الرئيسية / أراء وكتاب / أسس الحوار : الحجة – الأدب .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

أسس الحوار : الحجة – الأدب .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

ان مسألة الأدب في الحوار، فهذه الخصوصية بالذات لاتقل أهمية عن الحجة أفلت شمسها من ساحة الحوار فضاعت بسبب ذلك الكثير من الحقائق وعلى ذمة التفريط بها ذبحت العديد من مشاريع الانماء الفكري، فالكثير ممن يمثلون منابر الحوار يفقدون السيطرة على أنفسهم، ويركزون على تسفيه الاخر وتهميش فكره فتضيع عليهم فرصة بناء جسور للعبور الى منطقة السماح الوجداني عند الملتقى، والتفاعل معه عقلا وروحا، يضيقون الخناق على الطرف المعارض وينهجون معه اسلوب التعسف وهذا مانهى عنه الله تعالى في قوله :(ولاتبخسوا الناس أشياءهم) (سورة الأعراف ( 85 ) بل ان الواجب التزام القول اللين واللطف في الكلمة لقوله تعالى: ( وجادلهم بالتي هي أحسن) سورة النحل ( 125 ) وقوله تبارك وتعالى لموسى وهارون عليهما السلام (اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى) (سورة طه ( 42/43 ) كما انه من المعلوم ان كسب القلوب مقدم على كسب المواقف، واستراتيجية التعارف أولى من كسب المواقف اما الاختلاف فهو حالة طبيعية وليست ظاهرة مرضية؛ قال تعالى 🙁 ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) سورة هود (118/119 ) كما أن سمة الحوار الهادئ والخطاب الراقي يعد من أرقى الوسائل لافساح سبل الملتقى لكي يصغى ويحب مايسمع أو يقرأ ويصحح بيئة الادراك، فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن نعيش نفس حالة الخصم المتحفز للهجوم في الحوار، ولنا في رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم خير أسوة : فالمؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ.. وكان عليه الصلاة والسلام لايقابل أحدا بما يكره، جزل الخطاب قوي الحجة الى اخر مايروى عن صفاته وشمائله الطيبة، وعلينا ان نتذكر ان من نحاوره او نتعامل معه ليس دوما على درجة عالية من القدرة على الصفح في حال ايذائه فربما نخسره اضافة للفشل في تفعيل الحوار وايصال الفكرة…

شارك الخبر

شاهد أيضاً

مستشار الرئيس الزُبيدي: “المهرة” قلب الجنوب النابض وروح النضال التاريخي

المكلا (حضارم اليوم) خاص قال مستشار الرئيس الزُبيدي الدكتور صدام عبدالله: تمثل محافظة المهرة ركيزة …