المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
اتفق محللون سياسيون، من جميع شرائح المجتمع اليمني على أن الشرعية عبر قيادتها الإخوانية، هي من تخدم بقاء الحوثي حاكما على المحافظات الشمالية، وما حصل من خذلان خلال السبع السنوات الماضية، للمقاومة ضد الحوثي إلا دليل بسيط على ذلك.
ويدرك المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، أن أي خروج ضد إرهاب المليشيات الحوثية، ستكون نتائجه واضحة، تشريد وقتل واعتقال وتنكيل، في ظل رفض منظومة الشرعية، دعم أي مقاومة أو انتفاضة، تخرج لطرد ذراع إيران.
خذلان شرعية الإخوان للمجتمع القبلي الرافض، لحكم الحوثي، بدأ من دماج، وانتفاضة 2 ديسمبر في صنعاء، ومقاومة أبناء حجور وصولا إلى انتفاضة آل عواض وآل حميقان، وأخيرا، ما يحدث في مديرية مجز بمحافظة صعدة التي تشهد معارك عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين مليشيات الحوثي وقبائل بني حذيفة.
وذكرت وسائل، إعلامية، أن مليشيات الحوثي، حاولت البسط على أراض زراعية في منطقة زغافة مديرية مجز التابعة لقبائل بني حذيفة، التي أعلنت النفير ضد المليشيات، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات مسلحة.
ويبدو أن انتفاضة القبائل في صعدة ضد إرهاب الحوثي ستلاقي مصير من سبقوها في حجور وردمان والزاهر، في ظل خذلان الشرعية، المتفرغة للحرب ضد الجنوب المحرر.
قاومت دماج مشروع الحوثي رغم الإمكانيات البسيطة وقارعت الحوثي، لأشهر في حين أدار هادي ظهره وتركهم يواجهون مصيرهم، ومثل ذلك حدث في انتفاضة الرئيس السابق “صالح” ضد الحوثي في ديسمبر 2018م، وأوقف هادي والإخوان الجبهات مع الحوثي وتركوا صالح يقاتل وحيدا أمام ترسانة عسكرية، حوثية، حتى انتهى الأمر بمقتله في منزله.
وبعد ذلك سقطت حجور بمحافظة حجة، بعد مقاومة شرسة لقبائلها ضد مليشيات الحوثي، وأثبتت تلك المعارك، خذلان الشرعية والإخوان للجبهة، المناهضة للحوثي، حيث رفض الأحمر تحريك قوات عسكرية لمساندة حجور، ومثل ذلك حدث في مناطق ردمان بعد إعلان، الشيخ “العواضي” النفير العام ضد مليشيات إيران التي مارست أبشع الجرائم هناك وقتلت النساء والأطفال، ووقفت الشرعية وقياداتها وقواتها متفرجة، تجاه قبائل آل عواض وهي تدافع عن كرامتها.
الأحداث الأخيرة في الزاهر بالبيضاء، وانتفاضة آل حميقان كشفت هي أيضا خيانة منظومة الشرعية وتعاونها مع مليشيات الحوثي، برفض وزير دفاعها تعزيز جبهات البيضاء بقوات عسكرية، مشترطا خروج قوات العمالقة الجنوبية، لارتباطها بالإمارات.
طرد هادي والأحمر من المشهد المفتاح الوحيد لهزيمة الحوثي
ويرى مراقبون أن إشعال مقاومة ضد الحوثي في مناطق سيطرته في هذا التوقيت سيكون مصيريها مثيلا لما حدث في دماج وصنعاء وحجور وردمان والزاهر، وستسقط، لأن الأدوات الحاكمة للشرعية، ما زالت هي الداعمة لبقاء الحوثي في المناطق الشمالية كونها لا تريد الحرب أن تنتهي، لأن ذلك مرتبط ببقائها على رأس السلطة الشرعية.
لن يسقط الحوثي في المناطق الشمالية، وما زال زعيم الفساد والفوضى الجنرال علي محسن الأحمر ماسكا بالملف العسكري شمالا، فمنذ استلامه الملف والانكسارات والخيانات لا تتوقف، حيث أصبحت القوات العسكرية تدافع عن مأرب آخر معاقل الشرعية بعد أن كانت على مشارف صنعاء.
واعتبر مراقبون، أن انشغال هادي والأحمر بمناطق الثروات النفطية في الجنوب، وتحويل عائداتها إلى حسابات خاصة، وفتح جبهات ومعارك جانبية في مناطق جنوبية محررة، بالإضافة إلى الفساد والهروب من المسؤولية، والارتباط الوثيق بالتنظيمات الإرهابية، هو من جعل الحوثي قوة عسكرية، وطرفا سياسيا فاعلا اعترفت به أمريكا وتتعامل معه دول إقليمية ودولية.
وقال الأكاديمي والباحث الدكتور، محمد حميد قباطي، إن “الإخوان لا تركوا الجنوب يقيم دولته التي توجد مقوماتها، ولا أقام دولته في الشمال”.
وقال قباطي في لقاء مع قناة الغد المشرق، إخوان اليمن لا يريدون إقامة دولة في الجنوب ولا في الشمال، مؤكدا بأن هدفهم هو اللا دولة ودعم الفوضى والإرهاب.
وأكد المحلل السياسي الجنوبي سعيد بكران، أنه لم يعد هناك أي آمال في إصلاح مسار الشرعية، مضيفا، إن جميع محاولات إصلاحها فشلت بسبب أحقادها وفسادها وغياب الرؤية والمشروع الوطني.
ورأى رئيس مركز دار المعارف للبحوث والإحصاء، أن إصلاح مسار الشرعية انتهى، وأنه حان وقت دفنها.. مشيرا إلى أن “اتفاق الرياض كان الأمل الأخير لإصلاح مسارها ولكنه فشل بسبب النخبة السياسية المتحكمة بقرارها”.
وقال بكران، إن “قيادة الشرعية السياسية الطاعنة في السن والأحقاد، المتحجرة بالفساد والترهل وغياب الرؤية والمشروع الوطني، هي من أفشلت كل المساعي لإصلاح الشرعية والقضاء على مشروع الحوثي”.