المكلا ( حضارم اليوم ) العرب
تواصل سلطنة عُمان اتّصالاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بحل الأزمة اليمنية، في مؤشّر على عدم تخلّي السلطنة عن وساطتها التي بدأتها مؤخّرا لتمهيد الطريق لإطلاق مسار سلمي لحلّ الأزمة رغم تعثّر الجولة الأولى من تلك الوساطة بسبب تشدّد المتمرّدين الحوثيين الساعين لتحقيق نصر عسكري كبير في محافظة مأرب قبل الاستجابة لمبادرة وقف إطلاق النار التي عُرضت عليهم تفاصيلها عن طريق الوفد العماني الذي زار مؤخرا العاصمة اليمنية صنعاء.
ويقول مراقبون إنّ عُمان ما تزال رغم فشل محاولتها الأولى في إقناع الحوثيين بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات السياسية مع السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، تمتلك أوراق قوّة تستطيع استخدامها في جولة جديدة من الوساطة يبدو أنّها شرعت فعلا في التمهيد لها عبر استئناف الاتصالات مع الجهات ذات الصلة بالملف اليمني.
وعلى رأس تلك الأوراق رصيد الثقة الذي تحظى به لدى مختلف تلك الأطراف فهي من جهة صديقة لإيران صاحبة التأثير الكبير على الحوثيين ومواقفهم وسياساتهم، ومن جهة مقابلة طورت مؤخّرا علاقات أوثق مع المملكة العربية السعودية داعمة الحكومة الشرعية وقائدة التحالف العسكري المضادّ لجماعة الحوثي، فضلا عن كونها حليفة موثوق بها لدى الولايات المتّحدة المهتمة حاليا وأكثر من أي وقت مضى بحلّ الأزمة اليمنية سلميا.
وواجهت الجهود الأممية والدولية لحل الأزمة اليمنية، لاسيما التي تبذلها سلطنة عمان، تعقيدات كبيرة في ظل استمرار التصعيد العسكري في عدد من جبهات القتال وتشبث أطراف النزاع بمواقفها تجاه الحل السياسي.
ومنذ أشهر كثفت مسقط جهودها لحل الأزمة اليمنية في محاولة لإحداث خرق في جدارها وجمع الأطراف على طاولة مشاورات واحدة بغية التوصل إلى حل سلمي.
فإلى جانب علاقاتها الجيدة مع السعودية وجماعة الحوثي، استفادت عمان من سمة الحياد والنأي بالنفس التي تميز سياستها الخارجية للدخول كوسيط فاعل في الملف اليمني.
وبإطلاق السعودية مبادرة سياسية للحل أواخر مارس الماضي، وجدت مسقط مساحة مناسبة لتكثيف جهودها الدبلوماسية في اليمن. وهذه الجهود توجت بزيارة قام بها وفد عماني رفيع المستوى إلى العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسلطة الحوثيين في السادس من يونيو الماضي.
وأجرى الوفد العماني خلال الزيارة مباحثات مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ورئيس مجلسها السياسي الأعلى مهدي المشاط.
ومنذ ذلك الحين ما يزال الغموض يكتنف نتائج الزيارة في ظل مؤشرات متزايدة حول تعثر هذه الجهود واصطدامها بتعقيدات عدة سياسية وميدانية.
وكشفت المباحثات ذات الصلة بالملف اليمني إضافة إلى التصريحات السياسية لطرفي النزاع عن نقطة خلاف رئيسية تحول دون تحقيق تقدم في مسار جهود حل الأزمة.
وتتركز هذه النقطة في تمسك كل طرف برؤيته للحل وإغلاق الباب أمام أي مقترحات من شأنها حث الطرفين على تقديم تنازلات لدفع عملية السلام قدما.
وأدى ذلك إلى تعقيد جهود الوساطة العمانية التي تحظى بدعم أممي ودولي كبير.