ومما لا شك فيه ان سبأ طوال تاريخها وحتى مع عهدها الحميري كانت تسعى جاهدة الى احتلال حضرموت بل وتدمير شبوة، بيد ان آخر محاولاتها في ذلك عام 275 م تم الاستيلاء على شبوة وتدميرها مواصلا الى ميناء حصن الغراب ( قنا ) القريب من بئر علي مستهدفة السيطرة على ثروات حضرموت ومافيها من موارد طبيعية أهمها : البخور واللبان التي تزرع بوفرة وخاصة في مشقاص والمهرة وظفار وجزيرة سقطرى أكسب حضرموت ( أي الحضارمة ) ثروة مما جعل الاغريق والرومان يطلقون على ارضهم العربية السعيدة، وعلى جزيرة سقطرى ( سوخاترا. ) أي جزيرة السعادة التي كانت تنتج اجود انواع البخور واللبان وبالرغم من وجود علاقات تجارية برية بحرية بين كل من الحضارمة وسكان كل من معين وسبأ وحمير وقتبان واوسان وما تسمى بأرض المعافر والتي كانت موزع أو المخا اهم موانئها الا ان الصراع كان سمة ملحوظة في تاريخ العلاقات الحضرمية السبئية بوجه خاص، بيد ان الاحتلال السبأي لحضرموت لم يدم طويلا، فسرعان مااسترد الحضارمة استقلالهم وطردوا الغزاة من أرضهم، وهذا ماأكده وأشار اليه محمد عبد القادر بافقيه ( تاريخ اليمن القديم 1982م) نتيجة الخلاف الذي نشأ بين ورثة السلطان بدر بو طويرق وعلى أثره قام المتوكل امام صنعاء الزيدي باستغلاله عام 1660م باحتلال اراضي حضرموت، ولم يكتف بذلك بل ضم اليه ايضا اراضي الجنوب مدعيا السعي لاصلاح شأنها وهو في الأساس يروم وينشد السيطرة عليها في الوقت الذي لم يكن يدعي ان حضرموت يمنية، وانما كان يقول عنها بانها أرض عربية واسلامية ،ولكونه امام المسلمين كان يعتبر ان من واجبه اصلاح حال الاسلام والمسلمين في حضرموت وهذا ماتكرر في احداث 1994م حيث كان الادعاء العلني بأن حضرموت والجنوب أرض كفر وفساد ولابد من تطهيرها من الفاسدين والكفرة.وانه لمن المفيد حقا ان أراضي ماسمي لاحقا بالجنوب العربي كانت بين جد وجزر وبين اخضاع وثورة وتمرد واستقلالية ضد الهيمنة اليمنية حين فرض حكام صنعاء على مناطق هذا الجنوب نوابا يمثلونهم في حكم المقاطعات التي يتكون منها.
في عام 1705م اخذ حكام الجنوب يميلون تدريجيا للابتعاد عن سيطرة ونفوذ صنعاء في حكم مناطقهم التي كانت حينها تعرف بالنواحي التسع.