الرئيسية / أخبار عربية ودولية / إيران مخترقة أكثر مما نعتقد

إيران مخترقة أكثر مما نعتقد

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

يؤشر ضلوع عنصر من القوات المسلحة الإيرانية في اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، على ضعف فادح داخل الأجهزة الأمنية في إيران التي يروج إلى أنها منيعة ضد الاختراق. ويتساءل مراقبون: إن كانت المؤسسات الأمنية التي يفترض أنها الأكثر تحصينا سهلة الاختراق، فماذا عن باقي المؤسسات؟

طهران – يعكس إعلان وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي عن ضلوع عنصر من القوات المسلحة الإيرانية في عملية اغتيال العالم النووي البارز فخري زادة قرب طهران في نوفمبر، أن الكثير مما يجري داخل إيران مرصود من قبل الجواسيس والعملاء، وأن الجمهورية الإسلامية مخترقة أكثر مما نعتقد.

وقال علوي “الشخص الذي قام بالتحضيرات الأولية للاغتيال كان عنصرا من القوات المسلحة، ولم نكن قادرين على القيام بعمل استخباري في مجال القوات المسلحة”.

ولم يقدم علوي تفاصيل إضافية حول اغتيال فخري زادة، الذي يُنظر إليه على أنه عراب البرنامج النووي الإيراني والعقل المدبر لبرنامج الأسلحة النووية المحاط بالسرية التامة.

واغتيل فخري زادة بعد استهداف موكبه في مدينة آب سرد بمقاطعة دماوند شرق طهران في 27 نوفمبر 2020.

وكشف وزير الدفاع أمير حاتمي بعد الاغتيال، أن فخري زادة كان أحد معاونيه، ويشغل رسميا منصب رئيس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة للوزارة.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني بعد أيام، إن الاغتيال كان “عملية معقدة استخدمت فيها أجهزة إلكترونية، ولم يكن ثمة أي شخص في المكان”.

وأشار نائب القائد العام للحرس الثوري العميد علي فدوي، إلى أن الاغتيال تم بواسطة رشاش باستخدام “الذكاء الاصطناعي تم التحكم به عبر الأقمار الصناعية والإنترنت، ولم يكن هناك إرهابيون في مكان الحادث”.

واتهمت إيران جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة، بتنفيذ ما أسمته عملية معقدة باستخدام أسلوب جديد بالكامل لاغتيال العالم النووي.

ولم تعلق إسرائيل رسميا على اتهامها من قبل إيران بالوقوف خلف الاغتيال، لكنّ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو صرّح عام 2018، بأن فخري زادة مسؤول عن برنامج عسكري نووي إيراني، لطالما نفت طهران وجوده.

ويرى مراقبون أن اختراق جهاز الموساد الإسرائيلي للمؤسسات الأمنية في إيران، وقدرته على تخريب مواقع استراتيجية شديدة التحصين كمفاعل نطز لتخصيب اليورانيوم، ونجاحه في اغتيال أكبر العلماء النوويين الإيرانيين، يبرهن أن الكثير مما يجري داخل إيران مخترق ومرصود من قبل جيش مدرب من الجواسيس والعملاء، ممّن تساعد ظروف إيران الاقتصادية المتدهورة على تجنيدهم وزرعهم في هذه المواقع الأمنية الحساسة أو بالقرب منها، كعيون وأذرع لأجهزة الاستخبارات الأجنبية.

محمود علوي: لم نكن قادرين على القيام بعمل استخباري في مجال القوات المسلحة

وفي ضوء التحديات العسكرية التي تواجهها إيران في الخارج، ومنظور الاضطراب والقلق في الداخل، توصل قادة الجمهورية الإسلامية إلى أنهم لا يستطيعون تجاهل وجود العملاء والجواسيس، ليس في مكاتب الحكومة أو البرلمان ولكن في قلب المؤسسة الأمنية نفسها.

وكان وزير الاستخبارات، أول من قرع جرس الإنذار في وقت سابق، حينما حذر قائلا إن “الأعداء وصلوا إلى الداخل”. وألمح إلى مراكز السلطة مثل الحرس الثوري الإيراني، والذي يدير منظمة أمنية موازية للمنظمة الأمنية التابعة للحكومة.

وقال علوي إن السلطات العليا صعقت عندما تلقت تقاريره عن “الجواسيس الذين اكتشفناهم” داخل الحكومة.

وكشف أن هناك فروعا في الدولة قامت المخابرات الأجنبية بزرع أفرادها فيها لمدة طويلة -20 عاما- في عملية اختراق بطيئة.

وأثارت اتهامات التجسس تساؤلات حول كفاءة الحرس الثوري الإيراني نفسه، الذي سمح لجاسوس بالعمل ضمن صفوفه لأعوام، فيما لم تستبعد تقارير إعلامية أن يكون العميل قد سرّب معلومات تقنية حساسة لدوائر استخباراتية أجنبية.

وتلقت إيران العديد من الضربات الموجعة والخسائر الفادحة جراء تمكن شبكات جوسسة من اختراق مؤسساتها المهمة، حيث تم اغتيال “أبوالصواريخ الإيرانية”، الجنرال حسن طهراني مقدم وعدد من معاونيه في سنة 2011، بعد انفجار استهدف منطقة قريبة من العاصمة طهران.

وامتدت العمليات لتستهدف عددا من العلماء النوويين الإيرانيين الذين اغتيلوا بين سنتي 2010 و2012، حيث نجح جهاز الموساد الإسرائيلي في اغتيال العديد من العلماء من بينهم داريوش رضا نجاد ومسعود علي محمدي ومجيد شهرياري، فيما فشلت محاولة اغتيال العالم النووي فريدون عباسي، الذي قفز وزوجته من السيارة قبل انفجارها.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، نجحت إسرائيل في عملية سرقة تاريخية مكنتها من الحصول على كنز من الوثائق النووية الإيرانية السرية، تمثلت في استخراج أكثر من نصف طن من المحفوظات النووية الإيرانية خلال 2018. وهي العملية التي قال عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “إنها تضمّنت دخول عناصر من الموساد إلى طهران ثم إلى المنشأة أين تمكنوا من تحميل الوثائق وشحنها إلى إسرائيل في نفس الليلة”.

وتشير مثل هذه الإخفاقات إلى خلل في عمل أكثر أجهزة الدولة سرية. وتنتشر بين أوساط الجمهور الإيراني رواية مفادها أن الجواسيس يتمركزون بين المتشددين، وتحوّل وصف “أوكار التجسس الحقيقية” للإشارة إلى الهيئات الحكومية الأكثر ثورية في مبادئها.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

في زيارة رسمية.. ولي عهد أبوظبي يصل الدوحة

المكلا (حضارم اليوم) خاص وصل ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل …