المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
أذرع مسمومة تزرع الموت في أرجاء اليمن والفوضى بأنحاء لبنان ضمن أجندة تخريبية تستهدف استدامة النزاعات والخلافات لتحقيق أهداف خبيثة.
ومنذ إعلان السعودية مبادرتها لحل الأزمة اليمنية في مارس/آذار الماضي، لم تتوقف إيران ووكلاؤها بالمنطقة عن إطلاق التوجيهات العلنية لمليشيات الحوثي الانقلابية لرفض السلام ومواصلة الحرب.
فمن صنعاء إلى لبنان، سعت الأذرع الإيرانية العسكرية إلى تنسيق مواقفها للخروج برفض سافر لوقف حرب اليمن، بل تباهت بالتأكيد على أحقيتها بالقرار الأخير سياسيا وعسكريا.
مواقف تأتي امتدادا لموقف المرشد الإيراني علي خامنئي الذي دعا الانقلابيين لمواصلة الحرب قبل يوم واحد فقط من الإعلان عن مبادرة الرياض.
وتصدّر مواقف الموت هذه زعيم حزب الله الإرهابي في لبنان حسن نصر الله، وضابط الحرس الثوري بصنعاء حسن إيرلو، المعين سفيراً لدى المليشيات الانقلابية في اليمن.
فالأول خرج يرفض بشكل فج وصارخ، في آخر خطاباته، المبادرة السعودية، فيما يستميت الثاني بفرض شروط طهران لوقف حرب اليمن.
نصر الله من جهته، سعى إلى تبرير دعوته لمليشيات الحوثي لرفض السلام وتذكير الانقلابيين بالتمسك باقتراح قدمته طهران بعد اجتياح صنعاء لشرعنة الانقلاب.
فيما ذهب المدعو “إيرلو” خلال لقاء شكلي بما يسمى وزير خارجية الحوثي هشام شرف، بطرح “مبادرة هرمز للسلام” زاعما الاستمرار بخوض الحرب ودعم المتمردين.
ويرى مراقبون أن رفض وكلاء وأذرع طهران بالمنطقة لا سيما حسن نصر الله وحسن إيرلو للمبادرة السعودية لحل شامل باليمن، لم يعد أمرا مستغربا، نظرا لحرص الرجلين على تكرار التوجيهات العلنية للاستخفاف وإظهار قيادات مليشيات الحوثي مسلوبة القرار وبلا موقف.
واعتبروا في تصريحات منفصلة لـ”العين الإخبارية”، أن طهران تمارس التحايل علنا وتبعث بتأكيدات للعالم أجمع بأن المليشيات ليست سوى “أداة” لملالي إيران الذي يملك بيده “الحل والعقد والقول الفصل في أي قرار يخص الانقلاب الحوثي”.
ومن خلال تحليل سريع للخطابات المرئية الأخيرة لحسن نصر الله، يشير مراقبون إلى زيادة في وتيرة التدخل بحرب اليمن، حتى في التفاصيل العسكرية بما في ذلك حرصه على توجيه الحوثيين لمواصلة معركة مأرب التي لاتزال رحى المعارك فيها على أشدها.
وهو ما توقف عنده المحلل العسكري عبدالرقيب محمود يرى، قائلا “في ظل الحرب الدائرة والمستعرة منذ أشهر بمحافظة مأرب، والتي تكبدت فيها مليشيات الحوثي خسائر فادحة، لم يتوقف نصر الله في خطاباته عن ذكر المعركة، وشرح أهمية السيطرة عليها وإعطاء التوجيهات المستمرة، منذ بداياتها وكأنه القائد الميداني الفعلي للمعركة”.
ويؤكد محمود، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “القتلى اللبنانيين والخبراء الإيرانيين الذين قتلوا في المعارك الدائرة بجبال وصحاري مأرب دليل على أن الحوثي ومليشياته ليسوا سوى أدوات رخيصة ومنفذين للمشروع الإيراني التدميري”.
“السيادة” المزعومة
لطالما حرصت المليشيات الانقلابية على ترويج مفهوم “حماية السيادة اليمنية” وأن لها الحرية والقدرة على اتخاد أي قرار دون الرجوع لأحد، كما ادعى ذلك زعيم الجماعة مؤخرا، لكن توجيهات “نصر الله” ومواقف “إيرلو” باتت مثار سخرية لدى الكثير من اليمنيين بما فيهم أتباع الحوثي أنفسهم.
وعلّق وكيل وزارة العدل ، فيصل المجيدي على الخطاب الأخير لمن وصفه بـ”الارهابي حسن نصر الله”، الرافض للمبادرة السعودية، قائلا إنه بمثابة “توجيهات علنية للمليشيات الحوثية، وأنهم (الانقلابيون) كانوا في السابق يحاولوا التواري عن التبعية الواضحة لإيران وزعم أنهم فقط ينسقون المواقف معها”.
غير أن تصريحات نصر الله المتكررة والخالية من أية دبلوماسية، ومواقف “حسن إيرلو” العلنية برفض المبادرة، جعلت الحوثيين مجرد “جنود مأمورين تابعين لسادتهم”، بحسب تدوينة للمجيدي عبر موقع تويتر، رصدتها “العين الإخبارية”.
الأمر ذاته يراه، وكيل وزارة الإعلام فياض النعمان، قائلا إن “حسن نصر الله يتحدث وكأنه رئيس حكومة اليمن، هذه هي السيادة التي أزعج بها زعيم الإرهاب في اليمن عبدالملك الحوثي آذان اليمنيين على مدى أعوام، وقتل على خلفيتها عشرات الآلاف من أبناء البلد”.
وأضاف المسؤول اليمني في تدوينة عبر تويتر، أن اليمن “لن تكون ولاية إيرانية ومرتعا لإرهاب طهران فاليمن جمهورية وستظل عربية”.
طرح آخر يدفع البعض للقول إن تكثيف أذرع طهران – بين الضاحية اللبنانية وصنعاء- الحراك والرسائل الاستفزازية للداخل اليمني منذ المبادرة السعودية التي حركت الجهد الدولي، دلالة عن مخاوف إيرانية من فقدان أهم أوراقها في ابتزاز المجتمع الدولي في حال توقفت الحرب بالبلد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها حسن نصرالله للحديث عن الأزمة اليمنية، في تصريحات تشعل كل مرة غضب اليمنيين.
فالرجل بين الفينة والأخرى يظهر وكأنه وصيا على اليمن، ليؤكد قناعة ثابتة في الدور التخريبي الذي تلعبه أذرع إيران في المنطقة وخاصة اليمن.