تونس ( حضارم اليوم ) متابعات
دعوات سياسية في تونس لتوحيد الصفوف من أجل دحر تنظيم الإخوان الإرهابي وأذرعه التدميرية بالبلاد، تضاعفت عقب فض اعتصام قوى سياسية أمام مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وشهدت تونس خلال هذا الأسبوع مواجهات بين أنصار حركة النهضة الإخوانية وأنصار حزب “الدستوري الحر” الذي ترأسه عبير موسي، على خلفية طلب الأخير بحل الاتحاد الذي يرأسه الإرهابي يوسف القرضاوي.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يخوض “الدستوري الحر” اعتصاما مفتوحا أمام المقر من أجل وقف نشاط التنظيم المتهم بنشر الخطاب التكفيري وتلقي تمويلات مشبوهة.
وعقب مناوشات من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي، تعرض نواب وأنصار الحزب الدستوري الحر للاعتداء والعنف من قبل قوات الأمن التونسي التي فضت اعتصامهم بالقوة.
وأزالت قوات الأمن الخيام الموجودة أمام المقر بالقوة، مستخدمة العنف وقنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
وعقب ذلك، لجأت موسي ليلة الخميس إلى القضاء عبر تقديم شكوى ضد رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالنيابة، هشام المشيشي، بعد الاعتداءات التي طالت نواب وأعضاء حزبها.
كما أعلنت أيضا عن عزمها تقديم شكاية ضد الذراع الإخواني (ائتلاف الكرامة) بتهمة “تكوين وفاق إجرامي للاعتداء على الأشخاص والممتلكات الخاصة”، حسب قولها.
إضافة إلى تقديم شكوى ضد رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي وحركة النهضة الإخوانية وكل من حضر الاعتصام من كتلة الحركة طبقا لقانون مكافحة الإرهاب.
التحرك الذي تقوده موسي انضم إليه أكثر من طرف سياسي في تونس على غرار قيادات اتحاد الشغل وحزب الائتلاف الوطني الذي يترأسه الوزير السابق ناجي جلول، وبعض قيادات حزب “تحيا تونس” الذي يترأسه رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد وسط مطالبات بإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي.
أفكار ظلامية
ونشر النائب عن حزب “تحيا تونس”، حسين جنيح، تدوينة على صفحته الرسمية جاء فيها: “من بين المجلدات والكتب التي عُثر عليها بعد الدخول إلى مقر جمعية القرضاوي هي “التعليم الشرعي وسبل ترقيته” و”الإرهاب في ميزان الإسلام” و”كتاب النكاح”.
وأضاف: “من يسعى لتمييع هذه القضية أو الوقوف على الحياد بين من يؤيد هؤلاء في تدريس هذا النوع من الأفكار وبين من يعارضهم نقول له أنت خائن لا غير.. فبئس المغانم أمام مصير دولة تبين بالكاشف أنها لا تزال مهددة في كامل أسسها ولا داعي لإخراج أكذوبة العادة وأكبر عملية تحيل ألا وهي: دستور 2014 حسم كل هذه المسائل”.
وتابع: “أما نحن فلقد اخترنا صف الوطن ودون تردد.. هذا الموقف شخصي يلزمني وحدي وإن كان ذلك سيصنفني معارضة، فهنيئا لي بذلك في هذا المنعرج المهم من تاريخ تونس”.
تحرير تونس
بدورها، لوحت المنظمة العمالية في تونس على لسان قياداتها البارزة بضرورة خوض معركة تحرير تونس ضد التنظيم الإخواني والجمعيات التابعة له.
وكان أمين عام ااتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، أكد، في تصريحات إعلامية، أن الدولة التونسية فقط هي من ترعى الدين لا أطراف وثقافات دخيلة لاتحاد العلماء المسلمين ولا غيره.
ولفت إلى أنه في تونس وزارة الشؤون الدينية تهتم بالشأن الديني، منتقدا تنافسا سياسيا في مسألة حسمها دستور البلاد.
استقالة المشيشي
وعلق ناجي جلول، المستشار السابق للرئيس الباجي قائد السبسي (كما شغل وزيرا للتعليم سنة 2015) في تدوينة وجهها لمعركة الدستوري الحر ضد اتحاد القرضاوي: ” الإرهاب ليس وجهة نظر واتحاد القرضاوي منظمة إرهابية”.
وإزاء لجوء رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى استعمال القوات العامة لفض اعتصام الدستوري الحر أمام اتحاد القرضاوي، تتالت الدعوات التي تطالبه بالاستقالة والانسحاب من المشهد السياسي.
وطالب الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي (المتحصل على جائزة نوبل للسلام سنة 2015)، في تصريحات إذاعية، رئيس الحكومة هشام المشيشي بالاستقالة ،على خلفية تحالفه مع حركة النهضة وسكوته عن ما اقترفه اتحاد القرضاوي من تحريض إرهابي.
وقال عن المشيشي: “هو ليس منتخبا وليس منحدرا من حزب وخان الأمانة.. وهو كلف بمهمة لم ينجح فيها وأصبح مكونا من مكونات الأزمة الحالية”.