الرئيسية / تقارير واخبار / غضب شعبي وتوتّر أمني يؤشّران على انتكاس الوضع في جنوب اليمن

غضب شعبي وتوتّر أمني يؤشّران على انتكاس الوضع في جنوب اليمن

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات

وصفت مصادر يمنية مطلعة تعرّض نقطة أمنية تابعة للحزام الأمني في منطقة أحور بمحافظة أبين لهجوم من قبل مسلحين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم القاعدة، بالتزامن مع تعرض وزير الخدمة المدنية والتأمينات في الحكومة اليمنية والقيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي عبدالناصر الوالي لمحاولة اغتيال بأنها جزء من مخطط يستهدف خلط الأوراق السياسية ودفع المشهد نحو المزيد من التأزيم بين المكونات الموقّعة على اتّفاق الرياض.

وأسفر الهجوم حسب بيان إعلامي صادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي عن 12 قتيلا وسقوط عدد من الجرحى. ونجا الوزير الوالي من محاولة الاغتيال في عدن بعد انفجار عبوة ناسفة لحظة مرور موكبه وإبطال عبوة أخرى لم تنفجر في موقع الحادث.

وفي أول رد على هذه التطورات الميدانية التي شهدتها محافظتا عدن وأبين في ظل التوترات التي أعقبت اقتحام متظاهرين مقر الحكومة اليمنية في قصر المعاشيق بعدن، الثلاثاء، دعا المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري في بيان صحافي “القوات الأمنية الجنوبية إلى رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية في عدن وأبين ومحافظات الجنوب كافة”.

وأكد الكثيري بأن “تلك الاختلالات الأمنية وعمليات الاستهداف الممنهجة لم تكن مشهودة بذات القدر والإمكانيات إبان إحكام النخبة الشبوانية سيطرتها على محافظة شبوة، وأن الفترة الأخيرة شهدت عودة لنشاط الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ الأمر الذي يتطلب عودة النخبة والسير قدما لتستأنف مهامها مع كل القوات الجنوبية في مواجهة الإرهاب وقطع دابره من الجنوب كله”، وأشار ناطق باسم الانتقالي الجنوبي إلى أنّ الأخير “يواجه خطة جديدة وخطيرة هدفها إلغاء دوره”، مؤكدا أن “هذه الخطة ستبوء بالفشل”.

وفي بيان لها عبّرت الحكومة اليمنية المنبثقة عن اتفاق الرياض عن إدانتها واستنكارها لمحاولة اغتيال الوزير التي صنّفتها “ضمن المحاولات المستميتة من بعض الأطراف التي تسعى إلى عرقلة التوافق واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض بشتى الطرق والأساليب”.

وأكدت الحكومة في بيانها أن “كل المحاولات الإجرامية لاستهداف الحكومة وأعضائها لن تثنيها عن القيام بواجباتها وتحمّل مسؤولياتها في هذه الظروف الصعبة والعمل من أجل خدمة المواطنين ولن تستسلم لكل العراقيل الموضوعة أمامها”.

وكشف البيان عن صدور توجيهات من رئيس الوزراء معين عبدالملك إلى الأجهزة المختصة لإجراء تحقيقات عاجلة للكشف عن ملابسات محاولة الاغتيال التي استهدفت الوالي، وملاحقة المتورطين ومعاقبتهم.

وربطت مصادر سياسية جنوبية بين الدور الذي لعبه الوالي في الحيلولة دون تحوّل المظاهرات التي وصلت إلى مقر الحكومة الثلاثاء إلى موجة عنف وبين توقيت استهدافه، حيث كان الوزير قد ظهر في تسجيلات مصورة وهو يطلب من المتظاهرين التزام الهدوء فيما كشفت مصادر مطلعة في المجلس الانتقالي الجنوبي عن تورط عناصر إخوانية في محاولات تحويل اتجاه التظاهرات المطلبية نحو العنف وإطلاق شعارات معادية للتحالف العربي مشيرة إلى أنّ تدخل ممثل المجلس في الحكومة عبدالناصر الوالي في اللحظة المناسبة أثناء تواجده في مقر الحكومة ساهم في إحباط هذا المخطط.

وفي تصريح لـ”العرب” حول الحوادث الأمنية التي شهدتها محافظتا عدن وأبين قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح إن المجلس يعتبر هذه الأحداث المؤسفة في إطار الحرب الموجهة ضد القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي أنها عبارة عن ضغوط تمارس عليه للحد من دوره في هذه المرحلة والمرحلة القادمة.

واعتبر صالح أن “هذه الحرب الأمنية تتقاطع مع حرب من نوع آخر تتمثل في وقف الرواتب وحرمان شعب الجنوب من الخدمات”.

وأضاف “كل هذه الأشكال من الحروب تستهدف تشكيل حالة ضغط على المجلس وعلى القوات المسلحة الجنوبية لتمرير مخططات يعتقد البعض بأنه من خلالها يستطيع أن يصرف المجلس عن دوره وعن تبنيه للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية وإصراره على تنفيذ اتفاق الرياض كما هو، إضافة إلى أن ما جرى في أبين يؤكد بأنه لا بد من إعادة الأوضاع هناك وفي شبوة إلى ما كانت عليه قبل غزوهما في أغسطس من العام الماضي وعودة انتشار النخبة الشبوانية والحزام الأمني واللذين تمّ في عهدهما القضاء على الإرهاب والعناصر الإرهابية وأصبحت المحافظتان بوجودهما تنعمان بالأمن والاستقرار”.

ودأب أنصار المجلس الانتقالي على توجيه أصابع الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين بالتورط في محاولات خلط الأوراق وجرّ المجلس لمواجهات جديدة مع الحكومة وتعكير المشهد الأمني في عدن وتحديدا التيار المدعوم من قطر الذي يجاهر برفضه لاتفاق الرياض، بينما تشير معظم البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة أو المقربين منها إلى مسؤولية طرف ثالث هو الحوثي في الوقوف خلف الحوادث التي تشهدها عدن وتستهدف عرقلة اتفاق الرياض وتأزيم العلاقة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، غير أن أصواتا مناوئة للمجلس دأبت على اتهامه بعد كل حادث وتوظيف الحوادث الأمنية في مهاجمته.

وفي تصريح حول دورة العنف وموجة الاغتيالات التي تجتاح مناطق جنوب اليمن، اعتبر الباحث السياسي اليمني سعيد بكران كل ذلك مؤشرا واضحا على العودة القوية للنشاط الإرهابي لتنظيم القاعدة لكن مع بروز زاوية إضافية هذه المرة لأعمال الإرهاب التي عادت بعنف تتمثل في خطاب الإخوان المسلمين وحلفائهم الإقليميين وبعض الشخصيات المحسوبة على الشرعية تجاه القوات العسكرية والأمنية الجنوبية، وهو خطاب بمثابة تحريض على منتسبي تلك القوات. وأضاف بكران “على المجتمع الدولي الانتباه لعودة قوى الإرهاب لأخذ زمام المبادرة في الجنوب بعد أن فقدت تلك القوى الكثير من قوّتها”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

مدير أمن ساحل حضرموت يبحث مع السفير الصومالي سبل التعاون الأمني بين الصومال وحضرموت

المكلا (حضارم اليوم) خاص بحث المدير العام لأمن وشرطة ساحل حضرموت العميد مطيع سعيد المنهالي، …