الحوار الهادف فن
أداب الحوار : لغرض الاستفادة يتوجب ان نستعرض هنا أدابا للحوار
1) الاخلاص والتجرد
على المحاور ان يتجرد من العصبية؛ فلا يعقد التعصب لفرقته أو مذهبه أو فكرته، ثم لايقبل منك، ويريد أن تسلم وتقر له دون ان يناقشك..
2) احضار الحجة : *
عادة مايكون صاحب الحجة قوي، قال الشافعي : ” من حفظ الحديث قويت حجته ” واما أن يأتي انسان بكلام فضفاض وعاطفي وانشائي ويقول انه يحاور الناس ويجادلهم، فهذا ليس صحيحا، والحجة اما أن تكون عقلية قاطعة أو نقلية صحيحة….
3) السلامة من التنأقض **: فان من الواجب على المحاور ألا يناقض كلامه بعضه بعضا لأن بعض الناس “ لقلة بصيرته ” يأتي بكلام ليس مترابطا في موضوع واحد وانما يتعارض مع بعضه…
4) الحجة لاتكون هي الدعوى.
كأن يقول احدهم : مادام اني قلت هذا القول، فقولي هذا حجة ودليل، ويزكي نفسه، وبعضهم يحسب قوته بطول عمره…
5) الاتفاق على المسلمات… **
فالأصول لايناقش فيها ولايحاور ، ففي المله ثوابت لاينبغي أن تضيع اوقاتنا بالجلوس لمناقشة الأصول الثابتة كألوهية البارئ سبحانه، واستحقاقه للعبودية جل في علاه، وأن محمدا ” ص ” رسول الله، وان أركان الاسلام خمسة، فهذه أمور مسلمات ومقررات مجمع عليها، وفي مناقشتها تشويش على الناس، وتضييع لوقتك وأوقات الاخرين. ويجب الانتباه الى أن هذه المسلمات قد تختلف باختلاف
المحاور كأهل الكتاب أو الكفار أو المشركين..
. 6 ) ان يكون المحاور أهلا للحوار –––**** فلا تأت برجل مشهور عنه الجهل والنزق والطيش وتحاوره..لأن أذاه أكثر من نفعه.
7 ) نسبة القرب والبعد من الحق. **فالأمر لبى، اذ لا يشترط دائما أن يكون مائة في المائة فان وافقني في كل شئ فهو أخي أتولاه وادعو له في ادبار الصلوات، وان خالفني فهو عدوي أتبرأ منه وادعو عليه.. لا ورحم الله ابن قد أمه اذ يقول في كتابه ( المغنى) واهل العلم لاينكرون على من خالفهم في مسائل الاختلاف.. 8 ) التسليم بالنتائج. –** فاذا توصل المتحاورون في حوارهم الى أمور، فعلى المغلوب ان يسلم للغالب، وهذا من طلب الحق، يقول عبدالرحمن ابن مهدي : ” ان أهل الخير وأهل السنة يكتبون مالهم وماعليهم.
9 ) المحاورة بالحسنى. يقول العلماء : حين تحاوره فلا تتعرض لشخصه، ولا لحسبه ونسبه وأخلاقه وانما تحاوره على القضية.
10)الانصاف في الوقت فاذا حاورت انسانا أن تتفق معه، وتقول له : تصبر لي وتسمع مني حتى أنتهي، وأصبر واسمع منك حتى تنتهي لك خمس دقائق ولي خمس دقائق مثلا، او لك نصف ساعة، ولي نصف ساعة، لاتقاطعني ولا أقاطعك.
11 ) حسن الانصات : **** فكما تطلب من محاورك أن يحسن الانصات والاستماع اليك وهو من الادب، فعليك ان تستمع له اذا حاورك، لان بعضهم ينقصهم حسن الانصات، وحسن الانصات من حسن الخلق..
وصدق الله العظيم اذ يقول :
( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين. سورة النحل ( 125 )