يتساءل المرء ماهي المكاسب السياسية التي ستحققها بعض المكونات الجنوبية بأعلانهم رفض الدعوة الموجهة لهم من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي لحضور مؤتمر الحوار الجنوبي – الجنوبي الذي سيعقد في القاهرة ؟!
ليس من الحكمة ان تقاطع بعض المكونات السياسية الجنوبية مؤتمر الحوار الجنوبي – الجنوبي إن كانت تلك المكونات تؤمن بثقافة الحوار لطرح مالديها من رؤى وافكار و البحث عن سبل تقارب وجهات النظر على الاسس والمبادئ والاهداف التي من شأنها توحيد الصف الجنوبي استعداد لاستحقاقات المرحلة القادمة .
قطعا ليست هناك مكاسب سياسية ستحققها بعض المكونات الجنوبية من مقاطعة مؤتمر الحوار الجنوبي – الجنوبي . . وحتى لو افترضنا ان هناك مكاسب سياسية آنية ستحققها تلك المكونات فما نفع تلك المكاسب إذا كان الطريق الذي تسلكه خطأ .؟
ان بوصلة التوجه السياسي الجنوبي في هذه المرحلة المفصلية الهامة والحساسة تشير الى صواب رؤية التحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل ارض الجنوب بالحدود المتعارف عليها قبل مايو 90م ،، ولاشك ان تلك المكونات الجنوبية المقاطعة لمؤتمر الحوار الجنوبي تدرك تماما ان الرؤية السياسية والتوجه السياسي اهم من المكاسب السياسية الآنية إذا فُقدت البوصلة .
إذا كان بعض ساسة الجنوب لازالوا متمسكين بمشاريع اليمننة ظنا منهم ان تلك المشاريع ستعود بالخير على شعب الجنوب كما تروج لهم بذلك بعض دوائر القرار في المنطقة . . نقول لهم كفى بتاريخ الصراع ( الجنوبي – اليمني ) لكم واعظا ، ذلك ان كل احداث ذلك الصراع تؤكد بما لايدع مجالا للشك ان الصراع الجنوبي – اليمني هو في الاساس صراع ( هوية ) . . وعلى ساسة الجنوب المتمسكين بمشاريع اليمننة ان يتعظوا و يأخذوا الف عبرة من زمانهم ولي مايتعظ ياقطب قلبه ياهوانه ، ومن جرب المجرب ندم ، والمؤمن لايُلذغ من نفس الحجر مرتين .
على الجنوبي ان يأخد الف عبرة من زمانه
يشوف الجنوب كيف اُحتل وكيف دٌمر
ولي مايتعظ ياقطب قلبه ياهوانه
وعاد بعض الناس لاعزم هوّن
ولاتذكر زمانه ون
زمن قد كان يشبه فيه كسرى صاحب الايوان
إذا قل الوفاء … وش عاد بايبقى مع الانسان ؟
مع الاعتذار لشاعرنا الكبير حسين المحضار رحمه الله رحمة الابرار .