الرئيسية / أراء وكتاب / دروس من التاريخ .. رسالة الى المخلصين في وطني (5/5) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

دروس من التاريخ .. رسالة الى المخلصين في وطني (5/5) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

دروس من التاريخ .. رسالة الى المخلصين في وطني (5/5) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

ان الترويج لتقسيم اليمن والجنوب لم يكن مطلوبا ولاسببا للأزمة، بيد ان الجذر في الأزمة هي الوحدة بين اليمن والجنوب وفشلها، وهو مايستدعي العودة الى الدولتين في اليمن والجنوب، وأي حلول لم ولن تفلح وسيسقط معها من يتبناها ويروج لها، لذا فأن عليهم الرحيل من الجنوب والقبول به والتسليم باستقلاله واقامة دولته الجديدة الخالية من كل الماضي الأليم بشخصياته وتياراته ووسائله وسياساته وتعزيز مبدأ التسامح والتصالح والابتعاد عن القتل والاحتراب الذي لاينتج عنه الا المزيد من الدمار والأحقاد…
ان الانسان متى ماأراد ان يعيش ويحيا سعيدا عليه أن يربط حياته بأهداف وليس بأشخاص، ان مثل الذي باع بلاده وخان وطنه : مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.. وبالمقابل لايستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شئ يعيش من أجله الا اذا كان مستعدا للموت في سبيله، لأن وطني علمني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن لكل الناس وطن يعيشون فيه، الا نحن..فلنا وطن يعيش فينا…..
أجبرت على الاسهاب لالشئ سوى ان يتمعن الجميع وفي مقدمتهم المخلصين في وطني عمق القضية الجنوبية من جذورها ومايدار حولها، حتى لاتعمى القلوب والأبصار، فالأرض غطاؤها قش وعلى سقفها طعم ينجر اليه من لايعي مخاطر الانزلاق ولم يتخذ من دروس ودروب الحياة مواعظ وعبر… فعلى المخلصين في وطني ان يستدركوا تلك المخاطر وأهدافها ومخططاتها وما سيترتب عليها من الارتماء في أحضان الاحتلال بقالب جديد.
ان قضيتنا الجنوبية هي : قضية شعب وأرض وتاريخ وهوية وهي في الأخير نتاج للحرب الذي شنته قوى الظلام الذي يهدف في الأساس الى احتلال الجنوب ونهب ثرواته، وبالتالي فان الثورة الشعبية السلمية التحررية هي الاساس في بروز القضية الجنوبية الى السطح، وبالنظر الى مخرجات الحوار وما نتج عنها هو حرب مبادرات تجري رحاها على ساحات الحوار، أما جنودها فهي اللجان المشكلة وفقا لسياسات اليمن المتناقضة، حوار بلا معنى ولاهدف كونه لايلامس الالام ولا يمنح العلاج، مبادرات توهم للعالم ان في اليمن حكمة ولكن ملامسته على ارض الواقع هو : حوار بلا حكمة ولا ايمان… وفي الجهة المقابلة لها مؤسسات هشة تحارب بعضها بعضا من اجل البقاء في دائرة الفساد الأمن وقيادات كلها حربية وان بدت للناظرين بالزي السياسي المعتاد…
ان السياسة في اليمن تعني فن الحرب الممكن، حرب تتكيف حسب الظروف والضرورة في ان واحد من تصفيات -خداع كذب – تزوير – تشكيلات وهمية.. هذا السلوك الغريب العجيب هو من حير فقهاء السياسة والأعلام المحلي والعربي والدولي حتى المبعوث الأممي لم يسلم من هذه المسحة اليمنية السحرية بالرغم من زياراته المتعددة لليمن…
ان انهاء هذا العبث يستلزم الاقدام لعقد مؤتمر جنوبي جامع لقوى التحرير والاستقلال بما يفضي الى تشكيل قيادة موحدة، أو صيغة تنسيقية وامتلاك رؤية تجاه موجبات تحقيق التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الجديدة، والعمل على وضع حد لتضارب المفاهيم في الخطاب السياسي والاعلامي للقوى الثورية الجنوبية وذلك بالتمسك بمفاهيم التحرير والاستقلال وترسيخ الهوية الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الجديدة لاسقاط بعض المفاهيم الملتبسة مثل : فك الارتباط، استعادة الدولة، الانفصال، وهي ذات المفاهيم التي تكرس يمننة الجنوب وتتعاطى مع قضية الجنوب وكأنها قضية وطنية داخلية في اطار اليمن وليست قضية وطن محتل يطالب شعبه بالتحرر من الاحتلال ونيل الاستقلال، والانفتاح اكثر على القوى المؤمنة بأهداف ثورة شعبنا الجنوبي المتمثل في التحرير والاستقلال وعدم السماح باقحام القضية الجنوبية وقوى الثورة السلمية التحررية في صراعات المحاور الاقليمية والدولية.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

البيض: التصعيد الحوثي بالبحر الأحمر يعرقل عملية السلام

المكلا (حضارم اليوم) خاص قال عمرو البيض، الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إن هناك …