المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
تعيش قيادات المليشيات الحوثية حالة من الرعب الهائل من جرّاء إمكانية تعرّضها للتصفية، على نحوٍ يبرهن على حجم الخلافات التي دبّت في أرجاء هذا المعسكر المدعوم من إيران.
تعزّزت هذه المخاوف بشكل كبير، في أعقاب الإعلان عن وفاة القيادي الحوثي سلطان زابن، وهي وفاة تخلّلتها الكثير من الروايات بشأن السبب الحقيقي الذي أنهى حياة هذا القيادي البارز.
إحدى الروايات عن وفاة زابن أشارت إلى أنّه توفي مقتولًا ضمن عملية تصفية داخلية، من قِبل المليشيات التي حاولت التخلّص من العناصر التي قد تدر عليها عقوبات فيما بعد.
تردّدت هذه الرواية بعدما أدرج اسم سلطان زابن على لائحة العقوبات ومن ثم سعت المليشيات للتخلص منه، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في ديسمبر الماضي، فرض عقوبات على زابن، وقالت إنّه وضباط إدارة المباحث الجنائية ارتكبوا جرائم “اعتقال واحتجاز تعسفي وتعذيب واغتصاب النساء بغرض استهداف الناشطات اللواتي يعارضن الحوثيين”.
الربط بين وفاة زابن واحتمالية “التصفية” جاء لأنّ الإعلان عن وفاته تزامن مع إعلان آخر عن وفاة مسؤولة سجن النساء أفراح الحرازي، وهو أمرٌ لا يبدو أنّه جاء في إطار “الصدفة”.
رعب القيادات الحوثية جاء أيضًا في أعقاب تصاعد حدة صراعات الأجنحة التي ضربت مفاصل المليشيات، في إطار تصارع وتسابق هذه العناصر على نهب الأموال ومن ثم تكوين الثروات على حساب السكان.
المخاوف التي دبّت في أرجاء المعسكر الحوثي تمثّلت فيما كشفته صحيفة الوطن السعودية التي قالت اليوم الخميس إنّ هناك مخاوف وهلعا بين قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية، من عمليات الاغتيالات والتصفية فيما بينهم.
مصادر محلية أطلعت الصحيفة بأنه كان هناك وما زال تنافس بين عناصر المليشيات الإرهابية على نهب الثروات والمقدرات والعقارات والأموال، ما خلق خصومات كبيرة بين القيادات، لافتا إلى أن بعض تلك الخلافات يتم حلها من خلال جلسات صلح طويلة واتفاقيات، والكثير منها لا تزال قائمة حتى الآن.
وأوضحت المصادر أنّ قيادات في صفوف المليشيات المدعومة من إيران لجأت إلى صرف الأموال على حمايتها الخاصة.
يُشير كل ذلك إلى أنّ المليشيات الحوثية تعيش أيامًا صعبة بالنظر إلى حجم المخاوف التي تنتاب هذا الفصيل من احتمالات خروج الأمور عن السيطرة، بما قد يمثّل ضربة ناسفة لاستقرار هذا المعسكر بشكل كامل.