قطر ( حضارم اليوم ) متابعات
في موقف مخزٍ يعري متاجرتها بالمصداقية والديمقراطية، لم تحرك قناة الجزيرة القطرية ساكنا نحو وتيرة الغضب المتسارعة للقبائل القطرية ضد إقرار الأمير تميم بن حمد قانون جديد لانتخابات مجلس الشورى، يعطي الحق في التصويت والترشح فقط لأحفاد من كانوا مواطنين عام 1939، أما المواطنين الباقين فتعتبرهم الدوحة “مجنسين”، وليس لهم الحق في المشاركة بأول انتخابات تشريعية مقرر إجراؤها في أكتوبر القادم.
لم يكن مستغبرا من الجزيرة ذراع الدوحة لنشر الفوضى والإرهاب، أن تدفن رأسها مثل النعامة أمام احتجاجات وتجمعات تشارك فيها حشود كبيرة رافضة لقوانين الانتخابات القطرية العنصرية، حملة الاعتقالات المسعورة التي طالت 7 من أبناء القبائل أرزها قبيلة آل مرة.
بدت القناة القطرية متخبطة وتائهة أمام سيل الانتقادات التي انهارت عليها، فراحت تعرض تقارير عن مستقبل حركة طالبان وخصصت لها ساعات من البث المباشر في البرامج، في محاولة للتغطية على خيبتها بتجاهل التظاهرات التي تبعد عن مقرها في الدوحة نحو دقائق.
تجاهل الجزيرة والأذرع الإعلامية للدوحة لتظاهرات القطريين دفعهم نحو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والأجنبية، لنقل رسائل احتجاجاتهم السلمية إلى العالم خوفا من بطش النظام القطري، وملأت مقاطع فيديو لفاعليات الاحتجاجات حسابات المغردين تحت هاشتاجات باسم “قطر تنتفض” و”تظاهرات قطر” و”فضيحة الجزيرة”، برز في قوائم الأعلى تداولا على موقع التدوين المصغر “تويتر”.
بينما انهالت تغريدات النشطاء من كافة الدول العربية تفضح موقف القناة القطرية، التي طالما تشدقت قنواتها ومذيعوها بدعم الحرية والديمقراطية وما سمي بالربيع العربي، وسرعان ما انكشفت لعبتها الخبيثة التي تهدف إلى نشر الفوضى والإرهاب والدم وإسقاط الأنظمة العربية.
منتقدا ما أسماه عار الجزيرة وإعلام الدوحة، قال الصحفي السعودي عبدالعزيز الخميس: “لو حدث هذا في القاهرة أو أي بلد عربي لصدعتنا الجزيرة بقصص عنه… لكن أن يكون خارج باب قناتها ووسط الدوحة فالصمت يحل… ما أكذب مقولة الرأي والرأي الآخر… هذا الآخر ضعوه مباشرا على الهواء”.
فيما قاد نشطاء سياسيون حملة واسعة لمقاطعة قناة الجزيرة؛ تضامنا مع المحتجين في قطر على قانون الانتخابات، وتجاهلها تغطية أنباء التظاهرات في الدوحة وتسليط الضوء على حقوق أبناء القبائل القطرية.
انقلب سحر الجزيرة عليها، وسقطت في فصيحة كبرى تضاف إلى سجلات فضائحها، ولن ينسى أحد ملايين الدولارات التي أغدقتها على تقارير تستهدف بها تخريب الدول العربية وتنغيص حياة الشعوب، وحرمانهم من العيش الكريم، وساعات الهواء المباشر التي خصصتها لتلميع مليشيات الإخوان وأذرعها السياسية في مصر وليبيا وتونس والجزائر والجنوب العربي، ودعمها غير المشروط لعناصر التنظيمات الإرهابية من تنظيم القاعدة حتى مليشيات الحوثي.