المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :
بنغازي (ليبيا) – أكدت زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ولقاؤه القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر جدية دعم المؤسسة العسكرية للسلطة التنفيذية الجديدة التي جرى انتخابها قبل نحو أسبوع في جنيف، وهو ما يثبت أن حفتر والمنفي إضافة إلى رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة يمثلون مفاتيح الاستقرار في البلاد التي تعصف بها الانقسامات منذ 2014.
وبحسب بيان صادر عن القيادة العامة للجيش “تم خلال اللقاء طرح وجهات النظر بين الطرفين، وتأكيد القائد العام على دعم القوات المسلحة لعملية السلام، وسعي الجيش إلى الحفاظ على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطات”.
وتابع البيان “أكد المشير حفتر على دعم المجلس الرئاسي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات والوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة في ديسمبر القادم”.
وكانت عدة مؤشرات ألمحت إلى وجود تفاهمات بين الدبيبة وحفتر، كان أبرزها تصويت ممثلي الجيش في ملتقى الحوار الليبي لصالح قائمة الدبيبة – المنفي وليس للقائمة التي تضم رئيس البرلمان عقيلة صالح ووزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، بالإضافة إلى نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي زيارةً أدّاها الدبيبة إلى بنغازي قبل أيام من التصويت النهائي.
وفعّل هذا الاتفاق دور حفتر بعد أشهر من الخفوت نتيجة تقلص زياراته الخارجية ولقاءاته، ما أوحى بوجود توجه دولي نحو إنهاء دوره لفائدة عقيلة صالح الذي بدأ يحظى بدعم دول مؤثرة في الصراع كمصر وفرنسا وروسيا.
ومن غير المستبعد أن يجري الدبيبة خلال الأيام القادمة زيارة معلنة إلى الرجمة، وهو ما عكسه احتفاؤه بأعضاء ملتقى الحوار الممثلين لإقليم برقة بعد عودته من جنيف حيث أصر على التقاط صورة تجمعه بالوفد وتوديعه ووعد بأنه سيؤدي قريبا زيارة إلى بنغازي.
وتبعث زيارة المنفي إلى بنغازي ولقاؤه حفتر رسائل إيجابية لأعضاء مجلس النواب الذين يعتزمون الاجتماع لمنح الثقة للسلطة التنفيذية الجديدة مفادها أن هذه السلطة تحظى بدعم الجيش الذي يمثل إحدى أهم القوى الفاعلة على الأرض في المنطقة الشرقية.
وظهرت خلافات خلال الأيام الماضية بين أعضاء مجلس النواب بشأن مكان انعقاد جلسة التصويت على منح الثقة للمجلس الرئاسي الجديد وحكومته، حيث دعا نواب الغرب لأن تكون الجلسة في مدينة صبراتة في حين يصر نواب من الشرق، ومن بينهم رئيس البرلمان عقيلة صالح، على أن تكون في مدينة طبرق قبل نقل مقر البرلمان إلى سرت التي من المفترض أنها ستكون مقر السلطة الجديدة. وهو ما دفع نائبي رئيس البرلمان فوزي النويري وحميد حومة لإصدار بيان يدعو النواب إلى حضور جلسة التصويت وطالبا لجنة 5 + 5 العسكرية باختيار مكانها لإنهاء الجدل بشأن ذلك.
وأشاعت زيارة المنفي إلى بنغازي أجواء من التفاؤل وبددت تكهنات بأن تلاقي السلطات الجديدة الرفض نفسه الذي لاقاه المجلس الرئاسي الحالي برئاسة فايز السراج في 2016 من قبل الجيش والبرلمان في طبرق.
وينتمي المنفي جغرافيا إلى برقة لكنه عُرف طيلة السنوات الماضية بمعارضته للجيش، بما في ذلك الحملة التي أطلقها ضد المجموعات الإرهابية في بنغازي ودرنة، بالإضافة إلى أنه كان سفير ليبيا لدى اليونان التي طردته بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، وهو ما شكك في إمكانية أن يكون مدعوما من الجيش.
لكن محللين يربطون هذا النجاح في جمع المتناقضات بوجود صفقة روسية – تركية بددت إجماعا شبه دولي على قائمة عقيلة – باشاغا التي بدت المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز حريصة على فوزها في أكثر من مناسبة، حيث اتهمت أطرافا لم تسمها بتقديم رشاوى لأعضاء ملتقى الحوار. وهو ما دفع رجل الأعمال المصراتي علي الدبيبة ابن عم رئيس الحكومة إلى مطالبتها بفتح تحقيق لإثبات تلك الاتهامات أو نفيها.
وكان المنفي من القيادات النشطة في رابطة الطلاب الليبيين الدارسين في فرنسا تحت لواء “اتحاد طلبة الجماهيرية”، ومن أكثر المتحمسين لنظام العقيد الراحل معمر القذافي وهو ما يرجح أن يكون على علاقة جيدة بأنصار القذافي وابنه سيف الإسلام الذين تطالب روسيا بأن يُسند إليهم دور سياسي.
وشكل فوز قائمة الدبيبة والمنفي صدمة للكثير من الدول التي راهنت على قائمة عقيلة – باشاغا، وخاصة مصر وفرنسا.
ومع ذلك تبدو السلطات الجديدة مهتمة بإرضاء جميع الدول، إذ تعهد المنفي بأن تكون القاهرة أول عاصمة يزورها بعد أن يؤدي زيارة إلى بنغازي.