المكلا ( حضارم اليوم ) الشرق الاوسط :
أظهر اهتمام إيران وأذرعها في المنطقة العربية بمعركة مأرب التي يخوضها المقاومون ضد الميليشيات الحوثية الانقلابية، حجم تورط النظام الإيراني وأدواته في اليمن، واعتبارهم هذه المعركة «مصيرية» لمشروعهم التوسعي في المنطقة. فيما يرى يمنيون أن المعركة التي يخوضونها في مأرب مواجهة بين إيران وأدواتها في المنطقة، والعرب عموماً، مشيرين إلى أن اليمن الذي أرادت إيران أن يكون محطة انطلاق لمشروعها يمثل حائط صد لإيقاف مشروع إيران التوسعي.
وعدّ الفريق صغير بن عزيز، رئيس الأركان في الجيش اليمني، ما يجري في مأرب «معركة فاصلة». وقال في تصريحات للإعلام الرسمي اليمني: «سنحقق النصر، وتُسحق الجموع الحوثية المسعورة التي تدفع بها إيران بقيادة الإرهابي حسن إيرلو الذي يقود المعركة. الحوثيون عبارة عن أداة لإيران تنفذ مشروعها التدميري لليمن والوطن العربي».
وتابع: «الحركة المدعومة من إيران تريدنا أن نكون أتباعاً لإيران، وهذا ما لن يقبله الشعب اليمني أبداً». وحذر رئيس هيئة الأركان بأن الحركة الحوثية الإرهابية تحمل الحقد والكراهية ضد اليمنيين والعرب والإنسانية بشكل عام، وقال إنهم «يتحدثون بالموت لكل من يقف أو يختلف معهم».
أما الدكتور محمد جميح، سفير اليمن لدى اليونيسكو، فقد أكد أن «تغطية وسائل إعلام محور طهران ولغتهم التحريضية ضد مأرب، تعني أن المعركة بالنسبة لهم (مصيرية)»، وأضاف في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «يجب أن تكون مأرب بالنسبة لليمنيين وللعرب معركة مصير. مأرب صمدت وحشود مرتزقة إيرلو لم تنقطع، ومن حق مأرب أن تسخر الإمكانات والرجال لحمايتها ودحر حشود الظلام عنها».
ووصف همدان العليي، الكاتب والمحلل السياسي اليمني، المعركة في مأرب بأنها «بين العرب والإيرانيين»، مشيراً إلى أن «اليمن الجدار الذي يحمي الدول العربية من الهيمنة الإيرانية في المنطقة».
وأضاف العليي، في تصريحات : «منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه الحوثيون حربهم في صعدة عام 2004، كان اليمنيون يعرفون أنهم مدعومون من إيران، وأن جماعة الحوثي استنسخت العقيدة السياسية الإيرانية، وتتلقى الدعم السياسي والمالي والعسكري والإعلامي من إيران، وهي أداة ومخلب إيران في شبه الجزيرة العربية، ولديها مشروع لتنفيذه في المنطقة برمتها وليس اليمن فقط».
وتابع: «اليمن فقط محطة انطلاق، بالتنسيق مع أذرع إيران في المنطقة؛ سواء العراق ولبنان، وجاءت معركة مأرب لتؤكد هذه المسألة؛ حيث رأينا كيف خرج نصر الله والناشطون الإيرانيون يدعمون الحوثيين في معركة مأرب ويعدّونها مصيرية بالنسبة لهم، وهذا أمر واضح للعيان».
وكان مارتن غريفيث، المبعوث الأممي لليمن، دعا الميليشيات الحوثية قبل أيام إلى وقف الاعتداء على مأرب، مبيناً أن ذلك يعرض ملايين المدنيين للخطر، وأن السعي لكسب المناطق بالقوة يهدد عملية السلام؛ على حد تعبيره.
ويوضح همدان العليي أن «الانتصار في معركة مأرب ليس للحكومة الشرعية كما قد يصوره البعض؛ وإنما هو (انتصار للعرب أمام التهديد الإيراني لشبه الجزيرة العربية)».