الرئيسية / أراء وكتاب / من استعجل الشئ قبل أوانه .. عوقب بحرمانه .. ( 2 / 4 ) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

من استعجل الشئ قبل أوانه .. عوقب بحرمانه .. ( 2 / 4 ) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

ان تشكيل حركة نجاح لم يحقق أي نجاح في المسار الذي ظل يتعثر في حالة موت سريري حتى وافتها المنية، ولعل أبرز أسباب فشلها يعود الى ارتباط قياداتها بالحزب الاشتراكي اليمني في ماضيه وحاضره، بيد قد جبه تماما وان قيادة الخارج لم تضعه في حسبانها حين خططت لعملية نجاح، ونتيجة لفشل نجاح وعدم الرضاء عن المجلس الوطني الأعلى قد أقنعها بأن تتولى بنفسها خلق وعاء سياسي وتنظيمي آخر للحراك الجنوبي، فأشهرت عنوانه الجديد من الخارج، المجلس الأعلى للحراك، كما انها لم تألوا جهدا من اعلان برنامجه السياسي باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي في الداخل والخارج وهذا مؤشر أيضا بتحملها المسئولية المباشرة عنه والعناية به، وفي نفس الوقت لم تعين قيادة الخارج قيادة لمجلسها الأعلى، وظل الزعيم والقائد الوطني حسن أحمد باعوم رئيسا للمجلس الوطني الأعلى طوال فترة علاجه في الخارج وحتى قبل عودته باسبوع تقريبا الى أرض الوطن يصدر بياناته بتلك الصفة، الا انه من المرجح قد تعرض لضغوط كبيرة من قبل قيادة الخارج قبيل عودته ليتولى قيادة المجلس الأعلى للحراك والتخلي عن قيادة المجلس الوطني الأعلى، وهذا ماحدث فعلا عند عودته من خلال اصدار پيان باعتباره رئيسا للمجلس الأعلى للحراك بحسب رغبة قيادة الخارج التي لم تستوعب بعد خصوصية الممارسة وتجارب الواقع ونتائجها، الا انها رأت ان قيادته لمجلسها يضمن لنجاحه وتجنبا من تكرار فشلهابرئاسة الزعيم والقائد الوطني : حسن احمد باعوم أصبح المجلس الأعلى للحراك يتمتع بشعبية، ومن قيادة الخارج يلقى الدعم المادي والمعنوي مباشرة. ففي حال هذا الوضع الذهبي للمجلس الأعلى للحراك اصبح نموذجا جالبا لتلك العناصر التي ظلت عالقة بالمجلس الوطني الأعلى بحكم ظروف نشأته لتنتقل الى المجلس الأعلى للحراك حتى تحقق ماتحركت من أجله، ومن جهة اخرى فأن انتقالها من المجلس الوطني قد حقق لها نقاوة في قياداته وتماسكا سياسيا وتنظيميا عضويا لم يكن موجودا في ظل وجودها فيه.. فقبيل انتقال تلك العناصر بذلت عددا من المحاولات المحمومة للقضاء على المجلس الوطني الأعلى كاملا في حضرموت العلم والثقافة والحضارة من خلال طرحها بشدة بضرورة الذوبان والاندماج في المجلس الأعلى للحراك من خلال مجلسها والمالية القادمة من قيادة الخارج كاسلوب مفلس في حربها عليه، ولم تكتف بهذا الحد بل حتى على برنامجه السياسي وكوادره وقياداته، الا ان كل ذلك قد تحطم أمام الصلابة الفولاذية التي حققها للمجلس الوطني الاعلى بعد انتقالهم منهم وبتمسك الجماهير به وبمشروعه السياسي ونوعية قياداته الوطنية في عموم الجنوب.

ان الأمل لقيادة الخارج من مجلسها الأعلى للحراك قد باء بالفشل وذلك بسبب غياب الوعي السياسي لأغلب قياداته للقضية الوطنية وتحديدا تلك التي اغرتها المميزات التي يتمتع بها ذلك المجلس من خلال الدور الكبير والبارز في تصادم المصالح والمشاريع الذاتية المتناقضة لتلك القيادات الذي أدى بشكل حتمي الى تفريقها وتشتيتها حتى أصبح لدينا اليوم اكثر من ثلاثة كيانات مركزية، وليس غريبا اذا حمل كل منها نفس المسمى:( المجلس الاعلى للحراك) كل منها تحارب الاخرى ولا تعترف بها، اما لغياب القضية الجنوبية في نشاط ذلك المجلس حينها قد تجلى فيما افصح عنه امينه العام : عبدالله الناخبي الذي اعتبر بأن الدعوة الى تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني ممونة ومدعومة من الرئيس اليمني حينها : علي عبدالله صالح، كما ان احد كياناتها يدعو الجنوبيين الى التغيير لا الى التحرير…

ان قيادة الزعيم والقائد الوطني حسن احمد باعوم لذلك المجلس قد شكل عبئا ثقيلا على تلك القيادات وعلى مشاريعها ومخططاتها وطموحاتها الذاتية، فالمهمة المناطة بهم تتجلى في تمزيق ذلك المجلس مبكرا من تولي باعوم لقيادته وذلك بهدف شل فعالية الحراك وباعوم معا اضافة الى اضاعة وقته واشغال تلك الجماهير بانجاز المهمة المستحيلة، انها مهمة اعادة اللحمة للمجلس الذي يتولى قيادته، وهي المهمة التي لا يملك القائد أي امكانية في ان يدير لها ظهره، وقد تم اختيارها بعناية فائقة لتحقق بها تلك القيادات اهدافها ومراميها.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

شعارها الانتصار .. ورايتها حماية الديار  مقال: نجيب العلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: نجيب العلي ليس هناك اسمها هزيمة في قاموس القوات المسلحة الجنوبية، …