق وتطلعاتها وآمالها ولها أثرها في المجتمع في مختلف مناحي الحياة مثل الرجل وقد حظيت باهتمام ومكانة في ديننا الاسلامي الحنيف ولها حقوقها فالمرأة رمز للسلام والأمان والاخلاص والعمل الجاد وبقدر ما تحظى به من اهتمام ينعكس على المجتمع.

وتؤكد الأمم المتحدة إن “المساواة بين الجنسين، إلى جانب كونها حقا أساسيا من حقوق الإنسان، أمر ضروري لتحقيق السلام في المجتمعات وإطلاق إمكانيات المجتمع الكاملة”.

وتتفاوت نسبة ومستوى مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى أخر حسب منظومة القوانين والقيم والعادات والأفكار التي تسيطر وتحكم المجتمع, ومدى الجدية والقناعة في إفساح المجال أمام مشاركة المرأة في صنع القرار.

وفي ضوء تمكين المرأة بالعمل والراي في اطار الدولة والمجتمع فان المرأة الجنوبية خاضت في منعطف النضال ولها تاريخيها المشرف في مختلف المراحل التاريخية, وتحظى المرأة الجنوبية في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية بمشاركة فعالة في مختلف المجالات إلى جانب أخيها الرجل.

وفي هذا الجانب إن المجلس الانتقالي الجنوبي وهو يعمل طيلة الأعوام السابقة دون كلل أو ملل حرص أن تقوم مؤسسات المجلس وهيئاته على إشراك جميع شرائح المجتمع الجنوبي في العمل الوطني وفي مقدمتهم المرأة الجنوبية انطلاقا من مبدأ الشراكة الذي لا يحيد عنه, وبرز اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي بالمرأة وحرص على منحها دائرة خاصة بالمرأة والطفل ومشاركتها في هيئات ومؤسسات المجلس, وفي هذا الاستطلاع نسلط الضوء على مشاركة المرأة وآمالها وطموحاتها وإلى اي مدى وصلت شراكة المرأة في هيئات ومؤسسات الانتقالي؟ وما مدى تأثير ذلك الدور في المجتمع؟ وما مجالات التكامل بين دور المرأة ودور الرجل في هيئات ومؤسسات الانتقالي؟

-الانتقالي كرم المرأة الجنوبية

بدايتنا كانت مع الأكاديمية الدكتورة رانيا خالد (عضو هيئة تدريس كلية التربية عدن ومدربة تنمية بشرية ودعم نفسي) ترى:
ان شراكة المرأة في هيئات ومؤسسات الانتقالي وصلت إلى مستوى مرضي جدا فقد لوحظ تقدير دور المرأة والاهتمام بتواجدها كشريك حقيقي الى جانب الرجل وخاصة بعد استثنائها من التشكيل الحكومي الذي للأسف لم تحضى المرأة فيه على اي حقيبة رغم قدرتها على ذلك.

وتضيف الدكتورة رانيا : من الطبيعي أن دور المرأة في المجتمع له جانب من الأهمية ويؤثر على كافة مجالات المجتمع وهو دور ايجابي ينعكس على تنمية وتطور المجتمع ككل. أما ما يخص مجالات التكامل في مؤسسات الانتقالي ودور كل من المرأة والرجل فأننا نجد توافق في التكامل بينهما في مختلف دوائر ومؤسسات الانتقالي فنجد المرأة تتبوأ كراسي مهمة وتؤدي بدورها وظيفة تكاملية مع الرجل.

-تعدل كفة الميزان

وتقول الأستاذة اشتياق محمد سعد (رئيسة دائرة المرأة والطفل بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي):”وصلت المرأة إلى مدى لابأس به ولكن نتطلع بحكم دورنا بالمجلس ان تكون المرأة متقدمة بكل الهيئات ومؤسسة المجلس الانتقالي متقدمة بنصيبها في قانون الكوتا الذي أقره المؤتمر الرابع في بكين عام 1995م وحصة المرأة 30% في جميع المناصب ومراكز صنع القرار، وأيضا متقدمة بالكفاءة والتأهيل والقدرة على إدارة الأمور. وأن تكون المرأة حاضرة في أي مكون أو حزب أو مرفق ومؤسسة, فذلك لاشك بأن الأمور تتوازن فحيثما وجدت المرأة نجد عمل نزيه ونشاط غير عادي وتنظيم إداري مرتب وقيادة حكيمة، المرأة هي من تعدل كفة الميزان فمن يعطي المرأة حقها ويوليها الثقة في إدارة زمام الأمور تنعكس هذه الثقة على المجتمع فنجد المجتمع يتطور ويزدهر .

وتضيف الأستاذة اشتياق: إن اهتمام المجلس الانتقالي بدور المرأة واضح من خلال تأسيس دائرة لها وهي دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة وايضا في الجمعية الوطنية ولجانها وهيئة الرئاسة بالمجلس, إدراكاً من المجلس بأهمية دور المرأة في المجتمع فالمرأة جنب إلى جنب مع اخيها الرجل فنجدها في كل هيئة ودائرة وإدارة ونجد الرجل يعتمد بدرجة أساسية على دور المرأة في العمل وحنكتها في إدارة العمل المتوازن لجذب المجتمع والقاعدة الشعبية من مختلف الشرائح وذلك لتحقيق الهدف الكبير لسعادة الدولة والالتفاف الجماهيري للمجلس فدور المرأة والرجل في المجلس الانتقالي نوعا ما تكاملي لا يتجزء وان وجد بعض التحديات والعقبات والقصور نحاول ان نتجاوزها بتكاتف الجميع.

وتؤكد الأستاذة اشتياق قائلة: ” سيتحقق هدف المرأة وسيكون بارز اكثر وذلك بتحقيق ما نرجو في تلبية طموحاتنا كنساء ان نكون في مصف الدول المتقدمة التي تدعو للحرية والديمقراطية وتنادي بالعدل والمساواة فتعود المراة لاحياء امجادها المشرفة من خلال نجاح الحور الوطني الجنوبي الذي نسعى اليه جاهدين بعيدين عن منغصات الماضي والأحكام المسبقة فنجاح الحوار الوطني الجنوبي هو النصر الحقيقي لمن ارد دولة جنوبية كاملة السيادة كل من فيها ينعم بالأمن والأمان والعيش الكريم ..فالمرأة هي اكثر من تعاني من ويلات الحروب والصراعات على الصعيد العسكري أو السياسي فهي أم الشهيد والجريح والثكلى والأرملة ..ولن تندمل وتنتهي مأساتها الا بتوحيد الرؤى والصف الجنوبي”.

-المرأة عنصر أساسي في عملية التغيير

بدورها الاستاذة وجدان ماسك (مديرة ادارة المرأة والطفل محافظة أبين) تقول: “أن المرأة لعبت دورا كبيراً في المجتمع وأثبتت قدراتها وحضورها اللافت في مختلف الجوانب إلى جانب أخيها الرجل كونها عنصر أساسي في عملية التغيير ولا يمكن تجاهلها “

وترى الأستاذة وجدان: بأن المجلس الانتقالي عند تأسيسه عمل على إشراك المرأة في جميع هيئاته ولكن كانت نسبة المشاركة للمرأة ليست بالمستوى المطلوب والمأمول.

على سبيل المثال : من المعروف في محافظة أبين إن المرأة انخرطت إلى صفوف النضال منذ الستينات ودورها حاضر وبارز في جميع الجوانب كانت نسبة تمثيلها سواء في الجمعية الوطنية أو القيادة المحلية للمحافظة أو المديرية ضعيفة مقارنة ببقية المحافظات كماً ونوعاً.

ولكن بإصرارها عمدت مشاركتها في قيادة محافظة أبين وحرصاً على مكانتها تمت رفد المجلس بنسبة جيدة
وتضيف الأستاذة وجدان : نتطلع من قيادتنا بالمجلس الانتقالي إعادة النظر في تمثيل المرأة بالجمعية الوطنية كماً ونوعا, حتى تستطيع المرأة القيام بدورها باعتبارها نصف المجتمع.

-المرأة الجنوبية مشاركة بالمجتمع

الأستاذة ابتسام عبدالله صالح سعيد (رئيس قسم تنمية المرأة في دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي قالت : إن للمرأة وجود واسع في هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال تواجدها في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وفي الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي والجمعية الوطنية, وتقوم المرأة بدور وطني وفعال”.

واضافت : “تنطلق المرأة الجنوبية من موقعها العملي كشريك فعال في هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي بالعمل والمشاركة وتقديم المساندة للمرأة الجنوبية في مختلف المجالات والقيام بورشات عمل ثقافيه وتوعوية والدفع بها لنيل حقها في العمل المجتمعي والوطني. خاصه وأن المرأة الجنوبية كانت تعاني من الإقصاء والتهميش في ظل وجود حكومة الاحتلال اليمني الذي دمر كل شيء وعانت المرأة الجنوبية من ذلك الأمرين”.

واكدت أن دور المرأة الجنوبية في المجتمع أصبح ملموس من خلال عملها الاجتماعي والإنساني والسياسي وعملت المرأة من خلال موقعها العملي في هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأوضحت : أنه من منطلق برنامج ولوائح لعمل المجلس الانتقالي الجنوبي يعطي المرأة مساحة واسعة في العمل والمشاركة المجتمعية بمختلف المجالات أصبحت المرأة الجنوبية الوطنية على تواصل عملي ووطني ومجتمعي في جميع المديريات والمحافظات الجنوبية, وعمل المجلس الانتقالي الجنوبي على لم شمل المرأة وتوحيد صفها والنهوض بها كشريك فعال في المجتمع.
وأشارت الى ان المرأة موجودة في هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي مع أخيها الرجل في مشاركة المهام والعمل في مختلف البرامج العملية دون إقصاء ومع ذلك نأمل في القادم أن يكون للمرأة دور في فريق المفاوضات التي يجريها المجلس الانتقالي الجنوبي, وكذلك في فريق الحوار الوطني الجنوبي وإعطاء المرأة مساحة واسعة في المشاركة خاصة وأن المرأة الجنوبية لها باع وذراع في العمل السياسي على مر التاريخ الجنوبي وأن دور تاريخ المرأة الجنوبية حافل بالنجاح السياسي.

وتابعت” ونأمل بتوسيع الدورات التدريبية للمرأة في الخطاب السياسي لتصبح قادرة على تقديم الخطاب السياسي والدفاع عن قضيتها في جميع المحافل الداخلية والخارجية، نأمل ذلك من منطلق تلمسنا الكبير بالاهتمام بدور المرأة من قبل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس قاسم الزبيدي الذي يولي دور المرأة مساحة واسعة في العمل السياسي والاجتماعي والدفع بها ليكون لها دور فعال إلى جانب أخيها الرجل دون تمييز.

-صناعة القرار

وتقول الأستاذة صباح علي سعيد مبارك من محافظة المهرة – سيحوت
(عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي :(كان للمرأة الجنوبية دور نضالي في وسط مجتمعها ومازال, وبصماتها التاريخية, متواجدة في كل المؤسسات فالمرأة صناعة القرار, وبنضالها وعملها المتقن استطاعت المرأة الجنوبية ان تصل إلى قمة هيئات الرئاسية للمجلس الانتقالي الجنوبي وبقدرتها وأفكارها, لأنها تعتبر قدوة في المجتمع ولها فضل كبير لما تقوم به من جهود جبارة نحو تحقيق أهدافها السامية لأجل استعادة دولتها التي سلبت من قبل الاحتلال اليمني, وتؤدي عملها بكثير من الحرص في الادارة والدقة, كونها أقل قوة بدنية من الرجل لكنها تعتمد على عقلها, فقد شاركت في كل الميادين فتجدها في مقدمة الصفوف وتضحي بكل ما تملكه من اجل كرامة الوطن .

واضافت الأستاذة صباح: وتأثير دور المرأة في المجتمع واضح وجلي في كل المجالات منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والتعلمية غيرها والمشاركة بين المرأة والرجل في هذه المجالات تعتبر اساس في بناء المجتمع وتطوير البلاد, فالمجلس الانتقالي الجنوبي سيعيد هذه المؤسسات الحديثة لبناء دولة مستقلة فدرالية على كامل ترابها الطاهر وسيكون بإذن لله دور المرأة فعال في إعادة بناء مؤسسات الدولة الجنوبية .

-نسبة تمثيل لا تقل عن %

واكدت الأستاذة ياسمين مساعد حميد (نائب رئيس دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي): ” أن شراكة المرأة الجنوبية وصلت إلى أماكن صنع القرار السياسي عبر وجودها في جميع هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي (هيئة الرئاسة -الجمعية الوطنية- الأمانة العامة – القيادة المحلية للمحافظات والمديريات والهيئات الأخرى)وهذا إنما يدل على اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي بالمرأة كونها أحدى الركائز الرئيسية المكونة للمجتمع الجنوبي”.

وتضيف: “رغم نجاح الانتقالي في إعطاء المرأة مكانة وثقل إلا إن المرأة لا تزال تناضل وتطمح بتحقيق المزيد من التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي…
آملة من قيادة المجلس اتخاذ قرار سياسي ينص على الالتزام بإعطاء المرأة نسبة تمثيل لا تقل عن % 30في جميع الهيئات والبعثات والحوارات التي تهدف إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام.”

وأردفت الأستاذة ياسمين قائلة : “أن المرأة الجنوبية لعبت أدواراً نضالية وسياسية ومجتمعية منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في 11 مايو 2017م وحتى اليوم, تجسدت هذه الأدوار من خلال التنفيذ والمشاركة في ورش العمل والندوات والحلقات النقاشية والمناسبات الوطنية والمهرجانات المجتمعية ودعم منظمات المجتمع المدني، وبالتأكيد فقد حقق هذا الحراك النشط للمرأة الجنوبية التي قامت به مستشارة الرئيس د. نجوى فضل للشؤون المرأة والطفل ودائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي وإداراتها في المحافظات والمديريات ولجنة المرأة والطفل في الجمعية الوطنية نجاحاً كبيراً ظهر تأثيره في ازدياد الالتفاف المجتمعي حول المجلس الانتقالي الجنوبي وتأسيس مداميك العمل التنظيمي المؤسسي الذي يعمل على تحقيق تنمية شاملة لمكونات المجتمع المدني الجنوبي.”

وتكمل الأستاذة ياسمين: مجالات التكامل المشترك بين دور المرأة ودور الرجل أولاً :النضال المشترك لكلا من المرأة والرجل لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على ترابها الوطني ما قبل 22 مايو 1990م. والمشاركة سوياً في اتخاذ القرار السياسي وإجراء الحوارات والانفتاح نحو المكونات السياسية ذات الهدف الواحد.

وقيادة مؤسسات الدولة وتنميتها وتطويرها عن طريق وضع اجراءات وبرامج عملية سريعة لانتشالها من وضعها الحالي المزري. والحرص على المشاركة العادلة بين الرجل والمرأة في البعثات والمفاوضات المؤدية لإحلال السلام.

وترى الأستاذة ياسمين : من أجل نجاح دور المرأة والرجل في مؤسسات الانتقالي لابد من حسن اختيار الكادر الذي توجد لديه كفاءة ومقدرة لإنجاح العمل وتحقيق نقلة نوعية في تنفيذ المهام المناطة. والعمل على خلق بيئة مجتمعية مشجعة للعمل التكاملي بين الرجل والمرأة وهذا يأتي عن طريق تسخير الإمكانيات المادية والفكرية لإنهاء التمييز العنصري بين الجنسين وإرساء قواعد الجندرة في مجالات العمل وقيادة المؤسسات وتقبل الآخر.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

هل يتم استنزاف القوات المسلحة الجنوبية في حربها على الإرهاب؟ وهل أصبح الجنوب جاهزًا لكل الخيارات؟

المكلا (حضارم اليوم) متابعات هل يتعرض الجنوب لمؤامرة؟ ما سبب انزعاج الدوحة من التقارب العماني …