المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :
مهنة الصيد أصبحت تشكل خطراً على حياة الصيادين ، وكثير منهم يعاني فقرا مدقعا، والقطاع هو أحد ضحايا انتهاكات الانقلاب الحوثي.
وتدور رحى حرب اليمن بالبحر أيضاً، لكن مع وجود قدر أقل من المساءلة، وهو ما يحرم الصيادين اليمنيين من البحث عن رزقهم، بل أصبحوا هدفا عسكريا لمليشيا الحوثي راح ضحيته عشرات بين قتيل وجريح.
وقبيل اندلاع الحرب في اليمن، كان هناك أكثر من نصف مليون يمني يعملون في مهنة الصيد التقليدي ويعيلون 1.7 مليون نسمة، وفقاً لأحدث بيانات لوزارة الثروة السمكية اليمنية.
في المرتبة الثانية بعد النفط، كانت صادرات قطاع الأسماك تسهم بـ3% من إجمالي الناتج المحلي اليمني قبل 6 سنوات مضت.
وتعتبر مهنة الصيد مصدر الدخل الرئيسي لسكان العديد من المدن والقرى الواقعة على امتداد الشريط الساحلي اليمني البالغ طوله أكثر من 2500 كيلومتر، وتصل نسبة اعتماد مناطق ريفية على الصيد إلى 100%.
وعقب الانقلاب الحوثي أواخر 2014، انخفض إنتاج اليمن من الأسماك بنسبة تزيد على 65% بعد تراجع إجمالي الإنتاج من 200 ألف طن قبل الحرب إلى 60 ألف طن، بحسب تقديرات حكومية.
وتشير ذات التقديرات إلى أن القطاع السمكي تعرض منذ تفجير مليشيا الحوثي حرب الانقلاب أواخر 2014 لخسائر بنحو 6 مليارات دولار، إثر أزمة مميتة عصفت بالصيادين اليمنيين الذين يمارسون الصيد التقليدي ويشكلون حوالي 75% من قطاع الثروة السمكية.
وينتشر هؤلاء الصيادون في 10 محافظات يمنية مطلة على البحرين العربي والأحمر، حيث يشغلون أكثر من 32 ألف قارب صيد يعملون ضمن 146 ائتلاف مجتمعي للاصطياد السمكي.
ولمواجهة خسائر القطاع السمكي في اليمن كثفت دول التحالف العربي والأمم المتحدة من تدخلاتها لتعزيز قدرات مجتمعات الصيادين عبر مشاريع للهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية والبرنامج الإنمائي ومنظمة الفاو.
واستفاد خلال العام الماضي نحو 28 ألف صياد من مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي والتي تمثلت في تأهيل وبناء 24 مركز إنزال سمكيا ودعم الصيادين بالقوارب والمعدات اللازمة لصيد الأسماك لتتصدر الإمارات كل الجهات المعنية في انعاش قطاع الأسماك بالبلاد.
-الألغام التحدي الأكبر
ومع بقاء مليشيا الحوثي تسيطر على أجزاء من البحر الأحمر موطن أكبر تجمعات الصيد باليمن، لا يزال زرع الألغام البحرية الخطر القاتل الذي يعترض رحلة الصيادين البحرية.
ويؤكد رئيس جمعية الصيادين اليمنيين في مدينة المخا الساحلية هاشم رفاعي أن العمليات الإرهابية لمليشيا الحوثي في البحر الأحمر تشكل أكبر تهديد للصيادين اليمنيين على الشريط الساحل الغربي للبلاد حاضراً ومستقبلاً.
وأشار رفاعي، في تصريح لـ”العين الإخبارية” إلى أن الرياح الموسمية تواصل جرف الألغام البحرية، التي زرعتها مليشيا الحوثي، صوب قرى الصيادين الآمنة التي تعتمد على الصيد كمصدر دخل وحيد.
ولفت رفاعي إلى أن مهنة الصيد صارت مصدر دخل لـ70% من سكان مدينة المخا، وهي موطن ميناء “موكا” أقدم الموانئ في شبه الجزيرة العربية، وتصل النسبة إلى 100% في بعض قرى الساحل الغربي اليمني.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تسببت التعسفات الحوثية ضد الصيادين بنزوح المئات منهم إلى المناطق المحررة.
– قيود البحر الملغوم
تحاصر الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في مياه وسواحل اليمن بما فيه على مقربة من ميناء الحديدة، شريان حياة الملايين، الصيادين برا وبحرا.
ففي البحر، يضطر الصيادون خوفا على حياتهم من الاصطدام في لغم بحري التحرك في قواربهم في مساحات محددوة للاصطياد السمكي.
وقال صياد في مدينة المخا لـ”العين الإخبارية”، إن ألغام الحوثي البحري أصبحت تعلق في شباك الصيد إثر تفشي أعدادها المخيفة في المياه اليمنية في البحر الأحمر.
والشهر الماضي، تلقت القوات اليمنية المشتركة بلاغا بوجود لغم بحري علق في شباك صيد لأحد الصيادين وذلك قرب مركز الإنزال السمكي فى بلدة “الدريهمي” جنوب محافظة الحديدة أكبر مدن البلاد المطلة على البحر الأحمر.
وتستمر فرق الهندسة اليمنية في مكافحة هذا الوباء المميت بغية تأمين مهنة الصيد، حيث تعمل في بلدات الساحل الغربي لليمن عشرات الفرق التابعة للقوات المشتركة بدعم من التحالف بقيادة السعودية، والتي تكثف نشاطها لمكافحة الألغام البحرية المنتشرة قبالتي سواحل محافظتي الحديدة وتعز.
وكشف ركن هندسة الألغام في المقاومة الوطنية محمد ثامر عن “الألغام البحرية التي يزرعها الحوثيون هي صناعة إيرانية نوع “صدف” ودائما ما تصطدم بقوارب الصيادين”.
وأوضح المهندس اليمني لـ”العين الإخبارية” أنه تم العثور على أكثر من 25 لغما مشابها من هذا النوع الإيراني خلال الأشهر القليلة الماضية وتم تفجيرها، بالإضافة إلى نزع التحالف المئات من هذا الشراك القاتل.
واعتبر المسؤول اليمني هذه الأعداد من الألغام البحرية تجسيدا لإرهاب مليشيا الحوثي بتفخيخ السواحل ومراكز الإنزال السمكي وتهديد حياة المئات من الصيادين والملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر بشكل عام.