الرئيسية / أراء وكتاب / دروس من التاريخ .. رسالة الى المخلصين في وطني.. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان. ( 5/2 ).

دروس من التاريخ .. رسالة الى المخلصين في وطني.. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان. ( 5/2 ).

اننا حين ننظر الى الواقع ومعايشتنا له نرى بأن القوى المتنفذة التي كانت تهيمن بالأمس على مقدرات شعبنا قد تصارعت وانقسمت على نفسها بسبب اختلاف مصالحها، والمعارضة بالأمس قد أصبحت حليفة اليوم وشريكة في الحكم، وفي نفس الوقت من كان يوصف بالطاغية والسفاح ومجرم الحرب قد تحصل على وسام الحصانة، أما من كان يوصف بالفسدة والمفسدين من أزلام حكمه قد أصبحوا شركاء في تقاسم السلطة بجميع مفاصلها، وهذا ماكان يطلقون عليه التغيير والاصلاح.
ان اليمين الدستورية الذي يقسم عليه الرؤساء والوزراء وكبار المسئولين في اليمن يتضمن:” أقسم بالله العظيم أن أحافظ على النظام الجمهوري، وان احترم الدستور والقانون، وان أرعى مصالح الشعب والوطن رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه”
من الملاحظ ان مفردات هذا القسم يحتوي على كلمات: مصالح، رعاية، أحافظ، استقلاله، والحق يقال : أن رؤساءنا ووزراءنا والكبراء، قد أقسموا وحلفوا بأغلظ الأيمان بالحفاظ على مصالح الشعب أمام المايكروفون، ولكنهم بعد ذلك نهبوا وسرقوا وامتلأت بطونهم من المال العام حتى انتفخت وعلت وتضخمت.. أقسموا بالله العظيم، ولو كانوا يدركون خطورة هذا القسم ماحنثوا به ومانبذوه وراء ظهورهم ليعبثوا في أرض الجنوب العربي فسادا، ويسرقون أموالهم ويذبحون أبنأءهم وفي اخر المطاف تحت ذريعة ” مخرجات الحوار ” يقسمون شعبه الواحد الخالي من صراعات الطوائف الى فرق وأقاليم، لقد حولوا القانون والدستور الى مايشبه شبكة الصياد تمسك بتلابيب الأسماك الصغيرة فقط من خياشيمها وتهديها للصياد ليقطفها ويفعل بها مايشاء، أما أسماك القرش المفترسة فلا صلة بتلك الشبكة بها لأنها تخترقه.بأنيابها وأسنانها حتى وان وقعت فيها..
ان تعدد الممارسات الديمقراطية السلمية بهامشها المحدود يشكل في ذهنية السلطة خطرا محدقا يهدد مصالحها وبقاءها، فأصبحت امعاؤها غير قادرة على هضمها أو التعاطي معها، لذا لم يبق امامها الا أن تنتزع افتعال الأسباب والحجج الواهية في محاولة منها لاجهاض سلمية الحراك في الجنوب المحتل وتمييع قضيته العادلة وقمع الاحتجاجات السلمية وكل وسائله النضالية بما في ذلك القتل والاعتقالات والتعذيب الوحشي الجسدي والنفسي ضد المعتقلين، ناهيك عن الملاحقات والتضييق على حرية الرأي والصحافة…
ان سلمية الاحتجاج والتظاهر يمثل حضارة هذا الشعب وتقدمه، واستمرارية نشاطه على هذا المنحى ليس ضعفا او جبنا، ولم يكن في يوم ما نوع من أنواع المحرمات تدعونا الى التوبة، أو ذنبا نسأل الله أن يغفره لنا، وليس بتامر يقودنا مكبلين الى ساحة القضاء وخلف قضبان سجون النظام، وفي الجانب الاخر فالحرية والديمقراطية لايمثلان نظاما عسكريا وقبليا وتجاريا ولا بقوانين واجراءات استثنائية تغتصب الحقوق وتقيد الحريات أو تعتقل الأفكار وتحاكم الضمائر وتزهق الأرواح وتدوس الكرامة

شارك الخبر

شاهد أيضاً

في ذكرى تحرير المكلا.. انتصارات تتجدد في اجتثاث قوى الإرهاب

المكلا (حضارم اليوم) كتبه/ د. باسم منصور تحلُّ اليوم على شعب الجنوب الذكرى الثامنة ل …