الرئيسية / أخبار عربية ودولية / توجهات بايدن تدفع روسيا و إسرائيل إلى تعاون أوثق في الشرق الاوسط

توجهات بايدن تدفع روسيا و إسرائيل إلى تعاون أوثق في الشرق الاوسط

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

توالت في اليومين الأخيرين الاتصالات الهاتفية بين الجانبين الروسي والإسرائيلي ما يشي بوجود ترتيبات جديدة تهم الشأن السوري. ويأتي هذا الزخم في وقت تبدي فيه الدولتان ريبة من توجهات الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن.

تل أبيب – تشهد العلاقات الروسية – الإسرائيلية زخما لافتا ترجم في الاتصالات المتبادلة على أعلى المستويات في اليومين الأخيرين وسط إشادات إسرائيلية بالدور الذي تضطلع به موسكو في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما يتناقض مع مواقف الإدارة الأميركية الجديدة التي تنظر إلى الوجود الروسي في المنطقة على أنه تهديد وجب تحجيمه.

وتقول أوساط سياسية إن الاتصالات المكثفة بين مسؤولي وقادة إسرائيل وروسيا تعكس توجها لتعزيز التعاون الثنائي في الشرق الأوسط لاسيما في سوريا، في ظل حالة قلق مشتركة من سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لا يخفي عداءه لموسكو ونيته وقف سياسة “الدعم المطلق” التي حظيت بها تل أبيب خلال عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، وهو ما ترجم في تحفظ البيت الأبيض مؤخرا على قرار الاعتراف بالجولان السوري أرضا إسرائيلية وفي رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وتشير هذه الأوساط إلى أن وتيرة الاتصالات الجارية على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري تشي ربما بترتيبات جديدة بين روسيا وإسرائيل تهم الشأن السوري.

وبحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء “العلاقات الثنائية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط”.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في تصريح مقتضب للصحافيين أن الوزيرين ناقشا خلال المكالمة الهاتفية المسائل المتعلقة بـ”التعامل الروسي – الإسرائيلي في سبيل ضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.

وأشارت الوزارة إلى أن الاتصال جرى بمبادرة من الجانب الإسرائيلي.

من جانبه أعلن مكتب غانتس في بيان أن الوزيرين بحثا خلال المكالمة الملف السوري واتفقا على “مواصلة المشاورات الهامة بهدف ضمان أمن قواتهما وبشأن الحاجة إلى تفعيل الجهود الإنسانية في المنطقة”.

وذكر مكتب غانتس أن الوزيرين اتفقا على “أهمية الاستمرار في التصرف من أجل الحفاظ على قدرة الدول على الدفاع عن نفسها من التهديدات الإرهابية”، في إشارة إلى التحديات التي يفرضها وجود إيران وميليشياتها في سوريا على إسرائيل.

وبدا تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي ردا غير مباشر على ما طرحته موسكو على تل أبيب قبل فترة بإبلاغها بالتهديدات الأمنية المفترضة الصادرة من أراضي سوريا لتتكفل بمعالجتها كي لا تكون سوريا ساحة للصراعات الإقليمية.

ورغم عمق التعاون الإسرائيلي – الروسي إلّا أن العقيدة التي تقوم عليها إسرائيل هي الرهان على ذاتها في مواجهة أي تهديدات وبالتالي من المستبعد أن تقبل هكذا طرح روسي.

ويمثل هذا الاتصال الهاتفي الأول بين شويغو وغانتس الذي يتولى أيضا منصب نائب رئيس حكومة إسرائيل منذ يوليو الماضي. ويأتي الاتصال بعد يوم من اتصال آخر أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا فيه “القضايا الإقليمية ومواصلة التنسيق الإسرائيلي – الروسي إزاء التطورات الأمنية في المنطقة”.

كما كان أيضا لوزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي الاثنين اتصال مع نظيره الروسي سيرغي لافروف شدد من خلاله على “الدور المهم” الذي تلعبه روسيا في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في منع إيران من تطوير أسلحة نووية وتموضعها في المنطقة.

وقال أشكنازي في تغريدة عبر حسابه على تويتر “نحتفل هذا العام بمرور 30 عامًا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا. اتفقت أنا ووزير الخارجية لافروف على الاحتفال بهذه المناسبة بسلسلة من الأحداث في إسرائيل وروسيا والتي ستؤكد على متانة العلاقات بين شعبينا”.

وتزامنت هذه الاتصالات المكثفة مع أنباء تتداولها وسائل إعلام سورية عن بدء القوات الروسية نبش مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بضواحي العاصمة دمشق للبحث عن رفات جنديين إسرائيليين قتلا في معركة “السلطان يعقوب” أمام الجيش السوري خلال الحرب على لبنان عام 1982.

وتحدثت التقارير عن أن قوات في الجيش الروسي حاصرت المقبرة في مخيم اليرموك الأربعاء الماضي للبحث عن الجنديين تسيفي فلدمان ويهودا كاتس اللذين قتلا خلال المعركة في منطقة البقاع.

وسبق وأن سلمت روسيا لإسرائيل في أبريل 2019 رفات الجندي زخريا باومل الذي قُتل في نفس المعركة والذي وظفه نتنياهو في حملته الانتخابية في سبتمبر 2019.

وشهدت العلاقات الروسية – الإسرائيلية خلال عهد بوتين قفزة نوعية وهناك تنسيق في ما بينهما بخصوص الملف السوري رغم وجود بعض الخلافات التي تبرز من حين لآخر.

ويرى مراقبون أنه من المرجح على نحو بعيد أن تعزز إسرائيل تنسيقها مع الجانب الروسي، خصوصا وأن الإدارة الأميركية الجديدة ليست في وارد أن تقدم لتل أبيب شيكا على بياض كما كان الحال مع إدارة ترامب.

وأظهرت تصريحات لمسؤولين في إدارة بايدن بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن وقيادات في البنتاغون توجها لإعادة تقييم سياسة دونالد ترامب في سوريا والتي ارتكزت على أولوية الحفاظ على أمن إسرائيل.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

وزير لبناني: نأمل التوصل لوقف النار الليلة

المكلا (حضارم اليوم) العربية بينما تصعّد إسرائيل هجماتها على ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب اللبناني، يترقب …