حضارم اليوم / خاص
جاء التدخل العربي في اليمن ممثلا بعاصفة الحزم للحفاظ على اليمن من السقوط بيد إيران عبر جماعة الحوثي ؛ وحماية الأمن القومي لدول التحالف العربي ؛ حيث عملت وقدمت دول التحالف العربي الكثير والكثير للسلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي لتحقيق الانتصارات ومواجهة الانقلاب الحوثي ؛إلا إن سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي المسيطر عليها من قبل جماعة الإخوان المتحالفة مع أعداء التحالف العربي – وخدمة لاهداف تلك الدول – لم تحقق اي انتصارات تذكر في مناطق الشمال وظلت قواتها تراوح مكانها في صراوح ونهم وميدي ؛بينما في الجنوب حققت قوات المقاومة الجنوبية بمساندة ودعم قوات التحالف العربي النصر وحررت مناطق الجنوب في فترة زمنية قصيرة .
وشاركت في تحرير كل مناطق الساحل الغربي :ولقنت مليشيات الحوثي دروسا لن تنساها واذاقتها الهزيمة ؛ واليوم تواصل انتصاراتها في مناطق مريس وقعطبة والنادرة .
مدة الاربع السنوات منذ انطلاقة عاصفة الحزم كانت فترة كافية لهزيمة الحوثي ومليشياته قياسا بالدعم الكبير للشرعية من قبل الدول التحالف في كل المجالات . ولكن شيئا من ذلك لم يحدث؛حيث تركت الشرعية المهمة الأساسية لها وهي إنهاء الانقلاب وتحرير العاصمة صنعاء وتفرغت بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها لمحاربة الجنوب المحرر بفضل تضحيات أبناءه واخلاصهم وصدقهم في القتال مع قوات التحالف العربي كعقاب لهم بسبب موقفهم المساند للتحالف العربي .
تظل قضية الجنوب وحاملها السياسي (المجلس الانتقالي الجنوبي) هي القضية الأهم ويظل المجلس الانتقالي الجنوبي هو الرقم الأصعب وعليه لايمكن تجاوزهما أو القفز عليهما -( القضية والمجلس) للتوصل لأي تسوية أو حل سياسي مستقبلي . حقيقة أدركها الجميع ولم تعد تحتاج إلى برهان .
حقق المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تشكله العديد من النجاحات على مستوى البناء التنظيمي لهيئاته ودوائره ومؤسساته ومنها مكاتب العلاقات الخارجية التي حققت هي الأخرى نجاحات كبيرة في التواصل مع صناع القرار في عواصم الدول الكبرى واستطاعت تنسيق زيارات لقيادات المجلس الى بعضا منها .
على الصعيد العسكري وبعد انتصار قوات المقاومة الجنوبية في معارك التصدي للغزو الحوثي ؛ استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي وبدعم مباشر من دول التحالف العربي وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة من بناء قوات عسكرية ممثلة بالاحزمة الأمنية والنخب العسكرية بالإضافة إلى التشكيلات العسكرية الأخرى التابعة للمجلس والتي بدورها عملت على محاربة الجماعات الإرهابية من داعش والقاعدة ؛ التي نشرتها قوى الإحتلال اليمني في الجنوب لالصاق تهمة الإرهاب بأهله وتصويره بأنه بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية ؛وهي مهمة نجحت فيها هذه القوات نجاحا كبيرا بشهادة الإقليم والعالم ؛وتم دحر هذه الجماعات إلى موطنها الأصلي في مأرب حيث معقل الاخوان والبيضاء حيث تسيطر مليشيات الحوثي.
كل هذه النجاحات بالإضافة إلى التفويض الشعبي والشعبية الكبيرة للمجلس وخاصة الرئيس عيدروس الزبيدي اظهرت ضآلة وهشاشة الشرعية للإقليم والعالم وعدم تمتعها بقبول شعبي جنوبا وبرهن للعالم أجمع إن للجنوب قضية لايمكن تجاوزها وممثل سياسي- من الغباء والحماقة معا – تجاهله ان أريد لأي حل سلمي أو تسوية سياسية أن تتم .