عدن ( حضارم اليوم ) ارام
قال المتحدث الرسمي لإدارة أمن عدن النقيب عبدالرحمن النقيب، إن الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن في الأيام القليلة الماضية، نفذتها ”مجموعات مأجورة“ لخدمة جماعة الإخوان وميليشيات الحوثي.
واعتبر في حديث خاص لـ“إرم نيوز“ أن التفجيرات والهجمات الأخيرة غايتها تحقيق أهداف سياسية عدة، يأتي في مقدمتها إظهار عجز السلطات الأمنية في عدن عن حماية المدينة التي تستعد لاستقبال سفارات ومكاتب منظمات دولية، وإفشال عمل الحكومة الجديدة.
وكان مطار عدن الدولي، المسرح الأبرز الذي دشنت فيه تلك الاختلالات والتفجيرات عقب استقرار نسبي، لحظة وصول طائرة تقل أعضاء حكومة المناصفة أواخر العام الماضي، التي نجت من ثلاثة صواريخ سقطت بين إحدى صالات المطار ومدرجه بالقرب من الطائرة، راح ضحيتها نحو 135 شخصا بين قتيل وجريح، قبل أن تسقِط دفاعات التحالف لاحقا وفي اليوم ذاته، طائرة حوثية مسيرة اقتربت من قصر معاشيق الرئاسي، حيث مقر الحكومة جنوب شرق عدن.
ورغم تلك الأحداث، أعلنت الحكومة برئاسة معين عبدالملك بقاءها في عدن وأن ”تلك المحاولات لن تثنيها عن تنفيذ خططها وبرامجها وأولويات عملها خلال المرحلة المقبلة الجديدة التي رسمها التوافق السياسي الأول من نوعه وفق اتفاق الرياض وآليته التشريعية“، قبل أن تعلن لاحقا أن نتائج التحقيقات الأولية تشير إلى تورط ميليشيات الحوثي في تلك التفجيرات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
وتوالت محاولات زعزعة الأمن بعدها في عدن، عبر تفجيرات وقعت في مديريات عدة ومنها: خورمكسر و المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد، وبشكل شبه يومي تقريبا، معظمها تمت بعبوات ناسفة، استهدفت إحداها بوابة منظمة دولية، فيما استهدفت أخرى مركبة مدير شرطة منطقة الدرين.
وأوضح النقيب أنه ”من خلال اعترافات لأعضاء خلايا تخريبية خارجة على النظام والقانون تم القبض عليهم خلال العام الماضي في مناطق متفرقة من مديريات دار سعد والممدارة والشيخ عثمان والمنصورة، تبين أن من يقف خلف هذه الاختلالات والتفجيرات، ليس جهة واحدة، بل مجاميع مأجورة أفرادها يمتهنون التقطع والحرابة وسفك الدماء، لزعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين وذلك لخدمة جماعة الإخوان والحوثيين“.
وأضاف ”ها هي اليوم تستأنف نشاطها لتحقيق أهداف سياسية بالدرجة الأولى ومن بين تلك الأهداف إظهار عدن على أنها مدينة ليست آمنة، وبالتالي إظهار السلطات الأمنية في عدن بأنها عاجزة عن حماية المدينة التي تستعد لاستقبال سفارات الدول ومكاتب المنظمات وهنا تلتقي مصلحة الإخوان مع الحوثيين“.
ورأى النقيب ان الطرفين ”لا يريدان للحكومة الجديدة أن تنجح على الإطلاق، فكان توقيت تلك التفجيرات متزامنا مع عودة الحكومة إلى عدن وفقا لاتفاق الرياض، ونلاحظ تلك الوسائل الإعلامية التابعة والموجهة والتي تسارع عادة لتضخيم تلك الأحداث من خلال التركيز على تفاصيلها بأكثر من خبر، وهنا سنقترب كثيرا من معرفة الجهة التي تقف وراء تلك الأعمال التخريبية وأن الهدف منها إلى جانب ما ذكرت، إعلامي صرف“.
وأكد النقيب في ختام حديثه أن ”مدير أمن العاصمة عدن اللواء الركن مطهر علي ناجي الشعيبي يبذل جهودا جبارة في تثبيت الأمن والاستقرار وتهيئة الأجواء المناسبة أمام حكومة المناصفة لأداء عملها وتأمينها لغرض توفير وتقديم الخدمات للمواطنين، وأن إدارة أمن عدن سوف تضرب بيد من حديد كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة وسوف يتم القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع، وقد بدأنا بتنفيذ ذلك منذ الوهلة الأولى وضبطنا عددا منهم“.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، عيّن اللواء مطهر الشعيبي مديرا لأمن عدن، الذي تسلم مهامه رسميا قبل نحو أسبوع عقب نجاح عملية التسليم والاستلام من سلفه اللواء شلال شائع في عدن.
وتواصل ”إرم نيوز“ مع الشعيبي الذي أكد بدوره أن أمن عدن لن يتهاون مع أي شخص أو جهة تسعى لزعزعة أمن واستقرار عدن، وأكتفى بالقول ”نحن لهم بالمرصاد والأيام المقبلة تحمل الكثير من التصحيحات التي ستنعكس إيجابا على المدينة وسيلمسها المواطن“.
وأقرت اللجنة الأمنية العليا في عدن، خلال اجتماع أمس الأحد برئاسة المحافظ أحمد لملس الامين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي عددا من القرارات والإجراءات الأمنية التي تهدف إلى تحسين الوضع الأمني وتصحيحه ومنع أي اختلالات، ووضع تدابير ومعالجات لعدد من الممارسات الخاطئة السابقة التي ستساهم في تثبيت الأمن والاستقرار في المدينة، ومنها إنشاء طوق أمني حول العاصمة عدن بمشاركة الأجهزة الأمنية كافة، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة بينهم، واستحداث منظومة مراقبة كاملة على مديريات عدن، وقرارات أخرى داخلية تحد من الاستخدام غير المنظم للدوريات والعربات الأمنية.
وخلال الاجتماع، كشف مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي عن وجود هيكلة مرتقبة لقوام إدارة الأمن والتي تحتوي كشوفاتها على نحو ثلاثة آلاف فرد.