الإمارات ( حضارم اليوم ) متابعات
حاز الشاب المصري، مصطفى قنديل، مؤسس شركة النقل الجماعي “سويفل”، على اهتمام الأسواق المالية العالمية ومتابعيها من مستثمرين ومحللين وحتى صناع القرار، وذلك بفضل الإنجاز السريع الذي حققه في مجال ريادة الأعمال.
هنأ حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قنديل، أمس الأربعاء، على إدراج شركته التي تجاوزت قيمتها مليار ونصف المليار دولار في بورصة ناسداك الأمريكية. تتخذ الشركة من الإمارة العربية مقرا لها.
أعلنت “سويفل” اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة أمريكية تسمى “كوين غامبيت جروث”، في صفقة تسمح لها بإدراج اسهمها في بورصة “ناسداك” بطريقة يسيرة، لتصبح بذلك أول شركة شرق أوسطية تتجاوز قيمتها المليار دولار، يتم إدراجها في البورصة الأمريكية.
تشغل الشركة حافلات لنقل المواطنين عبر خطوط ثابتة يمكن حجزها والدفع مقابلها عبر تطبيق إلكتروني، وذلك في 10 مدن في دول على رأسها مصر والسعودية والأردن، حسبما ذكرت “بوابة أرقام المالية”.
من المقرر أن تحصل الشركة على 445 مليون دولار في هذه الصفقة، وتعتزم أن توظفها في توسيع نطاق أعمالها لتشمل 20 دولة خلال السنوات الأربع القادمة.
في تهنئته، قال حاكم دبي: “مصطفى قنديل، شاب عربي عمره 28 عاما، استطاع بناء شركة من دبي تتجاوز قيمتها مليار ونصف المليار دولار تم إدرجها اليوم عبر بورصة ناسداك. مبروك يا مصطفى، وستبقى دبي منصة لجميع الشباب العربي الطامح للعالمية”.
في تعليقه على تصريحات ابن راشد، قال قنديل في منشور عبر “فيسبوك”:
أكثر شخص احترمه في العالم قام بالتغريد عني للتو، لا أستطيع التصديق.
من هو مصطفى قنديل؟
درس قنديل هندسة البترول في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأ حياته المهنية في شركة “روكيت إنترنت” الأوروبية التي تولى بها منصبي مدير المشاريع العالمية ومدير العمليات بين أعوام 2014 و2016، بحسب “العربية”.
ما هي البورصة؟ وكيف تستثمر في سوق الأسهم
وفقا لموقع “مصراوي” ساهم قنديل خلال عمله بالشركة في إطلاق منصة مبيعات السيارات “كارمودي” في الفلبين، التي سرعان ما أصبحت شركة للإعلانات المبوبة للسيارات.
تدرب قنديل أيضا خلال دراسته في شركة النفط العالمية “شلمبرجير”، وعمل بالتدريس في الجامعة الأمريكية عام 2014 قبل أن ينطلق في مسيرته المهنية الحافلة.
في عام 2016، انضم الشاب المصري إلى شركة خدمات مشاركة الركوب “كريم”، قبل أن يتم الاستحواذ عليها من قبل “أوبر”، وكان مسؤولا عن إطلاق نشاطها في الأسواق الجديدة بين عام 2016 و2017.
كما شغل عضوية المجلس الاستشاري في غرفة دبي للاقتصاد الرقمي هذا العام، وصنفته مجلة “فوربس” بين الشباب العربي الأكثر تأثيرا عام 2018.
كيف أسس “سويفل”؟
جمعت الأقدار بين قنديل وزميلي دراسته محمود نوح وأحمد صباح، وقرروا في فبراير/ شباط عام 2017، وهم جميعا بعمر الرابعة والعشرين، الاستقالة من وظائفهم لبدء مغامرتهم الاستثمارية الخاصة، حيث بدأوا العمل على تطوير تطبيق “سويفل”.
استغرقت عملية التطوير التي استعان فيها قنديل بخبرته في سوق النقل وتطوير الحلول الرقمية، نحو شهر تقريبا، حيث أطلقوا التطبيق للعمل في شوارع مصر، بحلول شهر مارس/ آذار عام 2017.
تعاون مشروع الثلاثي الناشئ مع شركات السياحة لتوفير حافلات النقل، واتفقوا على أن يتولى قنديل منصب الرئيس التنفيذي للمشروع، وجمعت الشركة خلال عام واحد من التأسيس 9 ملايين دولار من التمويل.
قرر الشركاء بعد ذلك، نقل المقر الرئيسي لمشروعهم الحالم إلى دبي، وبعد ذلك، توسعت أعمال الشركة لتشمل 10 دول، هي مصر والسعودية وكينيا وباكستان والإمارات والأردن. سجل التطبيق حتى الآن أكثر من 1.4 مليون راكب عبر أكثر من 46 مليون رحلة مع آلاف السائقين.
القيمة التي حققتها الشركة الآن، هي بالضبط ما خطط له قنديل قبل سنوات قليلة، حيث قال لوكالة “رويترز” في عام 2019، إنه يستهدف أن تتجاوز قيمة شركته المليار دولار خلال 5 سنوات، ووعد بأن تكون أعمال متواجدة في المدن الكبرى للأسواق الناشئة، فضلا عن إدراجها بالبورصة.
قال قنديل آنذاك، إن شركته كان تقدر بنحو مليوني دولار في عام 2017، ثم ارتفع رأسمالها المدفوع إلى 80 مليون دولار في 2019، مع خطط لجميع تمويل جديد في المستقبل.
لماذا الانتقال إلى الإمارات؟
بحسب موقع “تك كرانش” المعني بالأخبار التكنولوجية، فإن نقل المقر الرئيسي لأعمال الشركة إلى دبي، جاء مدفوعا باستراتيجيتها لتصبح شركة عالمية.
يرى المحلل الاقتصادي الإماراتي، عبد الرحمن الطريفي، أن بدء بلاده قبل عامين في تقديم حوافز وتيسير عملية الاستثمار، كان سببا في جذب شركات مثل “سويفل”.
كما أشار إلى أن
التسهيلات المرتبطة ببرنامج “الإقامة الذهبية” لعب دورا في عملية استقطاب رواد الأعمال مثل قنديل ورفيقيه.
وأضاف الخبير في حديثه لـ”سبوتنيك”: “في رأيي أن الإمارات من أول الدول في العالم وفي منطقة الخليج التي أعطت امتيازات وتسهيلات كبيرة إلى حصيلة كبيرة جدا من المستثمرين، وكذلك أعطت إمكانية الحصول على الجنسية”.
ما هي الإقامة الذهبية في الإمارات وشروط الحصول عليها؟ هل تمنح للمشاهير فقط؟
وأردف بالقول “كان لديها أيضا باع كبير جدا فيما يتعلق بإعطاء الأهمية الكبرى لعملية البرمجة، نظرا لتحول الإمارات إلى الرقمنة، والتي تعتمد على البرمجة في كل مناحي الحياة”.
وحول برنامج الإقامة الذهبية، أوضح أنه يساهم بشكل كبير في عمليات التحول الرقمي خلال السنوات القادمة، وهوما سيكون له مردود كبير جدا.
ماذا حققت الشركة؟
توسعت عروض “سويفل” لتتجاوز خدمات النقل بالحافلات، والآن، تقدم الشركة رحلات بين المدن، وخدمات مشاركة ركوب السيارات، وخدمات للشركات عبر المدن العشر التي تعمل فيها في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.
أصبحت “سويفل” واحدة من أكثر الشركات الأفريقية الناشئة المدعومة من قبل شركات الاستثمار المغامر.
إدراجها في “ناسداك” سيجعلها أول شركة مصرية ناشئة تطرح للجمهور خارج مصر، كما ستشكل أكبر إدراج لشركة أفريقية ناشئة تتجاوز قيمتها مليار دولار في أمريكا، متجاوزة “جوميا” التي بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار عند إدراجها في نيويورك.
إلى جانب قيمتها التي بلغت 1.5 مليار دولار سريعا، بلغ إجمالي الإيرادات السنوية للشركة 26 مليون دولار في عام 2020. تتوقع الشركة زيادة إجمالي إيراداتها السنوية إلى 79 مليون دولار هذا العام وإلى مليار دولار بحلول عام 2025 بعد التوسع إلى 20 دولة عبر القارات الخمس.
كيف غيرت “سويفل” معتقدات المستثمرين؟
حول سبب اختيار “كوينز غامبيت” لهذه الصفقة، قالت فيكتوريا جريس، المؤسسة والرئيس التنفيذي، في بيان إن “سويفل” تتناسب مع ما كانت تبحث عنه، قائلة إنها “منصة مزعزعة تحل التحديات المعقدة وتمكن السكان المحرومين”.
وأضافت:
بعد أن أنشأت موقعا رياديا في الأسواق الناشئة الرئيسية، نعتقد أن سويفل مستعدة للاستفادة من فرصة السوق العالمية الحقيقية.
تصريحات جريس جاءت رغم تقرير إعلامية شددت في السابق على عدم تفضيل المستثمرين في شركات الأغراض الخاصة لضخ أموالهم في الشركات الأفريقية الناشئة، خوفا من افتقارها إلى الجاذبية العالمية وعدم شعور الأسواق بالرضا عنها.
ومع ذلك، يبدو أن التغييرات التي أجراها قنديل على استراتيجيته أقنعت المستثمرين العالميين بمشروعه، حيث تقول جريس إن “سويفل” تتمتع بالفعل بالجاذبية العالمية المطلوبة، ومستعدة للمغامرة في السوق العام رغم صغر عمرها (أربع سنوات فقط).