المكلا ( حضارم اليوم ) العين
أمام صفوف صغار يعصبون جباههم بقطع خضراء، تؤدي إحدى زينبيات الحوثي مع طفل مسلح عرضا صادما لحقيقة “الانتقام” وزرع ثقافة الموت.
ويوثق فيديو تداوله نشطاء يمنيون اعتماد مليشيا الحوثي على “الإذاعة” و”المسرح” ضمن حزمة فنون نفسية متقدمة فيما يسمى “المدارس العصرية”، وهي مدارس مسائية استحدثها الانقلابيون مؤخرا شمال اليمن وتستهدف تجنيد وغسل أدمغة الأطفال.
وتجسد التسجيلات المرئية واقع وخطر تفخيخ المليشيا الحوثية للأطفال بالإرهاب والتطرف، ولعب الفتيات “الزينبيات” كعنصر رئيسي في اختراق الأسرة والصغار لزرع معمق لثقافة “الانتقام” في بنية المجتمع اليمني.
ويظهر الفيديو قيام إحدى الزينبيات بأداء عرض مسرحي كـ”أم” فيما يؤدي الطفل المسلح دور “الابن”، ووسط صخب موسيقى حماسية تقوم الفتاة بتحفيز الطفل للذهاب للمشاركة في جبهات القتال حماية لـ”آل البيت”، إشارة لسلالة الحوثي العنصرية.
ويأتي المشهد الآخر لذات الطفل وهو قتيلا “بعد أسابيع من ذهابه” كما يعترف بذلك العرض المسرحي، وتقوم الزينبية الحوثية بمنح السلاح للطفل الآخر للانتقام لشقيقه في مشاهد تكشف خطر “حرب التعبئة” للمليشيا المدعومة إيرانيا والتي تزين الموت لدى الأطفال بالمدارس ويمتد إلى أمهاتهم بالمنازل.
ويراهن الحوثيون ومخابرات إيران على أدلجة الأجيال المقبلة لضمان الولاء الدائم شمال اليمن ولتفخيخ أي تسوية سياسية بضغط دولي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنشأت مليشيا الحوثي داخل اليمن أكثر من 2000 مدرسة بمحافظات “صنعاء” و”ذمار”، و”تعز”، و”إب”، و”حجة”، و”المحويت”، و”الحديدة” وحولتها مراكز طائفية لنشر التطرف وفقا لما نقلته “العين الإخبارية” حينها عن مصادر تربوية.
ويقول حقوقيون يمنيون إن لجان التجنيد التابعة لمليشيا الحوثي تلجأ لاستغلال أقارب ضحايا الأطفال المجندين الذين سقطوا قتلى في جبهاتها لإثارة نزعة “الانتقام” كفخ لاستقطابهم للتجنيد والقتال بصفوفها.
جرائم إبادة.. تحذير حكومي
واتهمت الحكومة مليشيا الحوثي بارتكاب جرائم إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل بحق الطفولة في البلد الغارق في الحرب منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وحذر وزير الإعلام والثقافة والسياحية من مضاعفة مليشيا الحوثي الإرهابية وتيرة عمليات التجنيد للأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها بعد تصعيدها الأخير والمتواصل في مختلف جبهات محافظة مأرب.
وقال الوزير اليمني في سلسلة تدوينات على موقع “تويتر”، إن تعرض المليشيات الحوثية لخسائر قاسية وقرب نفاذ مخزونها البشري بعد زجها بالآلاف من عناصرها في هجمات انتحارية دفعها لتكثيف تجنيد الأطفال.
وأوضح الأرياني الذي أرفق مشاهد لتجنيد الحوثي للأطفال وآخر لعرض الزينبيات المسرحي أن مليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيا غسلت عقول الآلاف من الأطفال بعمر الزهور بالأفكار الإرهابية المتطرفة “المستوردة من إيران”.
وأعتبر المسؤول اليمني تجنيد المليشيات للأطفال في صفوفها والزج بهم في مختلف جبهات القتال هي “جرائم إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل بحق الطفولة في ظل صمت دولي مخزي وغير مبرر”.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثان الأممي والأمريكي لليمن ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفل إلى اتخاذ مواقف مسؤولة إثر جرائم الإبادة التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق الطفولة في اليمن.
كما شددت الحكومة اليمنية بضرورة الضغط على المليشيا الانقلابية للوقف الفوري لعمليات تجنيد الأطفال واستخدامهم في أعمال قتالية إرهابية.
وتشير تقديرات يمنية إلى أن هناك 4 أطفال مجندين يقتلون كل يوم في محارق جبهات الحوثي، وأن الأطفال الذين تم استدراجهم للقتال منذ الانقلاب الحوثي أواخر 2014 يتجاوز عددهم 30 ألف طفل.