الرئيسية / أراء وكتاب / من خيمة إلى خَيْبَة !! بقلم: محمد بازهير

من خيمة إلى خَيْبَة !! بقلم: محمد بازهير

ساقتني أرجلي طوعًا إلى الخيمة الرمضانية، بعد أن تفاوتت أصوات الوافدين بالسخط والإستياء من عدم وجود تخفيضات للبضائع المعروضة، قابلها الحديث عن أن مايُميّز الخيمة الإحترازات الوقائية لمجابهة فيروس كورونا حفاظًا على تطويق الوباء.

طُلب من شخصنا قسرًا شراء كمامة بمبلغ 100 ريال لدخول الخيمة، ولسان حالنا يقول “مش مشكلة أهم شي الصحة والاجراءات الوقائية”، وتعمّدت أن امسك الكمامة بيدي، قبل دخولي للخيمة، وعندما وقفت أمام المدخل، تفحصني البواب، وسألني بلغة العيون “أين كمامتك” وأجبته كذلك بالنظر إلى يدي، وسمح لي بالمرور.

طُفت بالخيمة وتفاجئت كغيري من غياب أبرز الشركات التجارية الحضرمية، وشركات هائل سعيد أنعم، وأصابني الذهول أكثر حينما وقفت أمام كرتون للتمر معروض للبيع، وبجواره “آله حاسبة” خالَ في ذهني أنها جائزة أو عرضًا مغريًا، وبعد السؤال، أتضح أن سعر كرتون التمر يُباع بالريال السعودي، ويقوم التاجر بتكّسير العملة، حسب الصرف، مُستخدمًا الحاسبة.

قاطع ذهولي تاجر حضرمي، وضع يده اليمنى فوق كتفي اليسار، وما أن ملت برأسي تجاهه، نطق قائلًا :”يبدو أنك مصدوم!”. حملقت في وجهه مُبتسمًا، وسألته كيف وضع الخيمة؟ سرعان ما نطق “ليست خيمة بل خَيْبَة”.

وبدأ مُتحدّثًا أن سعر أول الخانات التي استأجرتها الشركات على مدخل الخيمة يصل إلى 2000$ دولار أمريكي طيلة الأسبوعين، فكيف لهم أن يلزموا التاجر بالتخفيض، أو أن يقوم بالبيع بسعر التكلفة أو ربح رمزي! نعم محال ذلك.

واصل قائلًا :”لعلك رأيت أن السيارات تبعد عن الخيمة كثيرًا، فلو تريد شراء كيس أرز، يجب أن تحمله على ظهرك، فالجهة المنظمة لم تُكلّف نفسها عناء توفير عربات لنقل الأشياء من الخيمة إلى مركبتك”.

تحدّث كثير يشكو همّه، فقلت له :”لقد وصلت رسالتك” ووجدت نفسي أمام ماجدة شريفة تبيع الشاي وتفترّش الأرض بين بابي المدخل والمخرج، أسقتني شاي بخاري مخمخ رأسي، وأبهجني، وتبدد فرحي حزنًا، حينما خطر على بالي “ماذا لو أنهم أجبروها على دفع المسافة التي تجلس عليها بالدولار أيضًا؟”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

في ذكرى تحرير المكلا.. انتصارات تتجدد في اجتثاث قوى الإرهاب

المكلا (حضارم اليوم) كتبه/ د. باسم منصور تحلُّ اليوم على شعب الجنوب الذكرى الثامنة ل …