المكلا ( حضارم اليوم ) الشرق الاوسط
قالت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران قابلت الوساطة العمانية لإنهاء الحرب اليمنية بـ«الرفض»، مبدية عدم تفاؤلها بأي نتائج إيجابية خلال الأيام القادمة.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن الميليشيات الحوثية ركزت فقط على إيقاف طيران التحالف، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة قبل الدخول في أي وقف لإطلاق النار الشامل في البلاد.
وقال مصدر يمني حكومي لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤشرات تفيد بأن الحوثي ما زال متعنتا ويبحث عن مبررات، وأنه لا يتعاطى إيجابياً مع الجهود الدولية والعمانية».
ولفت المصدر مفضلاً عدم الإفصاح عن هويته إلى أن الحوثيين يريدون «فرصة لدخول مأرب أولاً، الميليشيات بدأت تعاني من نقص في بعض الأسلحة». معبراً عن عدم تفاؤله بالقول «لسنا متفائلين».
من جانبه، لمح مصدر دبلوماسي غربي عن «رفض حوثي للوساطة العمانية»، مبيناً أن كل الأنباء التي يتم تداولها عن تشغيل مطار صنعاء والاستعدادات الجارية لذلك، هي مجرد أخبار حوثية يتم ضخها من جانبهم فقط.
ولفت المصدر الدبلوماسي القريب من الملف اليمني إلى أن الأخبار التي يضخها الحوثيون غير صحيحة، وقال «أعتقد أن هذه أخبار مزيفة، كل المعلومات من جانب الحوثي».
وفي تعليقه عن مؤشرات رفض الحوثيين للوساطة العمانية، أضاف المصدر الدبلوماسي بقوله «الحوثيون رافضون نعم، لسنا متفائلين».
وتحدثت وسائل إعلام يمنية عن فشل للوساطة العمانية بعد لقاء الوفد العماني زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، ومهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي، مشيرة إلى أن الحوثيين يريدون فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بلا مقابل، رافضين أي وقف لإطلاق النار في البلاد.
وأبلغ ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى الوفد العماني ترحيبه بالجهود الصادقة من خلال رفع الحصار وفتح المطارات والموانئ دون قيود.
وكانت معظم المنصات الإعلامية الحوثية روجت خلال اليومين الماضيين أنباء عن استعدادات جارية لاستئناف تشغيل مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرتهم أمام الرحلات التجارية، رغم أن المطار يعمل منذ بداية النزاع ويستقبل الرحلات الأممية بشكل دائم.
من جانبه، قال المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي اختتم زيارة لإيران استغرقت يومين إن «حل النزاع يكون من خلال تسوية سياسية شاملة تفاوضية بقيادة يمنية». وأوضح على حسابه بتويتر عقب لقائه وزير الخارجية وكبار المسؤولين الإيرانيين، أنه ناقش آخر التطورات في اليمن.
وكان مصدر غربي لفت في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المشكلة لدى الإيرانيين هو أن الحكومة تقول شيئا، فيما ينفذ الحرس الثوري العكس تماماً، وهو ما يبرز التساؤل «من يحكم إيران» على حد تعبيره.
في الأثناء، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية «يسعدنا وجود وفد عماني في صنعاء للقاء الحوثيين». مشددا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة انخراط الحوثيين بجدية «إذا كانوا فعلا يريدون إنهاء الصراع».
وأضاف المتحدث «تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالمبدأ القائل بضرورة وقف إطلاق النار الشامل على مستوى البلاد على الفور لتقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة إلى الشعب (اليمني)»، وزاد بالقول إن «العمانيين في صنعاء لأنهم يعرفون أن استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديدا للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة»، مضيفا «لقد عملنا وسنواصل العمل بالتنسيق الوثيق مع المجتمع الدولي وشركائنا الإقليميين ونحن نسعى جاهدين لإنهاء الصراع في اليمن».