المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
عندما خرج الناس ضد الفساد والإفساد وسلطة القمع والإقصاء والسرق المحصن بجيش التمكين، أيقن إخوان اليمن في تعز أن الثورة ستقتلع جذوتهم من تعز بعد سنوات من الاستهداف والإفقار الممنهج للمواطن مقابل ثراء الجماعة التي تدير المحافظة بالحديد والنار والنهب، لذلك فقد لجأوا إلى حيل قديمة ومكشوفة في الاستحواذ على ثورة المواطنين والانقلاب عليها، وليس بجديد عليهم الركوب على مطالب الناس الحقة وتجيير ذلك لصالحهم..
في انقلاب سلطة الإخوان ضد مطالب الناس في تعز كان ثمة مسمى جديد لم يسبق وأن استخدمه أحد من قبل:
“الجبهات” الاسم الذي عُرف بمناطق التماس بين الحوثيين والجيش، عادت مليشيا الخلافة في تعز بمسمى جديد له خارج عن قواميس اللغة والعرف العسكري والاجتماعي.
لم تكتف جماعة الإخوان بالسعي للاستحواذ على الثورة المطلبية في تعز، ولكنها أرسلت جيش سالم للقبض على المكاتب الحكومية وبمسمى الدلع “الجبهات”..
الجبهات ذاتها التي تفصلها طرابيل مهترئة مع الحوثيين ليتحول الكثير من المحسوبين عليها إلى مفصعين، أو جيش جباية أو لتأمين المؤسسات والمكاتب الحكومية لصالح الجماعة، كما حصل اليوم في تعز..
“نيوزيمن” رصد آراء أكاديميين وإعلاميين ومثقفين بهذا الخصوص:
الدكتور عبدالصمد الصلاحي، قال: إن نزول ما يسمى بالجيش في تعز لإقفال المكاتب التنفيذية والإدارات التابعة للسطلة المحلية هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان، مضيفاً:هنا يأتي التساؤل: هل كان ذلك بأمر مباشر من الرئيس عبدربه منصور هادي؟ إن لم يكن كذلك فهو يعني أن ما يسمى بالجيش في تعز انفصل بتعز وأعلن دولة المفصعين المستقلة عن الجمهورية اليمنية.
وتابع: ليس هناك رجال دولة في تعز، يا لسخرية الأقدار..!
وأضاف: لم يتبق إلا أن يعلنوا تشكيل مكتب سياسي وعسكري لقيادة تعز.
تعز تلحق بمسراطة
واختتم الدكتور الصلاحي حديثه بالقول: تعز ستلحق بغزة في فلسطين ومسراطة في ليبيا كجغرافية مستقطعة من جغرافية الوطن بحكم ذاتي للإخوان، متابعاً: ما يحدث في تعز لا يمكن تحمله.
اعتداء ونهب
وعن تعدي ما يسمى ب”الجيش الوطني” بتعز على مؤسسات الدولة، قال الاعلامي توفيق الشرعبي: الجيش يحمي المؤسسات حتى تستمر في عملها، لا يغلقها.. والجيش يحمي المصانع ويؤمنها، لا يعتدي عليها ثم يذبح ثورا.. والجيش يحمي منازل المواطنين ويمنع نهبها، لا ينهبها ويقتل أصحابها.. والجيش يعرف أن رواتبه من المحور والمنطقة العسكرية الرابعة والدفاع وليس من صندوق النظافة.. والجيش يدافع عن المدنية والعمل المؤسسي، لا يعسكرها.. الجيش يأتمر بقيادته، لا يتحرك برغبته، في إشارة إلى أن إيصاد المؤسسات جاء بأمر من سالم.
بلطجة
من جانبه اعتبر الصحفي فتحي أبو النصر، غلق المؤسسات في تعز بعبارة مغلق من قبل الجبهات بلطجة لخلط الأوراق والمطالب التصحيحية الشعبية،
وتابع: ثم ليست هذه مهمة الجبهات يا من حرفتم مسارها التحريري بالابتزاز والفساد والانحطاط حتى صارت كعمل العصابات.
الحوثي والإخوان لا فرق
وعما حصل في تعز من قبل جيش الجماعة قال الدكتور معاذ عبدالفتاح: “عبارة مغلق من قبل الجبهات، بالضبط كمنطق الحوثي حين يقول محاربة العدوان”.
وأضاف: “فرض حكم عسكري استبدادي تحت منطق الحرب، والالتفاف على مطالب الناس لتكريس قبضته”.
وأكد عبدالفتاح: “لم يستطع الإصلاح أن يميز نفسه عن الحوثي إلا في اللون يرفع الإصلاح اللون الأسود ويرفع الحوثي اللون الأخضر”.