المكلا (حضارم اليوم )تقرير :خاص
أخذت اليمن وخاصة حضرموت قسيمتها من فايروس الموت(كورونا) الذي اجتاح العالم بأسره، وحصد آلاف الأرواح بين كبير وصغير وشباب.
كوفيد_19 الفايروس الذي أوصل جميع الدول على مستوى العالم إلى حالة من العجز واليأس في اكتشاف العلاج المناسب ،لإنقاذ العالم من دائرة الموت .
كورونا الفايروس الذي شل الحركة وعطل الأعمال، ودهور اقتصاد الدول ، لم تنجو اليمن منه، بل ابتداء بالظهور في حضرموت لتصبح اول محافظة مستهدفة من بين المحافظات اليمنية.
_ الشحر نقطة انطلاقة شرارة كورونا في حضرموت :
في صباح يوم لم يلقي لها أبناء حضرموت أي حسبان، فكانت صدمة بالنسبة لهم ، وحدث مفاجئ اندلعت شرارته من ميناء الشحر صبحية يوم الجمعة ، جراء سفينة قادمة رست على رصيف الميناء .
تداعت الأخبار واختلفت الأنباء بشأن الحالة التي رصدت أنها مصابة بالفايروس، والبعض يقال أنها من أبناء مديرية الشحر، وأنباء أخرى قالت إنهم مدير الميناء، وكذلك أخرى قالت لمواطن اجنبي قادم من خارج الوطن.
عقبها بدأت الإجراءات الإحترازية لحماية المواطنين ووقف عاصفة الانتشار للفايروس لاحتوائه ،والتزم المواطنين بذلك حتى لا يكونوا هم الضحية.
_ السلطة المحلية والإجراءات الاحترازية:
بعد أن بدأت شرارة فايروس كورونا بالظهور في مدينة الشحر ، وخوفا من الانتشار أكثر ، ولحماية المواطنين، أقرت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ممثلة بسيادة المحافظ اللواء الركن فرج سالمين البحسني_قائد المنطقة العسكرية الثانية، إجراءات الوقاية وفرض حظر التجوال في عموم مديريات ومناطق المحافظة ساحلا وواديا.
وأغلقت مداخل ومخارج المحافظة ،والأسواق والمحلات التجارية والمؤسسات الحكومية باستثناء ذات العلاقة بالعمليات الطارئة مثل المستشفيات وغيرها .
والتزم الموطنون بذلك والتف جميعهم حول السلطة المحلية ،تجنبا للإصابة بالفايروس ، وحفاظا على صحتهم ، واستشعارهم بخطورة الأمر ، بالرغم من تعطيل أعمالهم التي تعتبر مصدر رزقا لهم.
_ وادي حضرموت خارج نطاق الساحل:
بالرغم من انتشار فايروس كورونا في معظم مديريات محافظة حضرموت ساحلا وواديا، وبالرغم من الضوابط الإحترازية والوقائية التي أقرتها السلطة المحلية، والإرشادات التوعوية المسموعة والمقروءة والمرئية عبر وسائل الإعلام لتحدير المواطنين بخطورة الوباء المنتشر، إلا إن مناطق وادي حضرموت غردت خارج السرب ولم تلتزم بالضوابط والإجراءات الإحترازية، واستسهلت الأمر بكل بساطة ، ولم تلقي له أي اعتبار ،بالرغم من تكرار التوجيهات من قبل الجهات المختصة والسلطة المحلية بالمحافظة.
ولعدم الالتزام بهذه الإجراءات، فقد كانت الخسائر أكبر والانتشار على نطاق واسع ، وحصد الفيروس الكثير من الأرواح البشرية، وخاصة في مديرية تريم وسيئون ، وخيمة سحب الحزن على مناطق الوادي برحيل الضحايا .
_الإمارات والإنجازات الاسعافية في زمن كورونا:
مثلما عودتنا دولة الإنسانية والضمير العربي “الإمارات العربية المتحدة ” بوقوفها إلى جانب اليمن وخاصة حضرموت في المحن واصعب الظروف التي تعيشها البلاد ، وفي زمن كورونا لم تبخل إمارات الخير والعطاء على اليمن وخاصة حضرموت ، وبالرغم كذلك من انتشار الفايروس في الإمارات ، إلا أن ذلك لم يمنعها من تقديم الدعم المادي والمعدات الطبية والوقائية ورفد المستشفيات والمراكز الصحية بها ،عبر ذراعها الإنساني في اليمن “الهلال الأحمر الإماراتي” .
وكانت جهود عظيمة بذلتها الإمارات وذلك استسعارا منها بالمسؤولية اتجاه الشعب اليمني ، وانطلاقا من مبدأ الإنسانية والوطنية والمبادئ الدينية ، للتخفيف عن المواطنين من معاناتهم جراء انتشار الفايروس القاتل في البلاد.
إذن هذه هي الإمارات التي تنتهج قيادتها نهج مؤسس الدولة الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة واسكنه فسيح جناته.