المكلا (حضارم اليوم ) متابعات
فيما طال أمد الحرب في اليمن أكثر مما يُطاق بالنظر لما خلفته من أزمات إنسانية، فإن الكثير من الاتهامات تصل إلى درجة الإجماع الدولي بأن المليشيات تتحمل المسؤولية عن ذلك، بما يفتح الباب للحديث عن الدور الذي تلعبه إيران في تحريك الإرهاب الحوثي، ضمن أجندة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة برمتها.
ففي إطار هذه الاتهامات، أكدت صحيفة “البيان” الإماراتية، أن هناك إجماعًّا دوليًّا على مسؤولية مليشيا الحوثي الإرهابية عن إطالة أمد الحرب، وهو بمثابة تأكيد إضافي على عدم امتلاك تلك المليشيات لقرارها في ظل تحكم النظام الإيراني بها.
الصحيفة قالت اليوم السبت، إن المليشيات الحوثية تواصل التعنت ضد مطالبات المجتمع الدولي، عبر رفضها اتفاق وقف إطلاق النار، والسماح للأمم المتحدة بالوصول لخزان النفط صافر المهدد بالانفجار، واستمرار تجنيد الأطفال والدفع بهم لجبهات القتال.
وشددت الصحيفة، على اقتناع جميع الأطراف الدولية بوقوف المليشيات الحوثية وراء استمرار التصعيد الميداني، مؤكدةً تحمل مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن وضع سفينة النفط صافر الراسية قبالة الحديدة.
إقدام المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري وتعقيد الأوضاع الإنسانية مرتبط بأن بقاء المليشيات مرتبط في الأساس بالعمل على إطالة أمد الحرب، علمًا بأن أحد الأسباب الرئيسية التي تمكن الحوثيين من مواصلة أجندتها الخبيثة هو الدعم الذي حصلت عليه المليشيات من إيران.
الدعم الإيراني يقدمه على وجه التحديد، جهاز الحرس الثوري الذي يعمل على تقديم الدعم المالي واللوجستي للحوثيين، وذلك من خلال تزويدهم المليشيات بمختلف أنواع الأسلحة وتطويرها، فضلًا عن إنفاق ملايين الدولارات على المليشيات عبر تمويل أنشطة ثقافية ودينية.
وفي هذا الجانب، يلعب القيادي في الحرس الثوري الإيراني المعين سفيرًا لطهران لدى المليشيا، حسن إيرلو، دورًا كبيرًا في دعم إيران للحوثيين، ويلقّن قيادات المليشيات دورات سياسية وعسكرية، بما يحرك دفة إرهاب هذا الفصيل.
أحاديث السفير الإيراني مع القيادات الحوثية دائمًا ما تركز على ما يسمى محور المقاومة الذي تقوده إيران، والدور الذي تلعبه المليشيات الحوثية في هذا المحور، بالإضافة إلى التركيز على أهمية البحر الأحمر في الصراع.
إيرلو يُنظر إليه بأنه الحاكم الفعلي لصنعاء، وما يدلل على ذلك رفضه للمبادرة السعودية لوقف الحرب واستئناف مسار السلام، ليستبق الموقف الرسمي لزعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، والذي من المؤكد سيكون رافضًا للمبادرة.
إيرلو كان قد وصف المبادرة السعودية، في تغريدة عبر “تويتر”، بأنها مشروع لحرب دائمة، واستمرار للاحتلال وجرائم الحرب، وليست إنهاء للحرب، بحسب زعمه.
كما وضع إيرلو شروطًا وصفت بأنها إملاءات على الجماعة، حيث تضمنت تلك الشروط وقف العمليات العسكرية ضد الميليشيات، ورفع القيود عن المنافذ التي تسيطر عليها، وتوقف تحالف دعم الشرعية عن مساندة الحكومة المعترف بها دوليًّا، وتمكين الميليشيات من سدة الحكم.
في المجمل، تعمل إيران على تكثيف دعمها المسلح لجماعات تابعة لها، بداية من الحشد الشعبي في العراق، مرورًا بحزب الله في لبنان، وصولًا إلى حركة حماس والجهاد في فلسطين، حتى الحوثيين في اليمن.
ومن خلال هذه التحركات، تحاول إيران بشتى الطرق تكوين شبكة عنكبوتية مترابطة بين مليشياتها المسلحة من أجل دعم مشروعاتها التوسعية وامتداد الفكر الشيعي في المنطقة.