المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
طيلة 6 أعوام من مواجهة الحوثي لم يتوقف دور التحالف العربي باليمن على الإسناد العسكري، لكنه امتد للمبادرات السياسية لإنهاء الصراع.
وتعتبر المبادرة السعودية للحل الشامل أحدث فرصة قدمها التحالف العربي، في مسعى لإعادة أطراف الصراع للحوار الآمن ضمن تكتيك متقدم، ما يعد تتويجا لمعركة الأمل.
التحالف العربي : هجمات الحوثي ضد السعودية بإملاءات إيران
وتزامنا مع مرور الذكرى الـ6 لإطلاق عاصفة الحزم، تسلط “العين الإخبارية” الضوء على الفرص الثمينة للسلام والتي اغتالها الحوثيون، ما يبرز إرهاب وتمادي المليشيا مقابل جهود حثيثة للتحالف في إنقاذ هذا البلد.
وفي مواجهة المبادرات المباشرة والمقترحات والهدن، انقلبت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا على تعهدات 6 اتفاقات بإشراف الأمم المتحدة، أو استغلتها لكسب الوقت للتمدد العسكري وتغير معادلة القوة على الأرض.
وأول هذه الاتفاقات سبق إعلان عاصفة الحزم بنحو 5 أشهر، ويصادف يوم انقلاب المليشيا في 21 سبتمبر/أيلول 2014، عندما أعلن الحوثيون توقيع اتفاق “السلم والشراكة” قبل أن ينسفوه ويجتاحوا كافة مؤسسات ومعسكرات الدولة بما فيه القصر الرئاسي ومحاصرة الحكومة.
ومع تمدد مليشيا الحوثي شرقا وغربا وملاحقة وقصف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في قصر معاشيق في “عدن” جنوبا، كان تدخل التحالف بقيادة السعودية محطة تاريخية ومكن البلاد من استعادة غالبية الأراضي اليمنية.
فرص السلام
وخلال الـ3 شهور الأولى لعملية عاصفة الحزم، أفسح التحالف وقتا كافيا للأمم المتحدة لخفض وتيرة العمليات العسكرية لإنجاح مفاوضات جنيف مطلع يونيو/حزيران 2015، لكن الحوثيين استغلوا ذلك سعيا لفرض السيطرة على جنوب اليمن وتحديدا عدن.
وكان رد التحالف العربي أكثر حزما بإطلاق عملية “السهم الذهبي”، والتي لعبت فيها المقاومة الجنوبية دورا محوريا في تحرير عدن والضالع حتى شهر ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، عندما ترك التحالف المجال لمفاوضات جنيف 2.
ولم تصمد التهدئة طويلا، إذ كان التفوق القتالي لمليشيا الحوثي يدفعها لمزيد من التعنت والحرب لكن المعركة على الأرض لم تسر في اتجاهها، ووصلت محافظة “أبين” وتوسعت في “تعز”.
وعلى الرغم من فرض الحوثيين حصارا مشددا وقاسيا على مدينة تعز، إلا أن التحالف كالعادة قدم فرصة للسلام امتدت لأكثر من 4 شهور في 2016، عرفت بمحادثات الكويت، لكن المليشيا سعت مجددا لاستثمار التهدئة لإعادة تموضعها العسكري.
فيما قاد التحالف خلال ذات الفترة عملية عسكرية خاطفة لتحرير محافظة حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي، وألحق بالتنظيم في جزيرة العرب هزائم مدوية.
ومطلع 2017، عندما أهدر قادة الحوثي فرصة السلام، وجه التحالف ضربة قاصمة للحوثيين عبر عملية “الرمح الذهبي” بتحرير “باب المندب” ومعظم مدن الساحل الغربي كـ”المخا” و”الخوخة” في محافظة الحديدة.
وفي 2018، تسببت معركة الحديدة في أكبر خسائر بشرية للحوثيين، وعلى الرغم من الانتصار والتفوق العسكري للقوات اليمنية إلا أن التحالف منح الأمم المتحدة فرصتين خلال هذا العام، الأولى هي “جنيف 3” وانتهت قبل أن تبدأ.
فيما قبل الحوثيون تحت الضغط العسكري في الحديدة “اتفاق ستوكهولم” في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018، وسعت لاتخاذه غطاء لتعويض خسائرها على مدى سنوات الحرب، بل كثفت خلال 2019 هجماتها الإرهابية البحرية والجوية.
منح “ستوكهولم” الحوثيين فرصة ذهبية لتعويض خسائرهم البشرية والتسليحية بالتجنيد وتهريب السلاح من إيران، وهو ما يبدو جليا في تصاعد هجمات الصواريخ والطائرات نحو السعودية وتدشين المليشيا الإرهابية مع حلول 2020، أكبر معاركها البرية بهدف اجتياح محافظة مأرب، أهم معاقل الحكومة الشرعية.
وخلال هذا العام، فرض التحالف بقيادة السعودية وقفا لإطلاق النار من طرف واحد، سعيا في مواجهة تفشي جائحة كورونا العالمية، فيما توغل الحوثيون في الجوف ونهم والبيضاء محاولين تطويق “مأرب”.
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعيد ظهور الضابط الإيراني حسن إيرلو في اليمن تحت غطاء الدبلوماسية، تشكلت نقطة تحول فاصلة كشفت تكتيكات طهران في استغلال مليشيا الحوثي كواجهة لعملياتها الإرهابية نحو السعودية ومأرب.
وظهرت دائرة القرار الحوثية المؤلفة من أجنحة متناحرة، وهي تتسابق على إرضاء طهران دون النظر لمستقبل الجماعة سياسيا، وذلك برفع وتيرة الهجمات العابرة للحدود إلى أعلى ذروتها، ووصل إلى حد محاولة اغتيال حكومة الكفاءات المشكلة وفقا لـ”اتفاق الرياض” بالصواريخ الباليستية.
ومع إعلان “السعودية” عن مبادرة الحل الشامل التي لاقت إجماعا وترحيبا دوليا وإقليميا وأمميا واسع النطاق، هل تكون آخر فرصة ذهبية للحوثيين؟
الضغط العسكري
ويرى الناشط اليمني فضل العيسائي أن “السعودية لم تستعرض قوتها الضاربة ضد مليشيا الحوثي حتى الآن، وتعمل على إعادة القوى المتصارعة إلى الحوار الآمن”.
وأشار العيسائي على موقع “تويتر” إلى أن ما يحدث هي مناوشات جوية في محاولة تحجيم الحوثي الذي أسقط منظومة الدولة بدعم إيراني وما زال نفس السعودية طويلاً. وحث المليشيا على التقاط فرصة السلام قبل الندم.
بدوره يستبعد المحلل السياسي عدنان الجعفري موافقة الحوثيين على مبادرة السعودية حتى ولو تم ممارسة أقصى الضغوط الدولية عليهم، مشيرا إلى أن المليشيا ستراوغ كونها مليشيا اعتادت على الحرب ولن تخضع للسلام.
وقال الجعفري في تصريح” إن “الحوثي هو معسكر إيران الأكثر تبعية وينفذ إملاءات طهران، وبات جليا أن الضغط العسكري للتحالف وتأمين ميناء الحديدة الحيوي أصبح ضرورة”، مضيفا “ما لم يتم ذلك سوف تظل المليشيا تراوغ وتناور لكسب الوقت لجولة أخرى من الحرب”.
والإثنين الماضي، أعلنت السعودية مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.