الرئيسية / أراء وكتاب / من استعجل الشئ قبل اوانه. عوقب بحرمانه .. ( 3 ) .. بقلم : سالم عبدالمنعم باعثمان.

من استعجل الشئ قبل اوانه. عوقب بحرمانه .. ( 3 ) .. بقلم : سالم عبدالمنعم باعثمان.

لم يبق الزعيم باعوم متفرجا بل ظل يجابه الامور بصبر وحكمه بالرغم مما يعانيه من ظروف صحية هو بحاجة الى عناية الا ان قضية شعبه يوليها أهمية خاصة خوفا من انحراف مسارها انها القضية الجنوبية التي أبى الا ان يواجه المخاطر المحدقة بنفسه والى جانبه من يؤازره من قيادة المجلس. لقد بذل محاولات جمة لانجاز تلك المهمة المستحيلة وبحضور أغلب قياداته الممزقة الا ان مصير اعتقاله المحتوم يلازمه ليمكث في سجون الاحتلال شهور كاملة.

وبتكرار هذه الحالة وبعد ان يتم اعتقاله تتوالى اصدار البيانات من قيادات مجلسه بتعيين احدهم قائما بأعماله، بيد ان الامر لاينحصر على ضيق دفين من قيادة باعوم فحسب بل يعد استخفافا مقيتا بقيادته وزعامته للمجلس وللحراك الوطني الجنوبي عامة بلغت الى درجة المساواة بينه مع غيره من تلك القيادات للقيام بدوره القيادي، فليس هناك فرق، ان كل هذه المجريات تضع شكوكا حول ظروف اعتقاله ودور بعض تلك القيادات فيه.. ان هذه الشكوك بها تجد لنفسها تعزيز في ظروف اعتقاله الاخير وما تلاه، فقد تم اطلاق سراح القيادات التي تم اعتقالها معه ليبقى هو ونجله فواز رهينة في سجون الاحتلال ولا يغيب عن بال احد حين اصدرت قياداته مذكرة موقعة باسمه ومؤرخة بتاريخ مابعد اعتقاله لشهر كامل وزع فيها وقسمت المهام والمسئوليات والأدوار فيما بينها في ظل الانقسام بكيانها، وهذا يدل دون أدنى ريب على عدم مسئولية باعوم عن تلك المذكرة لأن توزيع المهام بذلك الشكل لم ولن يقدم عليها باعوم الا بعد توحيد قياداته لا في ظل فراقها وتمزيقها، وهذا الامر يكاد يقطع دابر الشك بأن تلك المذكرة كانت نتيجة صفقة ومساومة لم يتم استكمالها بين قياداته، فما كان لها ان تصدر الا في ظل غيابه أو تغييبه، بيد انها تسعى في تكريس الانقسام والافتراق داخل المجلس وتطيل في عمره وتعزيزه ففي ظل هذه الظروف المعقدة الدقيقة والحساسة والخطيرة في مسيرة الحراك التحرري الجنوبي، وفي ظل اشتداد ازمة نظام الاحتلال وظهور دعاة التغيير فيه، وللحاجة الملحة للقيادة الميدانية لهذه المرحلة المفصلية قد يعطي هذا مؤشر بأن أمر اعتقال باعوم يخدم في الأساس مصالح وأهداف ذلك المحتل من قبل دعاة التغيير الى جانب العناصر المدسوسة بالحراك والنفعية والانتهازية التي جعلت من القضية الجنوبية مطية لها.. لذا فان اعتقال الزعيم والقائد الوطني باعوم يستهدف مايستهدف اليه من اعتقال للحراك التحرري الجنوبي والقضية الجنوبية التي تشخصنة داخليا في قيادته وزعامته ولا يمكن تجاوزها الا بهبة جنوبية عاصفة ترغم المحتل وقوى التغيير فيه على الاعتراف الصريح بأن القضية الجنوبية قضية احتلال أرض وشعب ودولة محكومة بالقانون الدولي ولا يملك ايا كان حق التنازل عنها في جميع الظروف والاحوال.
ان دعاة التغيير في دولة الاحتلال ووكلائهم جنوبيا في الداخل والخارج قد خصصت يوما للتظاهر اعتذارا للجنوب على جرائم نظامهم الاحتلال كجزء من بلادهم وليس كشعب محتل بكامله وهم بذلك ليسوا على استعداد لمجرد المطالبة بالافراج عن الزعيم باعوم لأنه يمثل القضية الجنوبية التي لايعترفون بها. فثورة التغيير شماعة لاسقاط النظام، حينها سقط الرئيس صالح وسقطت الثورة وبقي النظام على وتيرة المناصفة.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الشهيد “أبو علي الضالعي”.. المدرسة النضالية الفدائية والقائد الاستثنائي الذي قهرّ إمبراطورية الفرس والرومان

الضالع(حضارم اليوم) كتبه/ ذياب الحسيني الشهيد القائد العميد عمار علي محسن ” ابو علي الضالعي …