الرئيسية / تقارير واخبار / مطالبات بموقف دولي حازم ضد الجرائم الحوثية

مطالبات بموقف دولي حازم ضد الجرائم الحوثية

العين ( حضارم اليوم ) متابعات

منذ ٢٥ مارس/آذار ٢٠١٥، لا يزال التحالف العربي العضد الأول لليمنيين في حربهم ضد الحوثي، لكن تصعيد المليشيات مؤخرا ينذر بكارثة خطيرة.

وطالب مسؤولون يمنيون، ودبلوماسي مصري كبير، بضرورة اتخاذ موقف دولي إزاء انتهاكات وجرائم الحوثي، محذرين من خطورة مساعي هذه المليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي الأسابيع القليلة الأخيرة، فتحت مليشيا الحوثي، أحد أذرع إيران في المنطقة، جبهات جديدة وصعدت عدوانها العسكري في مأرب والمملكة العربية السعودية، في إصرار على استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمدة من خلال طائرات مفخخة، وهو ما يعد خرقا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية.

إلا أن هجماتها دائما تتحطم على صخرة الجيش اليمني والتحالف العربي، حيث تتكبد خسائر فادحة وهزائم متتالية.

صمت دولي

عبدالباسط القاعدي، وكيل وزارة الإعلام اليمني، يرى أن مليشيا الحوثي لن تتوقف عن عدوانها على الأعيان المدنية سواء في اليمن أو المملكة العربية السعودية ما لم يتم الحاق هزيمة قاسية بها وشل قدراتها.

وفي حديث لـ”العين الإخبارية”، يوضح المسؤول اليمني: اليوم تعد هذه المليشيات الإرهابية أخطر أذرع الحرس الثوري الإيراني المصنف على لوائح الإرهاب، وهذه المليشيات تدير عمليات الحرس الثوري ضد اليمن والمملكة العربية السعودية من اليمن، ومن الخطورة بمكان الصمت على جرائم هذه المليشيات التي فاقت في جرائمها داعش والقاعدة مجتمعتين.

واستنكر القاعدي، ما وصفه بالصمت الدولي، وقال إن: “الصمت الدولي على جرائم وانتهاكات الحوثي مستغرب وغير مبرر ويصب في مصلحة التمكين لإيران وأدواتها في المنطقة، وكذلك صناعة حرب استنزاف طويلة وحالة من الفوضى واللا استقرار في المنطقة العربية طويلة الأمد”.

ويفسر وكيل الإعلام اليمني كيف يهدد الحوثي الأمن الدولي، بقوله: “الحوثي يستفيد من القدرات والخبرات الإيرانية في صناعة الطيران المسير المفخخ وتطوير التجربة الصاروخية، وهذا يجعل منه خطر داهم يهدد خطوط الملاحة في أهم الممرات المائية، وهو باب المندب وبالتالي قناة السويس، بالإضافة إلى مقدرة إيران على تهديد حركة الملاحة في مضيق هرمز وهذا خطر لا يهدد الأمن الإقليمي العربي فقط بل يهدد الأمن الدولي”.

وتابع: “ولوقف هذا الخطر لا بد من موقف دولي صارم يعمل على تنفيذ القرار 2216 الخاص باليمن، في إشارة إلى قرار الأمم المتحدة الذي يطالب الحوثيين بالكف عن استخدام العنف وسحب قواتهم من المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك صنعاء”.

خيارين وتحدي

وراسما صورة حول الواقع اليمني، قال بليغ المخلافي المستشار الإعلامي في السفارة اليمنية بالقاهرة لـ”العين الإخبارية”: إن المليشيات الانقلابية استغلت كل المبادرات السياسية الحالية، خاصة بعد وصول الإدارة الأمريكية الجديدة وإعلانها تعيين مبعوث خاص لليمن”، مشيرا إلى أن الحوثي اعتقدت أن كل محاولة تفعيل الحل السياسي تعكس ضعفا من المجتمع الدولي وبالتالي بدأت محاولاتها لتغيير موازين القوى على الأرض.

وتابع المسؤول اليمني: “المليشيات صعدت من الهجوم على مدينة مأرب التي تضم ما يزيد عن ٣ ملايين مواطن بينهم أكثر من ٢ مليون نازح نزحوا جراء ممارسات المليشيات الانقلابية”.

ويرى “المخلافي” أن المجتمع الدولي أصبح أمام تحدي كبير أخلاقي وقانوني في حماية المدنيين، حيث يجب على الإدارة الأمريكية الجديدة محاولة الضغط على هذه المليشيات سياسيا وعسكريا لوقف هجماتها على مأرب والعديد من المناطق المدنية.

وضرب مثالا بما يدور في مناطق يمنية، بخلاف مأرب، مثل مدينة تعز التي لازالت محاصرة منذ أكثر من ٥ سنوات، ولا يوجد بها سوى منفذ بري وحيد يستخدمه أبناء تعز للخروج منها.

وأضاف: “أصبحت مسألة الخروج من المدينة والدخول إليها مسالة معقدة جدا.. ووصول مساعدات الإنسانية إليها باتت امرا شبه مستحيل.. وهذه كلها مسؤوليات تقع على عاتق المجتمع الدولي”.

وشدد المسؤول اليمني على أن المجتمع الدولي أمام خيارين، إما أن يكون مع الشعب اليمني أو مع مليشيا الحوثي التي تخدم مشروع إيران الطائفي في المنطقة.

ومنتقلا للدور الذي يقوم به التحالف العربي منذ ٦ سنوات، أوضح “المخلافي” أن التحالف العربي كان دائما وأبدا مع المدنيين لليمنيين؛ حاول حمايتهم والقيام بعمليات عسكرية لإضعاف القدرات العسكرية لهذه المليشيات التي تستهدف بالأساس المدنيين.

واستكمل حديثه: “التحالف العربي كان منذ البداية واقفا إلى جوار الحكومة الشرعية والشعب اليمني الذي أرهقته هذه الحرب”.

ودلل على تلك المساندة بمثال قائلا إن: “مؤتمر المانحين الأخير كانت المملكة العربية السعودية والإمارات أحد أكبر الداعمين الرئيسيين لعملية الاستجابة الإنسانية وبالتالي على المجتمع الدولي أن يدرك أيضا أن التحالف العربي لم يتدخل فقط عسكريا ولكن تدخل أيضا انسانيا وسياسيا”.

كما تطرق المخلافي إلى المشاورات التي استضافتها دولة الكويت لمدة ١٠٠ يوم، وأفشلها الحوثي برفض مسودة الاتفاق في أخر لحظة.

بدوره، عزا المحلل اليمني عبدالرحمن أنيس، ارتكاب مليشيا الحوثي جرائم بشعة إلى أنهم لمسوا تراخيا لا محدود من المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أخر مظاهر هذا التراخي كان قرار الإدارة الأمريكية الجديدة برفعهم من قائمة الإرهاب.

وعدد أنيس أبرز جرائم الحوثي بقوله: “استهدف الحوثيون مطارا مدنيا في 30 ديسمبر الماضي لدى وصول الحكومة إلى عدن، هاجموا مأرب، قصفوا مدن يمنية بالصواريخ البالستية وقتلوا مدنيين”.

وأضاف: “لكن للأسف المجتمع الدولي لا يتحرك إلا إن عندما يكون الحوثيون في موقف حرج، كما جرى عندما كانت الحديدة على وشك السقوط بيد الشرعية والتحالف”.

وتطرق الإعلامي اليمني إلى جريمة إحراق عدد من المهاجرين الأفارقة داخل مركز احتجاز في صنعاء، بقوله: “هذه الجريمة لم تحظ بالإدانة الدولية الكافية رغم بشاعة هذا العمل الإجرامي الذي تحرمه كل المواثيق الدولية الإنسانية”.

وتابع: “يرفع الحوثيون شعار الموت لأمريكا، لكن الولايات المتحدة تتعامل مع هذا الشعار وكأنه مزحة، ويظل التهاون الدولي أمام جرائم الحوثيين أمرا غير مفهوم”.
الاتفاق النووي الإيراني

حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، قال إن تعامل المجتمع الدولي مع جماعة الحوثي مرتبط بعنصرين أساسيين، الأول ضرورة إرسال رسالة للحوثي أنهم لن ينجحوا في فرض أي حل عسكري في اليمن مهما كانت المساعدات الإيرانية لهم.

أما العنصر الثاني بحسب هريدي، مرتبط بملف العلاقات الأمريكية الإيرانية، فعلى حسب قوله في حال حدوث تقدم في العلاقات لاسيما التوصل إلى اتفاق في الملف النووي الإيراني فإن مسالة الحوثي ستفقد الكثير من خطورتها في اليمن.

وتشير التقارير الدولية والأممية الإنسانية إلى كمٍ هائل من انتهاكات مليشيات الحوثي بدءًا من تهديد المدنيين بالصواريخ، مرورًا باستخدام النازحين دروعًا بشرية، وليس انتهاءً بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال والزج بهم في جبهات القتال.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

هيئة التدريب والتأهيل تختتم دورة تدريبية حول تقدير الموقف السياسي

عدن(حضارم اليوم) خاص اختتمت هيئة التدريب والتأهيل للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الخميس، بالعاصمة عدن، الدورة …