الرئيسية / أراء وكتاب / تعدد هويات جنوب الجزيرة العربية بين التعايش السلمي ومحاولات الهيمنة.. ( 3 ) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

تعدد هويات جنوب الجزيرة العربية بين التعايش السلمي ومحاولات الهيمنة.. ( 3 ) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

لقد سميت النواحي التسع بالمحميات الغربية ثم باتحاد امارات الجنوب العربي وذلك في عام 1959م والتي تشمل اراضي كل من لحج مع عدن وأبين ويافع وألضالع والعوالق وبيحان والشعيب وبلاد الصبيحي وغيرها، وهي عبارة عن امارات او نواحيط تتعدد أو تنكمش أو تندمج فيما بينها بين حين وآخر، فحينا تراها تتقلص تارة في عددها وتارة اخرى تزيد، وكان احتلال بريطانيا لعدن في 19 يناير من عام 1839م قد شكل بداية بروز هوية عدنية متميزة تماما كهوية سنغافورة، فتمخضت هذه الهوية العدنية عن النشاط الملاحي والتجاري والاستعماري الواسع لبريطانيا، اذ ان استخدامها لميناء عدن قد صنف قبل عام 1967م بأنه ثالث أنشط ميناء في العالم مينائي لندن ونيويورك من حيث التعامل في التجارة الدولية البحرية، وأعقبت هذا الاحتلال البريطاني لعدن سلسلة من معاهدات الحماية مع حكام النواحي التسع او ماسمي بامارات الجنوب العربي فيما بعد، ناهيك عن معاهدات الحماية مع سلطنات المنطقة الشرقية، ونعني بذلك السلطنات الأربع في كل من: حضرموت والمهرة وهي سلطنات ٱل الكثيري وآل القعيطي وآل الواحدي وآل بن عفرير…
○ من الطبيعي جدا وجود الاختلاف في اسلوب الحكم البريطاني في كل من المناطق الشرقية والمناطق الغربية له أثر ملحوظ في
○بروز هويات واضحة ومميزة، ففي عدن على سبيل المثال لا الحصر ظهرت مايعرف بالشخصية العدنية، أما في المناطق الغربية ظهرت هوية الجنوب العربي، و بالنسبة لحضرموت فقد كانت الهوية الحضرمية بارزة المعالم وهي في جذورها ومقوماتها كانت سابقة على الوجود البريطاني وفي المنطقة بآلاف السنين..
من خلال ذلك كله نستخلص بأن جنوب الجزيرة العربية قد شهد تعددا في الهويات الاجتماعية والخصائص السكانية والثقافية والحضارية التي تميز بعضها عن بعض، وبين حين وآخر تلتقي هذه الهويات وفي اطار التعاون المثمر، وتارة ضمن عمليات الاخضاع والاكراه والجبر والقسر مما يصيب سكان هذه المناطق بنارها ونيرانها وتبتلى بالصراعات والكوارث الدامية والمهلكة، ومما لاشك فيه فان قبول الٱخر بهويته وخصائص حضارته والاستفادة المثلى من طاقاته الفعلية واحقاق الحقوق وترسيخ دعائم العدل والمساواة اضافة لمفاتيح الأمن والاستقرار والتعايش المثمر بين سكان هذه المناطق المنكوبة منذ زمن بصراعات لاتبقي ولاتذر بسبب الاطماع والنزوع الى السيطرة…

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الشهيد “أبو علي الضالعي”.. المدرسة النضالية الفدائية والقائد الاستثنائي الذي قهرّ إمبراطورية الفرس والرومان

الضالع(حضارم اليوم) كتبه/ ذياب الحسيني الشهيد القائد العميد عمار علي محسن ” ابو علي الضالعي …