المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من القرارات التي استهدفت ترتيب أوراق الجنوب وتنظيم صفوفه السياسية والشعبية والأمنية في مواجهة إرهاب الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية، ويعد الحوار الجنوبي – الجنوبي الذي يرعاه المجلس أحد أهم الخطوات المهمة على طريق التعامل مع مشاريع الاحتلال الشمالية.
بحث فضل الجعدي نائب أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماع لدوائر الأمانة مع إدارة الشؤون الخارجية للمجلس، اليوم الأحد، سبل دعم خطة عمل فريق الحوار الجنوبي الخارجي، وذلك بعد أن قرر الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي تشكيل الفريق لتعزيز تحقيق الاصطفاف الجنوبي بمختف أطيافه.
وشملت رؤية الفريق خطوات تنظيمية للحوار وقضاياه الجوهرية ومراحله وتفاصيلها، وأهداف المرحلة الأولى منه ومعايير المستهدفين بالمشاركة فيه، ارتكازًا على مبدأ التصالح والتسامح، واتفق الاجتماع على إعداد دوائر الأمانة العامة للمجلس خطة عمل مرتبطة بتخصصاتها، تدعم رؤية عمل فريق الحوار الجنوبي.
تعد الخطوات الأخيرة ترجمة لدعوة رئيس المجلس الانتقالي للتكاتف والتماسك بما يدعم مواجهة الاحتلال الشمالي، وتبرهن على أن الانتقالي ليس لديه رغبة في إقصاء أي طرف جنوبي يؤمن بقضية الجنوب العادلة ويدعم استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، ما يجعل هناك نقاط مشتركة عديدة وضعها المجلس لدعم خطواته نحو ترتيب أوضاع الجنوب.
ليس هذا الاجتماع الأول الذي يناقش تطورات الحوار الجنوبي –الجنوبي، وبالطبع لن يكون الأخير في ظل توجه عام لدى المجلس بأن يكون هناك أرضية خصبة تدعم التحركات الخارجية التي يقوم بها لإثبات دلائل وبراهين إرهاب الشرعية والحوثي.
كما أن تلك الخطوات تقوض محاولات الشرعية لتشكيل كيانات تحمل اسم الجنوب وتعمل لصالحها دون أن يكون لديها أي ارتباط بقضية الجنوب العادلة، وهو أمر من المتوقع أن يلجأ له حزب الإصلاح في ظل الفشل السياسي والغضب الشرعية الذي يحاصر سلطاته المحلية في محافظات جنوبية مختلفة.
يتحرك المجلس الانتقالي في اتجاهات مختلفة لدعم تماسك الجنوب، إذ أن الرئيس عيدروس الزُبيدي أبدى اهتماماً بتنظيم صفوف القوات المسلحة الجنوبية والأحزمة الأمنية في المحافظات الجنوبية، وعمد الزُبيدي على توجيه الدعم الكامل للقوات على الجبهات المختلفة من خلال الزيارات المستمرة والقرارات الأمنية والعسكرية التي اتخذها.
وكذلك فإن الانتقالي دائما ما يبحث عن التوافق السياسي ليس فقط من أجل توحيد كلمة الجنوب بل من أجل مواجهة المشروع الحوثي الإرهابي وأبدى ليونة كبيرة في الوصول إلى اتفاق الرياض وتشكيل حكومة مناصفة مع الشرعية الإخوانية، باعتبار أن ذلك يخدم مباشرة قضية الجنوب التي ستكون فرصتها أكبر للحل في حال جرى التوصل لاتفاق سلام شامل يتضمن استعادة دولة الجنوب.
يشكل تفعيل أدوات الحوار الجنوبي –الجنوبي أحد الأسلحة المهمة التي من الممكن أن تحقق نجاحات فاعلة على مستوى تضييق الخناق على المحاولات المتعددة لاختراق الجنوب والسيطرة على مقدراته، وبعث الانتقالي من خلاله رسائل مهمة للمجتمع الدولي بأن دولة الجنوب سوف تحتوي الجميع ولا مجال لإقصاء أي طرف يحمل لواء القضية الجنوبية ونصرتها.